النُكتة السياسية لا ينتجها الشعب دائماً... فقد ينتجها السياسيّون المحترفون أحياناً... ففى منزلٍ بحى المُلازمين أنتج مُرشّحون لرئاسة الجمهوريّة يوم الأربعاء الماضى نكاتٍ ثلاث تستحق التوثيق... النُكتة الأولى هى أنّ أحد المرشّحين ذكر بأنّه ناشد مفوضيّة الانتخابات بالقضاء على الكلاب المتوحّشة والتى إتهمها بإعاقة حركة الأحزاب! النٌكتة الثانية, دعا مُرشّحون ستّة فى بيانٍ مشترك الرئيس البشير للإنسحاب من سباق الرئاسة... وهى سابقةٌ نُكتة لم تحدث فى تاريخ الانتخابات الرئاسيّة فى العالم الأوّل والثانى والثالث... أن يطلب مرشحّون متنافسون من أقواهم حظاً فى الفوز الإنسحاب الطوعى ليفوزَ غيره برئاسة السودان! مرشّح المؤتمر الشعبى لم يفته المسرح الفكاهى فشارك المرشّحين بإلقاء نُكتة ف(اعترف) (بمُشاركة) المؤتمر الشعبى فى إنقلاب الإنقاذ: ارتكبنا تلك (الحماقة) (مُكرَهين) ثمّ (تُبنا)! ما أتى من حى الملازمين لا يؤشّر لغير شللٍ (رباعى)... فقد اجتمع ستّة من بين العشرة المرشّحين لإنتخابات رئاسة الجمهورية التى تُقاس المسافة بينهم وبينها بالبوصات, وبالرغم من ذلك لم يقدّموا للمشهد السياسى حلاً لمسألة أو اجابةً عن سؤال أو برنامجاّ عمليّاً لمرحلة أو مَخرَجاً من مأزق... ولم يهدوا الجمهور الوطنى حُلماً أو أملاً! ما قدّموه هو نظرة متعجّلة إلى خريطة تصميم البيت الوطنى الذى يَرْتَجى السودانيّون تشييده و(تشطيبه) فلم يضيفوا شيئا إلى التصميم... فقط نظروا إلى السقف والجدران على الخريطة فطلوها باللون الأسود, وإلى الأرض التى سيقف عليها السودانيّون متوافقين فى يوم آت فوصفوا لهذه الأرض أرضيّة سوداء! صاحب منزل الملازمين طرح على الحضور سيناريوهات مُرْبِكة حين قال: إذا فاز مُرشّح المؤتمر الوطنى سيتّحول هذا الفوز إلى أزمة... وإذا فاز مرشّح الحركة الشعبيّة فسيدخل المرشّح والحركة والسودان فى وضعِ شائك ومستحيل... وإذا فاز مرشّح حزب الأمة سيجد نفسه فى مواجهة مُعارِضة جديدة, هى مؤسّسات الدولة والخِدْمَتين المدنيّة والعسكريّة! المرشّحون فى كل الدنيا السياسيّة يأتون الانتخابات حاملين فى أيديهم الحلول والإجابات... لكنّ المرشّحين الستّة يحملون لناخبيهم سيناريوهات مآزق... مُرشّحون من زجاج, ومن كان مُرشّحه من زجاج فلا يُلْقِ الناخبين بالأسئلة!!