عدد كبير من المولهين بالقراءة التراثية الجادة اطلعوا على ذلك الكتاب المسمى: «المستطرف في كل فن مستظرف».. لكننا توقفنا كثيراً عند مؤلفه الشهير للتعرف عليه بشيء من التفصيل المختصر. فهو بهاء الدين أبو الفتح محمد بن أحمد «شهاب الدين أبو العباس» بن منصور بن أحمد بن عيسى المحلي الشافعي - فقيه عربي مصري ولد في العام «8831» في قرية «أبشويه» من أعمال مديرية الغربية وبعد أن حفظ فيها القرآن في العاشرة من عمره درس الفقه والنحو.. ثم حج إلى بيت الله في مكة وكثيراً ما تردد على القاهرة وحضر دروس جلال الدين البلقيني، وأصبح خطيب القرية التي ولد فيها بعد وفاة والده وكرس حياته للأدب الذي كان مشغوفا به، ولم يكن واسع المعرفة بالنحو كما يقول (السخاوي)، كما أن لغته لم تكن بريئة من الخطأ وكما ذكرنا في بداية هذه الأسطر إنه هو صاحب ذلك الكتاب الأدبي المشهور المسمى «المستطرف في كل فن مستظرف».. ويحدثنا السخاوي بأنه ألف ايضاً كتاباً في الأدب في مجلدين، عنوانه «أطواق الأزهار على صدور الأنهار» وبدأ في تأليف كتاب في فن الترسل عنوانه «في صنعة الترسل والكتابة» وقد يكون الأبشيهي أيضاً مصنف الكتاب المسمي «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وهو مخطوط بدمشق أنظر حبيب الزيات في : «خزائن الكتب في دمشق وضواحيها». يلقب بالابشيهي أيضاً شهاب الدين احمد بن محمد بن علي بن أحمد بن موسى وهو مدرس شافعي توفى في القاهرة سنة 298 - (السخاوي).. وهناك شهاب الدين أحمد بن محمد المعزاوي القاهري المالكي المعروف أيضاً بابن الأبشيهي توفى في القاهرة عام «898ه». ابن أجروم من ذلك الذي لا يعرف الاجرومية من دارسي النحو ومن هو مؤلفها هو عبد الله محمد بن محمد بن داؤود الصنهاجي المعروف بابن آجروم. ويقول الشراح إن (آجروم) كلمة بربرية «شلحة» معناها «الفقير والصوفي» ويقال إن جده داؤود كان أول من عرف بهذا اللقب وأسرته من ضواحي بلدة (صفروي) ولكنه ولد بفاس في العام 276 هجرية وتوفى بها 327ه «أول مارس 3231» درس بفاس ثم قصد مكة حاجاً ولما مر بالقاهرة درس على النحوي الأندلسي الشهير أبي حيان محمد بن يوسف الغرناطي- وأجازه أبو حيان ويقال أنه الف (مقدمته) «الأجرومية» وهو بمكة مستقبلاً الكعبة ويقول معاصروه إنه كان فقيهاً أدبياً عالماً بالرياضيات وكان فوق ذلك كله فقيهاً نحوياً وكان متبحراً في ضبط القرآن والتجويد وعلم كثيرين النحو والقرآن بجامع الحي الأندلسي بفاس ويظهر أنه كتب شرحاً لمنظومة «الشاطبي» وإبن أجروم كتب عدة مصنفات أخرى وجملة أراجيز في القراءات والتجويد.. والكتاب الذي بقى لنا من كتبه وكان سبب شهرته هو المقدمة الأجرومية في مباديء علم العربية». وهذا الكتاب هو موجز ممعن في الإيجاز وصار بفضل إيجازه الذي اكسبه الإقبال من المحيط الأطلسي وحتى نهر الفرات أساساً للدراسات النحوية وقد كان هذا شأنه أيضاً في السودان خاصة في مراحل التعليم الباكرة...