وَصفت قوى الإجماع الوطني - أحزاب جوبا - ما أسمته بخروقات عملية الاقتراع ب (الفضيحة والمهزلة)، وقالت إن هذه (المفوضية) أصرت على قيام الانتخابات مع سبق الأصرار والترصد. وقال فاروق أبو عيسى رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني في مؤتمر صحفي بدار الحزب الشيوعي أمس، إننا إزاء هذه الخروقات لا نملك إلاّ أن نقول (اللهم لا شماتة). ووجه أبو عيسى انتقاداً لاذعاً لجيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق وسكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان، وأضاف أن غرايشون تدخل في هذه الانتخابات بما يضر بحيدتها واستقلاليتها. وأكّد رفض قوى الإجماع للتدخل الأمريكي الذي وصَفه ب «المشين»، وقال إن أمريكا تريد انتخابات السودان كما أرادتها في العراق، وأضاف: «إذا كانوا يرون أن هذه الانتخابات بمثابة جسرٍ يوصلهم لمآربهم في فصل السودان فهيهات لهم». وقال أبو عيسى إنّ مقاطعة الانتخابات جَنّبت السودان كارثة أمنية، وقال: «لو كنا مشاركين فيها لوقعت فتنة». وكشف أبو عيسى عن خطط لقوى الإجماع لما بعد الانتخابات، وقال: «هذه الخطط ستضمن استقرار البلاد في نهاية الانتخابات»، وأضاف: سنبدأ بنشر كتاب أسود عن كل الخروقات التي تمت خلال العملية الانتخابية بأكملها. من جهتها أشارت د. مريم الصادق المهدي إلى أن حزب الأمة القومي قاطع الانتخابات، غير أنّه أراد المشاركة في المراقبة، وقالت إنّ مناديب حزبها تمّ تسليمهم بطاقات المراقبة في وقت متأخر باعتبارهم من الأحزاب المقاطعة. واعتبرت ما حَدَثَ خطأٍ فنياً في عملية الاقتراع، وقالت إن المفوضية ليست على هذا القدر من عدم الكفاءة، وما حَدَث يُعبِّر عن تواطؤ مقصود لالتزام سياسي، وأكدت مريم رفضها التمديد لتعويض الوقت المهدر في عملية الاقتراع، ودعت المفوضية لإعلان بطلان الانتخابات وتأجيلها لاجراء الإصلاحات اللازمة - على حد تعبيرها -، ودعت كارتر لأن يتماشى مع تقارير مركزه، وقالت: (إن العاملين في المركز قاموا بمجهود طيب ولكن رئيسهم يريد أن يقول هذه الانتخابات صحيحة على أية حال). من ناحيته قال ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية، ان الانتخابات الجارية ستنتج أزمة في البلاد، وستعقد أزمة دارفور. وأضاف عرمان في مؤتمر صحفي أمس، ان قرار المقاطعة لعدم منح المؤتمر الوطني شرعية، وأكد أن قوى جوبا تتشاور حول الخطوة المقبلة بشأن ما أسماه عمليات تزوير في الانتخابات. واتهم عرمان مركز كارتر بمساعدة المؤتمر الوطني، وطالبه بالحديث عن الانتهاكات. من جانبه قال مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد، إنّ السودان يدخل مرحلة معقدة، وأوضح أن التزوير سيزيد من التعقيد، وأن الانتخابات ستصبح أزمة.