قد تدعو إلى الدهشة تلك الأرقام التي تفيد بأن السودان يستورد ما قيمته «2» مليون دولار شهرياً من الزهور حسب ما ذكر تقرير لمجلس الزهور والزينة بالنهضة الزراعية ،ليس فقط لأن عدد المحال التي تعمل في مجال تنسيق وبيع الزهور قليلة بالعاصمة، إذ يتمركز معظمها بالخرطوم «2» والعمارات ولا يتعدى وجودها في بعض أحياء العاصمة الأخرى أصابع اليد بل لأن الرجل السوداني- كحالة نادرة- أوصد الباب أمام تلك الثقافة الناعمة «ثقافة الزهور» كتعبير للشكر أو المجاملة حسب ما ذكرت الباحثة الاجتماعية آمال عبد الصمد. ومن ناحية تجارية فإن تجارة الزهور تجد رواجاً في العديد من الدول وتحقق عملات صعبة وتنشط تلك التجارة في تلك الدول جنباً إلى جنب مع قطاع السياحة إذ لا تخلو كثير من المناطق الأثرية التي تجذب أعداداً مقدرة من السياح من محلات بيع الزهور أو من باعتها الجائلين. وعودة إلى العاصمة الخرطوم التي أشار الاستاذ أمير عبد الله في التقرير إلى انها تستورد سنوياً كميات مقدرة من الزهور من كينيا ويوغندا، وحسب متابعات «الرأي العام»فإن الباقة من تلك الزهور المستوردة قد يصل سعرها إلى «100» جنيه ويعتمد معظم أصحاب المحال على البيع القطاعي إذ يصل متوسط سعر الزهرة إلى «5» جنيهات. «بالطبع زبائننا من طبقة معينة ونقوم أغلب الأحيان بإعداد باقات بطلب خاص وتكون مرتفعة الأجر» هذا ما ذكره «صادق» صاحب محل لبيع الزهور بالخرطوم وأضاف: نعتمد في معظم الأوقات على الطلبيات الكبيرة للأعراس والمناسبات التي تحقق مدخولاً عالياً للمحل يصل شهرياً إلى «30» ألف جنيه، وتختلف أنواع الزهور التي نستوردها «الروز- زهرة اللوتس والاوكيدا والياسمين». ويكون عادة الطلب مرتفعاً على الورود الحمراء للعروس في مناسبات الزواج وفي أعياد الحب ويختلف زبائننا أحياناً من الشباب وأخرى من المتزوجين. «مجدى» صاحب محل آخر باركويت أكد ان تجارة الزهور رائج ولكن لفئة معينة من الناس. وأضاف: نقوم بحفظ الزهور في ثلاجات مخصصة لها وبطريقة تحميها من التلف وقد لا يساعد الجو أحياناً على ذلك ولتفادي الخسائر نقوم بتجفيفها بطريقة معينة وبيعها لأصحاب المكتبات إذ تستعمل بوضعها داخل علب الهدايا.