في ظل كل المتغيرات الخارجية التي سادت على السطح تبقى للمرأة فسيولوجيتها وكيميائيتها اللتين يجب ألا تتغيران ومهما حدث من شرخ لنسيج الحياة واتسعت فوهة بركانها وزادت تقلباته.. فحواء ليست مسؤولة عن السعي من اجل شيء ولكن لسبب ما ولملابسات شتى خرجت ترتدي عباءة الرجل تجوب الكثير من مناحي الحياة تنجح في بعضها وتخفق في البعض الآخر. أنكبت المرأة على عوالم الرجل وبحوره وغاصت فيها بعيداً وهي لم تكن تدرك بعد أنه لعالم عميق الأغوار.. شديد الحلكة.. صعب المسير. هذا الدرب القاسي من دروب الحياة اختارته حواء بكامل أنوثتها، بسحرها الطاغي.. بفتنتها وجمالها.. بلينها.. وبضعفها هكذاخلقها الله وله في خلقه ما يشاء وكل لمسعاه، الرجل للحياة وصعابها وهي لبيتها وأبنائها. ولكن يبدو أن سنة الحياة قد شابها التغيير وغطى عليها غبار الزمن، فقد يصبح طبيعياً ان تجد فتاة غاية في الروعة والجمال تقف في الطابق السابع بين أصوات الآليات وغبار الأسمنت والرمل، ترتدي قبعة من حديد وتلبس حذاء حد الركبة وقد أحمرّ وجهها وأضناها الوقوف.. لماذا كل هذا؟ كما أنه طبيعي جداً ان تجد حواء وهي تتقطر شهداً وحلاوة ما يكفيان لسلب عقلك وقلبك في آن واحد تجدها تعمل عاملة نظافة في طريق عام.. مبالغة.. مُش كدة!!. ونظراً للطبيعة البيولوجية للمرأة التي لا تتوافق مع بعض المهن جعلها تفقد جراء ذلك إحساسها بأنها «أنثى» «جنس ناعم» حيث تجدها تتصرف كالرجل تماماً غير آبهة بما حولها ومع مرور الزمن تفقد رونقها وجمالها «دا لو كانت جميلة» ونتيجة لذلك تتغير كيميائيتها حيث لا حنية ولا عطف ولا مجاملات ولا غيره، وتبدو الخشونة والجرأة التي لم تعرف عن حواء سمة مميزة لها اكتسبتها من محيط العمل. قبل الرحيل هذا المقال ليس القصد منه التهجم على حواء.. فالتحية لحواء أمي.. أختي.. حبيبتي في كل مكان - ولكني قصدت منه إلقاء الضوء على بعض السلبيات التي صاحبت خروج عزيزتي حواء لاقتحام الحياة.. ويكفيها أنها وراء رفعة كل عظيم. أبوسفيان بشارة صوصل كلية علوم المختبرات - جامعة الجزيرة