تلقائية الختمية في إحتفالاتهم هي التي جعلتني لا أكترث كثيراً لعملية «التأنق» التي يلجأ لها كل من يريد ان يلبي دعوة زواج «عادي» وربما تعمدت إرتداء ملابس «خشنة» لمجابهة تدافع الختمية في أية مناسبة يحضرها السيد محمد عثمان الميرغني علهم يحظون ب «نظرة من أبو هاشم». ولكن كانت المفاجأة في دعوة الإحتفال بعقد قران نجلي الميرغني « على وجعفر الصادق» بجنينة السيد على أمس الاول، هي ذلك التنظيم الذي يمكّن من فضح « إبرة في كوم قش»،بالرغم من الحضور الكثيف للمناسبة، فقد كان التنظيم غير المعتاد لمناسبات الختمية أول ما يلفت النظر، بداية من الدخول ونهاية بالخروج، الأمر الذي جعلني «أتدرق» بمعارفي من منظمي الحفل محتمياً بأناقتهم في الوصول للمكان المخصص للإعلاميين. مفاجأة ثانية كذلك لم تكن هيئة « العريس» جعفر الصادق هي المعتادة التي دائماً ما يكون فيها مرتدياً فيها « عباءة وجلباب الختمية» الشهير، وإنما جاء هذه المرة ببدلة « فل سوت» غيرت الكثير من ملامحة التي ما كان لها أن تبدو لولا أدب الختمية في سلامهم على الميرغني وعترته، وفي رده على هذه الظاهرة قال أحد المقربين لأسرة المراغنة ل»الرأي العام»، هذا الأمر ليس بالغريب لأننا كثيراً ما شاهدنا أنجال الميرغني وهم يرتدون الزي «الأفرنجي» خارج السودان، بل وذهب لأبعد من ذلك حينما قال: « إن الميرغني نفسه كان يرتدي البدلة الكاملة في أيام المعارضة باريتريا» وأشار الى أنه لا يزال يحتفظ بصور للميرغني بالبدلة، وقال ضاحكاً « لو شفتو بالبدلة ما حتعرفو». أما الامر الثالث الملفت للنظر هو أن « معزوفات وطنية لفرقة موسيقية خصص لها مسرح في زاوية أنيقة بالجنينة» حلت محل مدائح « النور البراق» التي طالما كانت سيدة الموقف في أفراح أو اتراح الختمية، فجاءت تلك الفرقة الموسيقية بمعزوفات لاغنيات وطنية وأخرى خالدة مع بعض المدائح، فكانت « عزة في هواك و نحن في السودان نهوى أوطانا وكيف لا اعشق جمالك وياليلى ليلك جنّ» وبالرغم من ذلك لم يخل الإحتفال من أصوات متباعدة «لنوبات» الطرق الصوفية بأطراف باحة الحفل. تبادل أدوار ألعاب نارية «زاهية جميلة» بدأت تنطلق في مساحة كبيرة من شارع النيل أمام جنينة السيد على الميرغني مخلفة وراءها أصواتاً مرعبة وكثيراً من الدخان، فكانت إشارة واضحة لوصول ضيف غير تقليدي. ومع كثافة الحضور لم يتسن للمصورين أن يطلقوا فلاشاتهم إلا والبشير يسلم على الميرغني أمام المنصة المخصصة لرجال الدولة والأحزاب والسلك الدبلوماسي، فتسلل الى سمعي صوت البشير وهو يقول للميرغني ضاحكاً : « تبادلنا الأدوار، على عثمان لعقد القران وأنا لهذه الدعوة» وبالفعل فقد كان الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية والفريق مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع حضوراً في أمسية عقد القران الجمعة الماضية. الترحيب الشيخ صلاح سر الختم رحب بالحضور في خطاب ما بعد العشاء وخص بالترحيب الرئيس عمر البشير والأستاذ ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية ومحمد المعتصم حاكم القيادي السابق بالحزب الاتحادي والحالي بالحركة الشعبية، غير أن سر الختم لم ينس أن يمرر خلال ترحيبه أجندة حزبه الإستراتيجية وهي الدعوة لوحدة السودان ارضاً وشعباً، ورحب كذلك برجال السلك الديبلوماسي من السفراء المعتمدين بالسودان، إلا أن « الرأي العام» رصدت الحضور الغالب لحزب المؤتمر الوطني وأبرزهم د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم والمهندس ابراهيم محمود حامد وزير الداخلية، واحمد ابراهيم الطاهر، ود. مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم،بجانب حضور المشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس اللجنة العليا لإنتخاب البشير والسيد الإمام أحمد المهدي ود. صديق الهندي.