يعقد المبعوثون الدوليون الخاصون الى السودان (الاتحاد الأوروبي، أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا) اجتماعا مهما بالفاشر فى الخامس من يوليو الجارى، وهو الاجتماع الاول من نوعه حيث كانت الاجتماعات السابقة للمبعوثين تعقد خارج السودان وآخرها انعقد فى العاصمة الرواندية كيغالى، كما ان توقيت الاجتماع بجانب موقع الانعقاد يمثل اهمية خاصة حيث تسارعت التطورات فى ازمة دارفور بنفض حركة العدل والمساواة يدها عن اتفاق الدوحة الاطارى مما يعقد من مهمة البحث عن اتفاق سلام شامل ونهائى فى دارفور رغم ان الحكومة وعلى لسان رئيس الجمهورية اكدت بأن الدوحة هى آخر المنابر لبحث ازمة دارفور، ويأتى الاجتماع بعد اقل من شهر على انطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام في دارفور بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة بالدوحة ، وقال رئيس الوفد الحكومى المفاوض أمين حسن عمر في كلمته في افتتاح الجولة: «نحن نؤكد اننا نخوض المفاوضات لاحراز اتفاق نهائي، ونحن لن نبدأ من الصفر وانما من الاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه في السابق». من جانبه دعا الوسيط القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود باقي الحركات للالتحاق بالمفاوضات. فهل تسهم مخرجات اجتماع المبعوثين فى الفاشر فى دفع جهود الوساطة المشتركة فى الدوحة باتجاه السلام الشامل، بعض تصريحات المبعوثين تشير الى ذلك فميخائيل مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى السودان، قال لوكالة نوفوستي إنه سيتم خلال اللقاء «تقييم جهود المجتمع الدولي في تسوية مشكلات العملية السياسية السلمية في دارفوروأكد مارغيلوف أن الجانب الروسي يؤيد الديناميكية الإيجابية في تطور الوضع في دارفور والذي لوحظ خلال النصف الأول من العام الجاري، خاصة فيما يتعلق «بالتحسن الجذري في العلاقات السودانية التشادية، وهي مسألة أساسية لتحقيق تسوية سلمية شاملة. وقال الدكتور السفير صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية لدى السودان ان الاجتماع يهدف الى تقييم جهود المجتمع الدولي في تسوية العملية السياسية السلمية في دارفور، والوقوف على مجمل الاوضاع الامنية والانسانية، حيث ستعقد (4) جلسات تتناول موضوعات مختلفة ثم تجرى بشأنها مناقشات لتقييم الموقف ووضع مقترحات وبلورة ما طرح من آراء من جانب المجتمع الدولي لدعم العملية السلمية. وأكد حليمة ان الاجتماع سيدفع جهود الدوحة بشأن سلام دارفور وأن هذه المشاركة الواسعة وعلى هذا المستوى الرفيع من جانب المجتمع الدولي والاطراف المعنية بقضية دارفور سيشكل عاملا قويا في السعي نحو التوصل الى ايجاد رؤى ومقترحات تدفع جهود مفاوضات الدوحة على النحو الذى يحقق السلام الشامل. اذاً الخطوط العريضة لمجمل اهداف انعقاد هذا الاجتماع هى دفع مسار الحل السلمى لازمة دارفور ، ويمكن لهذا الاجتماع ان يتيح فرصة طيبة وزخم جديد لعملية التسوية السلمية بدارفور كونه يمثل اغلب الدول الفاعلة من خلال تواجد مبعوثيها بجانب مبعوثي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن اجتماعا بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور في الخامس من الشهرالجاري بمشاركة الاتحاد الاوروبي والمنظمات الدولية والاقليمية، الاتحاد الافريقي وممثل مساعد الامين العام للامم المتحدة الخاص بحفظ السلام والوسيط المشترك جبريل باسولي. وتلعب الصين دورا مهما فى مساع البحث عن السلام بدارفور من خلال التحركات النشطة لمبعوثها الخاص بدارفور السفير ليو قو يجين الذى وصل الخرطوم امس لإجراء مشاورات اليوم الأحد مع المسئولين في الدولة تشمل وزير الخارجية على كرتي ووزير رئاسة مجلس الوزراء لوكا بيونق، قالت وكالة السودان للأنباء إن المسؤول الصينى سيلتقي أيضاً مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، ووزير الدولة بوزارة الشئون الإنسانية مطرف صديق، وتهدف المباحثات إلى الاطلاع على خطط الحكومة الجديدة في ما يتعلق بسلام دارفور وسير تنفيذ اتفاق السلام الشامل، بجانب بحث مسيرة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.