وضح حقيقة أن معدلات الامطار هذا الخريف تفوق نظيراتها في الازمان الماضية.. وها نحن بسبب غزارة الامطار في كثير من بقاع السودان نعايش احداثاً مأساوية تعرض لها بعض أهلنا في مختلف انحاء هذه البلاد العزيزة لم يمض يوم الا وحملت لنا الاخبار ما يحزن ويملأ النفس غماً تجيئنا في الوسائط المقروءة بوجه اخص انباء تلك الكوارث التي داهمت سكان كثير من اهل القرى وبعض أهل المدن.. ومنذ الخامس عشر من هذا الشهر نقرأ عن المأساة التي أطبقت على اهلنا في منطقة «عقيق» والعناوين المحزنة التي تنقبض لها الأنفس تحدث عن موت «33» مواطناً وتخبرنا عن نفوق الف رأس من الماشية وكذلك دمار «250» بيتاً. الافدح في ذلك كله هو ضياع الانفس العزيزة «33 فقيداً» غرقاً داخل السيول العاتية الهوجاء.. ذلك مما شهدته وعلى الاخص قرية «عريرب» «150» كيلو متراً جنوبي مدينة بورتسودان وهي ذات المنطقة التي شهدت نفوق الف رأس من الماشية جرفتها المياه العاتية (الاربعاء 7/14 ) بالطبع سارعت المعتمدية بتكوين غرفة عملياتها الساعية لتحجيم الابتلاءات ولكن هيهات نفس الوقت هبت حكومة الولاية بالنجدة تبذل ما لديها من غوث.. وعلى عجل تحركت فيما يشبه «الفزع» السريع لأنها في اليوم التالي وجهت الى هناك احدى بواخر هيئة الموانيء محملة بالاحتياجات الانسانية الملحة التي تلبي حاجات المفجوعين في عقيق وانحائها وكورث احداث الامطار والسيول تقفز فوق عقيق لتطبق على الأكثرين من أبناء ريفي نهر عطبرة.. وهنا نحن نقرأ وفقاً كما اوردته الصحفية شذى الرحمة ل «الرأي العام» ان معتمد محلية ريفي عطبرة أخطر عن ارتفاع معدلات انهيار المنازل اثر اجتياح الامطار والاعاصير والسيول التي دهمت وهدمت «250» منزلاً وقد شمل هذا التأثير المفجع ست قرى تبعثر اهلها في العراء.. تضيف الانباء بأن الامطار «الشديدة» والسيول العاتية شملت محليتي نهر عطبرة وحلفا الجديدة حيث خلفت دماراً كبيراً في المنازل والمؤسسات والمنشآت.. ويقول الاحصاء الاول ان عدد الذين تضرروا يفوق ال «400» اسرة ومعتمد المحلية هنالك يقول إن ما تعرضت له القرى يفوق امكانات المحلية.. انطلقت لجان عديدة غايتها حصر الاضرار واحصاء المنكوبين لكنها لجان تعمل في ظروف بالغة التعقيد بعد ان قطعت المياه القرى عن بعضها واغلقت الطرق المؤدية اليها والمساعدات التي قدمتها المؤسسات المدنية الانسانية بما فيها جمعية الهلال الاحمر لم تزل غير كافية ولكن الجهد مضى مستمراً يتزايد ساعة بعد اخرى خاصة وان من كبرى المشاكل ان محطة المياه قد غمرتها المياه بالكامل. ومعتمد عطبرة يضيف بأن القرية «خمسة» عرب أكثر القرى المتضررة خراباً فقد تعطلت بها الحركة وانقطعت عن بقية قرى ومدن الولاية وبالطبع تعطلت المؤسسات التعليمية، فيما توارت معالم السوق تماماً. وقريب من هذه الحالة ما تعرضت له قرية «الشبيك» كل هذا يعني ان الموسم المطير بات يقضي بالتيقط والتحوط الى اقصى مدى ممكن وهذا امر لا تقوى عليه ولاية بعينها فلابد أن تشارك كل الولايات نفيراً مؤثراً - نفير يشتمل على كل المعينات الهندسية وعلى المعدات القوية والطلمبات السريعة. فالامطار والاعاصير لا تستأذن ولكنها اقدار مقدرة. اللهم دثر عبادك بلطفك وحفظك انك على كل شئ قدير.