لا تخلو الكثير من المنازل من وجود أطفال في سن المراهقة، الأمر الذي يستوجب مراقبتهم بطرق حكيمة ليتم بناء الثقة في أنفسهم، وليستطيع المراهق تدبر أموره بصورة سليمة.. أولادنا هم أبناء الحياة التي نعيش فيها وينتمون اليها، ويكافح الآباء من أجل ارضاء أبنائهم ونيل حبهم .. صحيح انك تعطيهم الحب لكن لا تستطيع ان تمنحهم احلامك لان لديهم احلاماً خاصة بهم وهي تختلف من جيل الى جيل ... ويفضل المراهقون الاحتفاظ بأحلامهم في ذاكرة يصعب الاطلاع عليها فهذه تكون ضمن المراحل العمرية للأبناء ولها أهدفها التي يسعون الى تحقيقها.. بالنسبة للأطفال تنحصر اهماماتهم في الأكل والشرب واكتشاف كل ما هو جديد عليهم في المحيط الذي يعيشون فيه ..... أما فترة المراهقة فنجد ان السمة السائدة فيها فرض الشخصية والميل للاصدقاء والاستقلالية بالذات وكثرة الاطلاع على الاجهزة الالكترونية وحب امتلاكها...تجولت (الرأي العام) بين عدد من فئات المجتمع من بين الراعي للأسرة والمراهق بدأت بالحديث (تماضر) ام لثلاثة مراهقين ولد وبنتين قالت: أشعر وكأنني لست كفؤا لتربية الأولاد خاصة عندما تصدر منهم اشياء لم تكن في الحسبان وأكثر ما يتعبني الولد لانه يريد ان يبرز قدراته امام اخواته وبالتالي البنات يريدن ابراز انوثتهن وانهن لم يعدن صغيرات ويحدث التصادم بينهم وتقع الكارثة على رأسي ووالدهم مع سنين الغربة والسعي وراء الرزق. اما( خالد عبدالله) فقال اعتقد ان الفتيات المراهقات تنحصر اهتماماتهن في أشياء تبدو واضحة مثل( الميك آب واللبس المتنوع) بحيث يمكن ان تناقش معهن بأسلوب مفهوم وبسيط حيث اننا لا نستطيع معرفة احلامهن الخاصة التي يصعب الاطلاع عليها وما يمكننا القيام به فقط التوعية المستمرة، أما في جانب الذكور فتدوراحلامهم في اشياء كثيرة اولها اثبات شخصيتهم في المنزل واعطاء الأوامر التي يجب ان تنفذ دون نقاش. ومن جانبها أكدت (أم تامر ) أن فترة المراهقة لأي أم تمثل تحدياً كبيراً ،خاصة في ظل ما يشهده العالم من إنفتاح إعلامي كبير وتطور وصف بثورة الاتصالات التي تستهوي المراهقين بشكل خاص ، وقد تكون الام خير رقيب للأبناء في هذه الفترة الحرجة، الا أن شدة الرقابة تصبح غير مرغوب فيها في كثير من الاحيان وتنعكس بشكل سلبي، لذلك تجد الأم في حيرة من أمرها بين تحقيق أحلام أبنائها المراهقين التي تبدو واضحة في هذه المرحلة وبين الكيفية التي يمكن أن تمارس بها الأم سلطاتها التربوية ، وأضافت أن أحلام المراهقين في هذا العصر تنحصر في التقنيات الالكترونية التي تتمثل في أحدث أجهزة الموبايل والكمبيوتر، ولفتت الى أن في إحدى الدول العربية التي لا يتجاوز عدد سكانها (مليوني) نسمة وجد أن مائة الف طفل مابين (12- 15) عاماً مسجلين في مواقع إباحية بالاضافة الى مواقع (الفيس بوك) وغيرها من المواقع التي تمثل تحدياً حقيقياً في هذه الفترة الحرجة من عمر المراهق. أما ( سحر) - طالبة بالمرحله الثانوية فقالت: أجد كثيراً من المضايقات والتدخلات في اي تصرف اقوم به من قبل أخوتى وفرض رأيهم والتسلط في كل جوانب حياتي وتفرض علىّ الطاعة وعدم المعارضة.وتضيف صديقتها (ايناس) ليس لدى اي اصدقاء في المنزل سواء أكانت أمي اواخواتي كي اطلعهم على خصوصياتي اواحلامي ولكن علاقتي بهم جميلة في كل شئ ليس هنالك تسلط او تآمر في حياتي..و(أمجد حسن) قال: من كثرة التوصيات وحملات التوعية في المنزل احسست بخطورة هذه المرحلة حتى صرت اعمل الف حساب لكل خطوة ارغب في القيام بها ولا اعتقد ان قلق الأسرة علينا تسلط في حياتنا او تدخل في احلامنا.... وقد أجمع عدد من الباحثين الاجتماعيين الذين إلتقتهم (الرأي العام) على كثير من الجوانب المهمة المتعلقة بهذه المرحلة التي تتمثل في مشكلات (المراهقة) خاصة بعدم المعرفة بما يدور في خاطرهم من احلام وامنيات يسعى المراهق الى تحقيقها في الواقع وان لم يتمكن من ذلك تجده اتجه الى تحقيقها في خياله وهذا يطلق عليه احلام اليقظة فهو في كل الحالات يرغب ان يعيش لحظات احلام يتمناها لذا تجده في كثير من الاوقات يجلس بمفرده ويعيش مع خياله، فمن هنا يجب المراقبة مع اعطائهم الكثير من الحب والعطف والحنان والرعاية التي يحتاج اليها المراهق في هذه المرحلة ،والابتعاد عن الصراخ والمراقبة المزعجة والضغط الزائد والأوامر المصطنعة.. في إشارة إلى أن المراهق يحتاج إلى تفريغ عاطفته.. وعلى الأهل المساعدة بطريقة غير مباشرة... وعدم إستخدام الاساليب الخاطئة كالقسوة، وكأنما المراهق قد ارتكب جريمة بدخوله هذه المرحلة..التي تعتبر مرحلة انتقال من طفولة إلى شبه نضج.. والمرحلةُ التي يكتسب فيهاِ المعلومات وتكوين الشخصية الحقيقية، فلا ضير في أن يصادق الأخ أخته المراهقة، أو أن تصادق الأم ابنتها المراهقة.. و أن يتناقش الأب مع ابنته المراهقة.. بأسلوب مريح وسلس و بحب واهتمام.. وأكدت الباحثة الاجتماعية بثينة عبدالله أن المراهقة مرحلة حرجة يكتنفها كثير من الغموض ويعتد فيها الفرد بنفسه وإثبات ذاته ويمكن أن يتمرد فيها على القيم والمعايير الاجتماعية في حال لم يجد الرعاية والاهتمام ، وعليه من الواجب أن يحرص الآباء على أن يكون الاحترام والتقدير هو جسر التواصل بينهم، فإذا كانت صورة الآباء فى نفوس وأذهان الابناء إيجابية فإن هذا الامر يشكل نوعاً من الرقابة والحماية الذاتية ويمتنع الأبناء عن فعل الأخطاء حتى فى غياب الآباء، وبالمقابل إذا كانت الصورة سلبية فنجدهم يتصيدون - أى غياب لآبائهم - ويفعلون ما يروق لهم من تصرفات وسلوكيات تتنافى مع المعايير الاخلاقية والدينية والاجتماعية.