اكتسبت «التبلدية» صفات ومميزات نادراً ما نجدها في أنواع الشجر الأخرى.. فهي جديرة بأن يطلق عليها «الشجرة الأم» في غرب السودان لما تتمتع به من فوائد في ثمرها وورقها وجذورها.. وتعتبر «التبلدية» من الأشجار المعمرة حيث يصل عمرها الى الفي عام.. كما إنها تتميز بالضخامة والطول ومقاومة الجفاف في فصل الصيف، حيث يتم تخزين المياه في تجاويفها بسعة من (400- 1000) برميل، فهي تنمو في المناخ السهلي بالأرض الرملية ولها معالم جميلة في اليمن والهند.. ويستخدم «خشبها» في صناعة المراكب ونسبة لعدم وجود الانهار في جنوب كردفان يتم ترحيلها الى الخرطوم والمدن الأخرى.. وأيضاً من فوائدها يمكن أن تصلح سكناً إذ أن بعض الرعاة يتخذها ملاذاً في الظروف الطبيعية وهي تسع أكثر من شخص.. ويستفاد من فروعها (للسقف البلدي) وأوراقها تستخدم في الأكل مثل (السلطة) ويتم طبخها ويطلق عليه في كردفان اسم (عفوس) وتستخدم بذورها في صناعة الزيوت والمستلزمات الطبية والتجميلية.. ويستعمل اللحاء في صناعة ونسج الشباك لصيد الاسماك. وعن فوائدها لصحة الانسان قالت الاستاذة «حفصة عوض الصافي» خبيرة التغذية بجامعة الرباط الوطني.. إن ثمار شجرة التبلدي غنية بالأملاح المعدنية وتحتوي على فايتمين «C» وهو ما يعادل «خمسة» من ثمار البرتقال لاحتوائه على «الكاربوهايدرايدات».. وقالت إن بعض الأطباء ينصحون باستخدامه لمعالجة الالتهاب، ومعالجة هشاشة العظام، وذلك بتناول عصير «التبلدي» بصورة مستمرة.. وايضا فهو مفيد للمصابين بضغط الدم ومرض القلب لانه يحتوي على «النيكوتين والنيافين»، واشارت إلى أنه يسهم في جمال ونضرة «البشرة» .. وقالت لا يحبذ تناوله لمرضى الفشل الكلوي لأنه عالي الأملاح. وأما بالنسبة للاطفال فهو سلاح ذو حدين يوقف «الإسهال» وتناوله بكثرة يؤدي إلى زيادته.. وقالت إن «التبلدية» ثروة سودانية لما تحتويه من عناصر مغذية بصورة كبيرة، وعرفت بأنها من المؤشرات التاريخية في عموم بادية كردفان بدليل أنها شعار لولاية شمال كردفان.
