سلطات ولاية الخرطوم تنشط هذه الايام لمساعدة أصحاب مزارع الدواجن لتكثيف انتاجهم حتى تكون الفراخ متاحة للمواطنين بأسعار زهيدة، والمفارقة ان الغالبية الساحقة منهم يناضلون صباح ومساء كل يوم للحصول على أساسيات المعيشة كالدواء والخبز والسكر وزيت الطعام «وقفة الملاح» ومصاريف «الشفع» اليومية والرسوم التي ينفيها المسئولون وتفرضها ادارات المدارس، وكثير من التلاميذ يرتادون المدارس وحقائبهم «المهلهلة» خالية من «سندوتشات» لزوم فك الريق.. قال والي الخرطوم د. الخضر «لسونا» في نهاية الاسبوع ان حكومته تعمل لتوفير الاعلاف لمزارع الدواجن حتى تتمكن من زيادة انتاجها من (23) مليون فرخة سنوياً حالياً الى (150) مليون دجاجة حتى يتمكن المواطنون من شرائه بواقع (9.5)جنيهات للكيلو. وحتى اذا انخفض سعر الدجاجة لهذا الحد فان غالبية المواطنين لن يكون في مقدورهم شراء حتى ولا نصف فرخة، فالدجاج بالنسبة لهم مجرد حلم فهم يشاهدونه على شاشات التلفزيون دعاية مكررة تعرضها الفضائيات الخاصة وفي مقدمتها الحكومية لمطاعم فاخرة انتشرت في كل أحياء الولاية تقريباً أغلبها مملوكة «لمستثمرين» أجانب وتديرها عمالة وافدة وشبابنا يعانون من العطالة. أما كان الأجدى لسلطات ولاية الخرطوم تشديد الرقابة على المخابز والبقالات التي تتعامل مع الرغيف والسكر والتي تقول جمعية حماية المستهلك ان كثيراً منها (تغش) في الميزان والأسعار . فقد قال د. ياسر ميرغني - أمين عام الجمعية للصحف يوم السبت: ان المخابز بولاية الخرطوم «لا تلتزم بمواصفات واوزان الخبز التي اتفق عليها منذ عام بين اتحاد المخابز والمواصفات والمقاييس». واشتكى د. ياسر من ضعف الرقابة وعدم التشديد في تطبيق المواصفة، وقال ان المواصفة لا تعني الوزن فقط ولكنها تشمل أيضاً طريقة العرض والتداول وتاريخ الصلاحية. سمعنا ومللنا من تكرار تخفيف العبء عن المواطنين في تصريحات المسئولين بأعلى مستوياتهم، تخفيف سبل المعيشة على المواطن الغلبان اصبح «اسطوانة» لا يعبء بها الناس ولا يعيرونها ادنى اهتمام. ورغم كل هذا فأملنا ان ينجح د. الخضر في مسعاه لتخفيض أسعار الفراخ، ولكن الاهم من كل هذا ان تركز جهود الولاية على توفير الضروريات لمساعدة الغالبية الساحقة من سكان العاصمة المثلثة بدلاً من التركيز على مشروع الدجاج وهو ما فشل فيه الوالي السابق.