خلّفَت الأمطار والسيول التي ضربت مدينة شندي يوم الثلاثاء الماضي، دماراً شاملاً بالمدينة في معظم أحيائها، وأفادت التقارير الأولية للجان الحصر أنّ ما بين (4 - 5) آلاف أسرة في العراء طيلة الأيام الماضية دون مأوى ولا غذاءٍ، فيما وصفت قيادات المحلية الوضع بالكارثي، ولامت الحكومة الولائية والمركزية لعدم تدخلها لإنقاذ المدينة رَغم إبلاغها بالدمار الذي لحق بالمدينة، وطَالبت وزير الداخلية بالتدخل لاحتواء الوضع في المحليّة، ودَعمه بقوات الدفاع المدني. وأقر اللواء عبد القادر عكود معتمد محلية شندي، بأن الأمطار والسيول فاقت خمسة أضعاف الأمطار في فيضان 1988م الشهير، وقال إنّ المياه تغطي الآن حوالي (75) كيلو متراً من المنطقة. وتوقع في تصريحات صحفية أمس تلقي محليته العديد من الصفعات المطرية القاسية في الأيام المقبلة، وأشار لتضرر (5) مدارس بالمحلية، إضَافَةً الى دخول المياه للمزارع، وقال إنّ محليته شكلت (9) لجان تعمل خلال (24) ساعة، مكوّنة من الجهات التنفيذية، والسياسية، والأجهزة النظامية والشعبية للحصر والتدقيق وإيصال المساعدات. وألمح عكود الى أن الوضع الصحي ربما يحتاج الى رش بالطائرت، رغم تكوين المحلية فريقاً وبائياً بعيادات متحركة، وأشار الى إتصالات جرت بينهم ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، عضو المجلس الوطني عن المنطقة، ود. علي كرتي وزير الخارجية، العضو البرلماني عن المنطقة، ووزير الداخلية لإنقاذ الموقف. وطالب عكود بدعم المحلية وتزويدها بالخيم، وأشار الى أن الفريق الهادي عبد الله والي الولاية سيعمل اليوم على وضع خارطة كنتورية للولاية ومن ضمنها مدينة شندي لرصد مسطحات المياه وعمل التحوطات اللازمة والوقاية مستقبلاً. من جهته رمى مصطفى عبد القيوم عضو المجلس التشريعي لمحلية شندي، باللائمة على الجهات الرسمية لعدم تدخلها لإنقاذ الموقف الذي وَصَفَه بالكارثي في المدينة، وقال إنّ المنطقة تحتاج لجهد أكبر من جهد المحلية والولاية، وأشار الى قطوعات في المياه والكهرباء في اليومين الماضيين، وقال: «الناس في العراء ولم يصلهم شئ حتى الآن من الجهات الرسمية»، وأردف - عقب وقوف شاحنة صغيرة تحمل مواداً غذائية من المحلية في لحظة تصريحه -: إلاّ تلك العربة التي لن تكفي جزءاً ضئيلاً من المواطنين.وفي السياق أوضح إبراهيم حسين عبد الله رئيس المجلس التشريعي للمحلية، إلى أن محليته ستقرر اليوم بتحويل ميزانيتها الى ميزانية طوارئ، والإعلان بكارثية الوضع في المحلية، وأكد أن إمكانية الولاية عاجزة عن تدارك الوضع الذي اعتبره كارثياً. الى ذلك انتقد المواطنون الذين يضعون أسِرّتهم على الأماكن العالية وسط المياه، سلوك المحلية وقيادات المنطقة والمركز فى التعامل مع المتضررين بالمحلية، وطالبوا رئاسة الجمهورية بالتدخل العاجل لتدارك الوضع بعد عَجز السلطات المحلية والولائية عن السيطرة. وقالوا: «نحن تحت ظل السماء ونشرب من مياه السيول وليس لنا مأوى ولا غذاء، وأضافوا: لم يأتنا مسؤول حتى الآن. وأكدوا أن معظم الناس لم يخرجوا إلاّ بأطفالهم». وكشفت جولة «الرأي العام» بالمحلية أمس، أن المناطق المتأثرة بالفيضانات بالمحلية أكثر من (35) قرية منها مربعات: («37 - 43 - 30 - 22»، المسيكتاب القوز، المسيكتاب التحت، المسيكتاب العشر، المسيكتاب هببنا، بئر الباشا، بئر الطيب، العوتيب، العروس، العبابدة والجوداب، الفكي صالح، الرفيداب، السلمة بحري، العطالاب، المدنياب، الرحماب، الدليج، المجاديب أبو الحسن، أم القرى البرياب، أبو التاي، العبابدة المريخاب، وادي الدومة، القصرياب، العبدلاب، الدويماب، المصلحة الكفنجة، حلة عمر، الوقيعاب، ابو طليح والعميرية).