لوقت ليس بالبعيد، ظل المبدعون بمختلف أطيافهم يشكون من ضيق المنافذ التي تستوعبهم، وتتيح لهم فرص الظهور وعرض أعمالهم، وظلت هذه الشكوى دائماً مقترنة بسيطرة أسماء معينة على الجهاز الاعلامي الوحيد آنذاك «التلفزيون القومي» الآن أصبحت المنافذ الفضائية تسع قنوات فضائية خلافاً للقومي وكلها وليدة خلال السنوات الست الأخيرة. وعلى كثرتها فإن برمجة شهر رمضان التي تم عرضها كشفت أنها ما زالت تعمل بعقلية النافذة الواحدة، فإذا أخرجنا القنوات المتخصصة من مجمل العدد أو التي لم تستأنف بثها بطريقة راتبة.. تصبح ست قنوات في حالة استنساخ لبرامج ذلك التلفزيون الواحد بضيوفه، وأفكاره وتكراره.. والدليل ان البرمجة التي بدأت اليوم قد تدفع المشاهد للإستغناء عن مجمل القنوات المحلية والاكتفاء بواحدة منها حسب ذوقه وطلبه.. لأن كل الضيوف الذين أعلنت عنهم القنوات من مبدعين ومفكرين وشعراء وفنانين هم نفسهم.. وحتى في أخبار الفنانين.. أصبح الفنان يقول من خلال اخباره ستروني خلال شهر رمضان على قناة كذا، وكذا، وكذا.. أقلها أربع قنوات. وحقيقة لا أدري إن كان الأمر دليل عافية أم يحمل سوءاته في طياته، لكن مهما كانت النتيجة هل انتهت شكوى الفنانين من قلة الظهور أم لا؟! وبقراءة سريعة لخارطة ظهور الفنانين خلال هذا الشهر تكون الإجابة لا.. لأن الفنان الذي يسجل لأربع قنوات أخذ حقه وحق غيره وليس كذلك فحسب وإنما يفاقم الشكوى عند من لم يجد حظه من الظهور ويصبح قوله ان القنوات الفضائية دائرة في فلك وجوه معينة قول في محله. صحيح ان هناك قامات لا يمكن تجاوزها لكن ظهورها السنوي قتل مردودها التفاعلي ودونكم العام الماضي الذي جاء بقمم ولم يأت منها بالجديد.. وإن كان لابد من التكرار لأصحاب الحضور المتكرر فاجعلوه متجدداً بابتكار زوايا حوار وتقديم مختلفة.. والطلة بدون جديد غير جا ذبة.. غير أن كثرتها بتمسخ خلق الله!!