?أما حديثاً فقد تحررت النصوص السردية من الفروض الشكلية و العوائق التقليدية و أوغلت في التجريب ليصبح كل نص تجربة جديدة و بصمة خاصة في تقنيات السرد و الاجتراحات الفنية و الجمالية والمحمولات النفسية و الوجدانية. وليصبح بالتالي للغة حساسية فائقة في سرد المادة القصصية بل إنها تصبح أحياناً كثيرة ابرز عناصر المتن السردي. و لعل الكثير من القراءات النقدية قد توقفت مليا عند خاصية الاشتغال الجمالي المركز على النصوص مما جعل اللغة تقارب أن تصبح مادة القص و غايته معا. و يبدو ذلك صحيحا إلى حد كبير إذا تأملنا لغة مجموعة-- آلام ظهر حادة-- التي تبرز فيها سمات عدة نذكر منها: × كثافة الإحالات و انفتاحها على احتمالات تأويلية متعددة. و يظهر ذلك في مقدرة الكاتب على استخدام التناص التحتي العميق لأقصى طاقاته الدلالية. × حضور الرمزية كاستجابة إبداعية و توظيف سعة الرمز و مقدرته على حمل عبء الدلالات المكتنزة بالأفكار و الأسئلة.و يتم ذلك بتركيبة رمزية متوازنة تلوح بالمعنى الموارب و لا تجنح به للإغماض. × الهجانة اللغوية الطريفة الناتجة عن استلهام المنبع الصوفي و المثلوجي و الفولكلوري الشعبي. حيث يفلح القاص كثيرا في نسج أمشاج الخيالي و الصوفي بأبعادها الرؤيوية لخلق حكايا غرائبية الأجواء لكنها تبدو في ذات الوقت مألوفة و حميمة يقودنا فيها القاص بتأمل متمهل إلى طبقة من الرؤية اكثر عمقا دون أن يوهن ذلك تلقائية السرد. × تخفف اللغة من لزوجة الطلاء الزخرفي و الإطناب البلاغي و الدثارات المجازية المتكلفة. و هنا أيضا يبدع القاص في طرح أفكار و رؤى مختلفة ذات أبعاد تأملية و فلسفية تتفرس في التجربة الإنسانية و ترصدها بدقة بلغة هادئة أليفة و شديدة العفوية. × الانفتاح على اليومي و العادي ببساطة محببة تراهن على الاحتفاظ بالتفاصيل الصغيرة طرية و طازجة و حارة بروح الحياة اليومية التي تبث دفئها في مفاصل الكتابة. ×إعلاء البعد التأملي و الفلسفي في بعض النصوص حيث تستسلم اللغة لغواية الخيال المجنح و الممتلئة بطاقة الحلم و الجنوح الذي يصعد الواقعي إلى مرتبة الغرائبي و الفنتازي و لكن بسلم متداني الدرج يصعد بنا بترفق و تؤدة.