قرر مجلس الوزراء في جلسة تاريخية استثنائية عقدها بمقر مصنع كنانة امس حظر استيراد السكر مع استثناء المستورد للصناعات الغذائية، وان يتم سد العجز ان وجد باستيراد خام السكر وتصنيعه في المصانع القائمة دون غيرها وتفعيل مكافحة التهريب للسكر والسلع عبر تجارة الحدود. وشدد المجلس في الجلسة التي ترأسها الرئيس البشير وغاب عنها النائب الاول لرئيس الجمهورية وبعض الوزراء الاتحاديين في حكومة الوحدة الوطنية على عدم تضمين صناعة السكر في بروتوكولات تجارة الحدود بجانب تفعيل جهود مكافحة التهريب، ودعم صناعة الايثانول عبر سن وزارتي الصناعة والطاقة والتعدين لتشريع يسمح بمزج الوقود الحيوي بالبنزين بنسبة «5%» كحد ادنى لاستخدامه في السيارات ذات المحرك المزدوج. وشملت القرارات التي تلاها البشير في ختام جلسة اتسمت بالصراحة والمداخلات «الخشنة» اعفاء صناعة الايثانول من الضرائب والرسوم خلال الفترة الاولى وتشجيع استيراد السيارات ذات المحرك المزدوج. وقرر بعد اجازة التقرير الذي قدمه وزير الصناعة تبني الخطة الكبرى للسكر كاستراتيجية للدولة وتضمينها في الخطة الخمسية، واشاد المجلس بالنجاحات الكبيرة التي حققتها صناعة السكر في السودان، ومساهمتها الفاعلة في الاقتصاد الوطني، ووجه المجلس القطاع الاقتصادي بضرورة تقديم دراسة للمقترحات المطروحة الخاصة بحماية الانتاج المحلي ورفع توصية في هذا الخصوص لمجلس الوزراء كما وجه باعلان وانفاذ فكرة الحماية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية التي وافق عليها السودان كالكوميسا ومنطقة التجارة العربية الكبرى، للانضمام لها بجانب وضع صناعة السكر في العرض الجمركي المقدم لوثائق الآنضمام لمنظمة السكر العالمية وطلب مجلس الوزراء من وزارات القطاع الاقتصادي اجراء التنسيق اللازم لانفاذ الخطة الكبرى للسكر، اضافة الى استعجال عرض كل المشروعات لقوانين مكافحة الاغراق للعام 2008م وقانون تنظيم المنافسة، ومنع الاحتكار للنظر فيها، وجه المجلس بأهمية ادخال الجنوب ضمن منظومة صناعة السكر ودعم مصانع السكر لزيادة مساهمتها في المشاريع الاقتصادية. وامن الاستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية على التوصيات والمقترحات الخاصة بخطة «مستقبل السودان الاخضر»، داعياً الى تضمين الجنوب في منظومة صناعة السكر وفق رؤية وبرامج النهضة الزراعية الشاملة والتي ستناقش في الاسبوع المقبل بجانب احكام التنسيق بين المركز والولايات وحكومة الجنوب لانفاذ مشروعات التنمية. ووجه طه بالتوسع في انتاج السكر بالبلاد بالاستفادة من الميزات النسبية للجنوب والولايات الشمالية والتي تتمتع بميزات لانتاج بنجر السكر.