قديماً البيت السوداني لا يخلو من حظيرة للدواجن أو أكثر فنجد الأغنام في وئام مع الدجاج والحمام وبالتالى ينعم الناس بطيباتها في رضا.. وشيئاً فشيئاً بات المشهد يتقلص واصبحت من أهم أسس المدينة التخلص من الحيوانات الأليفة باستثناء القطط بوصفها «مودرن» وبخروج حظائر الدواجن دخلت أدوات الزينة متمثلة في الأشجار والورود وعصافير الزينة تكملة للأرضية «السراميك» وبالتالى انحصر وجود الحيوانات الأليفة في القرى والأرياف وقليل جداً من الأحياء الطرفية.. ولكن ظلت بعض المناطق التى توصف بأحياء راقية نوعاً ما تحافظ على حظائر الدواجن كمعلم بارز وواجهة للمنازل.. في حي الصحافة أول ما يقابلك عند دخولك حظيرة دواجن، تقول الحاجة فاطمة «أنا أحافظ على حظيرتى وأسعد أوقاتي عندما أطعم حيواناتي التى تمدني بالحليب صباحاً ومساء وباللحم كلما احتجت لذلك، ولا أرى فيها تشويهاً للمنزل فهي تدل على أصالة المنزل السوداني».. وعن الأوبئة التى باتت تأتي مع الحيوانات الأليفة تقول «توكلنا على الله ولم يصبنا مكروه.. وأنا أعتز بأغنامي وأحضر لبن «البودرة» لمن لا يحب حليب الماعز..»..