أكثر من (4400) عامل من ابناء الجنوب على المستوى الاتحادي بدأوا أمس في تسلم خطابات نهاية الخدمة بناء على قرار مجلس الوزراء رقم (236) لسنة 2011م والممهور بتوقيع رئيس الجمهورية الذي حدد نهاية خدمة أبناء الولاياتالجنوبية اعتباراً من التاسع من يوليو القادم بعد ان منحت وزارة العمل إجازة عارضة لهؤلاء الاخوة اعتباراً من أمس الاثنين وحتى نهاية خدمتهم في الثامن من يوليو القادم، وشرع رؤساء الوحدات باتخاذ التدابير الخاصة فيما يتعلق بإخلاء الطرف والإجراءات المتعلقة بانهاء خدمة العاملين من ابناء الجنوب،بينما تبلغ التكلفة المالية لإنهاء خدمة الجنوبيين بالخدمة العامة نحو(60) مليون جنيه عبارة عن أجر شهرين لغير المتزوجين وثلاثة أشهر للمتزوجين من غير أبناء، وأجر ستة أشهر للمتزوجين ولديهم أبناء، كما يتم منح كل العاملين عند انتهاء الخدمة أجر ستة أشهر لترحيل أمتعتهم، كما يصرفون مرتب شهرين أساس حسب نص المادة (25/1) من قانون المعاشات. وتفيد متابعات (الرأي العام) بان وزارة المالية والاقتصاد الوطني شرعت في رصد الاعتمادات المالية لتنفيذ المنشور بإنهاء خدمة الجنوبيين العاملين بالدولة. الإحلال عبر لجنة الاختيار واكدت المصادرل( الرأي العام ) ان وظائف الجنوبيين بالشمال على المستوى الاتحادي سيتم ملؤها عبرلجنة الاختيار للخدمة العامة بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بتوفيق أوضاع العمال الجنوبية بعد الانفصال حتى لا تحدث فراغاً في الخدمة المدنية بمؤسسات الدولة المختلفة، بينما نظم مجلس الوزراء وبعض المؤسسات الاتحادية أمس حفل وداع للعاملين من ابناء الجنوب وتسليمهم خطابات انهاء الخدمة. مجلس الوزراء أول المحتفلين واحتفلت الامانة العامة لمجلس الوزراء امس بوداع ابناء الولاياتالجنوبية العاملين بمناسبة انتهاء فترة خدمتهم، برعاية نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه ،حيث جاء الاحتفال بعد قرار مجلس الوزراء رقم (236) لسنة 2011 الذي حدد نهاية خدمة ابناء الولاياتالجنوبية اعتباراً من التاسع من يوليو المقبل. وأكد الاستاذ/ أحمد كرمنو وزيرالدولة برئاسة مجلس الوزراء في الاحتفال الذي اقامته الامانة العامة للمجلس أن الحدود الجغرافية لدولتى شمال وجنوب السودان عقب الانفصال لن تكون حاجزاً يمنع التواصل بين الشعبين، وطالب كرمنو العاملين من ابناء الولاياتالجنوبية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بنقل التجربة والخبرة التى اكتسبوها فى العمل الى جنوب السودان باعتبارها (اي التجربة) مدرسة ادارية متفردة ومنارة للادارة والتدريب وأعرب عن أمله في أن تستفيد دولة الجنوب من ابناء الولاياتالجنوبية العاملين بالخدمة العامة بعد أن تم انهاء خدمتهم بالشمال عقب انفصال جنوب السودان ليكونوا خير معين له في بناء الدولة الجديدة. من جانبه امتدح الأمين العام لمجلس الوزراء د.عمرمحمد صالح ابناء الولاياتالجنوبية العاملين بالأمانة العامة لمجلس الوزراء لتميزهم بالانضباط والاخلاق الحميدة طيلة فترة خدمتهم والتى تمتد لسنوات طويلة جعلت منهم كوادر يعتمد عليها في الأداء والانجاز، حيث تركوا بصماتهم في العمل. الاستغناء وفق الشروط ويرى كثير من الخبراء أن أعداد العاملين من ابناء الجنوب في المؤسسات الاتحادية المختلفة ليست بالكبيرة وليست بالقدر الذي يؤثر على سير الاعمال. ويقول د.عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي ان اعداد العاملين من ابناء الجنوب ليس بالقدر الكبير مشيرا الى عدم تأثر العمل في المؤسسات بعد الاستغناء عنهم ، واشار الى أن عملية الاستغناء ستتم بعد استيفاءهم لكل حقوقهم التي تكفلها قوانين الخدمة العامة وقوانين العمل، وان يتم ايقافهم عن الخدمة بعد تقديم الشكر لهم عن الخدمات التي قدموها للدولة، مبينا أنه سيتم تكريم خاص لقيادات وشاغلي الدرجات العليا في الخدمة. وقال د.عادل ان عملية الاستغناء لا تضيف اي مبلغ مقدر في المصروفات العامة نسبة لعدم ضخامة المخصصات الممنوحة لهم ، واشار الى أن بعض الوظائف التى هنالك حاجة لها سيتم إحلال موظفين لها شماليين لكنها ليست بالنسبة الكبيرة نسبة لاعداد الموظفين الذين يعتبرون فائضين عن احتياجات العمل بصورة واضحة، وعليه لا نتوقع استيعاب كل العدد الكلي للوظائف التى كان يشغلها أبناء الجنوب. وأضاف د. عادل : من الشروط الأساسية لعملية الاستغناء تعهد وزارة المالية بالمستحقات، مُبيناً أن وزارة المالية قد تكون اكملت كافة الترتيبات لصرف الاستحقاقات العاجلة من بدل الترحيل للمتزوجين على أن يتم توفير بقية المبالغ في فترات زمنية كتحويل المعاشات للدولة الجديدة.. وظائف عمالية يقول د. محمد الجاك أستاذ الإقتصاد بجامعة الخرطوم ان الوظائف التي يشغلها ابناء الجنوب ستكون خالية بعد التاسع من يوليو.. وهذه الوظائف في الاساس يمكن ان تخفف الترهل الوظيفي الذي تعاني منه الدولة في الخدمة المدنية، مبينا أن هنالك الكثير من الوظائف تم تخصيصها بدون أي مبررات اقتصادية، وقال ان فيما يخص الوظائف ان لم يتم ملؤها ستوفر فائضاً ليس بحجم المبالغ التي تخفف عجز الموازنة خاصة وان معظمها محدودة وفي السلك العمالي ومن وظائف الدرجات الدنيا ولن توفر مبالغ كبيرة للدولة، مبينا بان التعويضات المقدرة تصل الي (60) مليون جنيه ولا ترقى للمبالغ الكبيرة مقارنة بحجم العجز في الموازنة ،مبيناً انه اذا تم إستغلال هذه الوظائف وإحلالها بعمال شماليين لا تسهم في تخفيف حدة البطالة مقارنة بحجم إعداد البطالة التي وصلت إلى أكثر من (20) ألفاً، كما أن معظم الوظائف عمالية. صعوبات مالية وأشار الى صعوبة توفير هذه المبالغ من قبل وزارة المالية والاقتصاد الوطني كدفعة واحدة في ظل الصرف الكبير والالتزامات المتعددة والمطالبات المتعددة كتعويضات ملاك الجزيرة والالتزامات المختلفة وهنالك تعويضات مرتبطة بالاتفاقيات، وقال ان الدولة لا تستطيع في الوقت الحالي سداد هذه التعويضات لابناء الجنوب وقد تلجأ الى تأجيل ذلك لفترة نسبة لما تعانيه الموازنة من انخفاض يمثل عقبة كبيرة أمام الدولة توفير هذه المبالغ دفعة واحدة وقال انه يمكن ان تحدث مفاجآت في المفاوضات الجارية بين الشريكين بالنسبة للجنسية المزدوجة وايجاد نوع من التواصل والحريات الأربع، مبينا أنه اذا تم التوصل لذلك يمكن ان تستفيد بعض العمالة من وظائفهم . ترتيبات الإحلال تقول عواطف عجبنا - رئيس لجنة الاختيار الاتحادية - ان اللجنة جاهزة لعملية الاحلال وسد الشواغر حسب الوصف الوظيفي، مبينة ان ذلك سيكون بعد اكمال كافة ترتيبات الاستغناء وظائف ابناء الجنوب، وقالت ان هنالك تنسيقاً سيتم بين اللجنة وديوان شئون الخدمة لمعالجة الوظائف، وكشفت عن ان الوظائف التى سوف تتم لها عملية الاحلال في وظائف مداخل الخدمة والخبرات، وأكدت جاهزية اللجنة لذلك ،وتبلغ التكلفة المالية لإنهاء خدمة الجنوبيين بالخدمة العامة (60) مليون جنيه وتعهدت وزارة المالية والاقتصاد الوطني بسداد كل استحقاقات العاملين من ابناء الولاياتالجنوبية. سداد حقوق العاملين وفى السياق قال مصدر مطلع بوزارة المالية ان الوزارة ستلتزم بتوفير كافة حقوق العاملين انفاذا للتوجيهات الصادرة وانفاذا لقرار مجلس الوزراء رقم (236) لسنة 2011، وقال المصدر ان هذه المبالغ تعتبر حقوقاً اصيلة لهم وسوف تلتزم المالية بسدادها كاملة مشيرا الى الترتيبات الجارية لذلك للوفاء باستحقاقاتهم نهاية الخدمة وكان وكيل وزارة العمل بالإنابة الصديق جمعة باب الخير قد قال إن إنهاء خدمة الإخوة الجنوبيين العاملين بالدولة جاء بناء على قرار مجلس الوزراء رقم (236) لسنة 2011والممهور بتوقيع رئيس الجمهورية الذي حدد نهاية خدمة أبناء الولاياتالجنوبية اعتباراً من التاسع من يوليو القادم، وابان ان وزارة العمل منحت إجازة عارضة للاخوة اعتباراً من أمس وحتى نهاية خدمتهم في الثامن من يوليو المقبل. ووجهت وزارة العمل كل رؤساء الوحدات باتخاذ التدابير الخاصة فيما يتعلق بإخلاء الطرف والإجراءات المتعلقة برصد وحساب الاستحقاقات. ومن جهة أخرى أصدر ديوان شئون الخدمة المدنية القومية منشوراً بإنهاء خدمة أبناء الولاياتالجنوبية إعمالاً للمادة (140) من لائحة الخدمة المدنية القومية على أن يمنحوا أجر شهرين لغير المتزوجين وثلاثة أشهر للمتزوجين من غير أبناء ، وأجر ستة أشهر للمتزوجين ولديهم أبناء ، كما يمنح العاملون جميعاًً عند انتهاء الخدمة أجر ستة أشهر لترحيل أمتعتهم ، كما يصرفون مرتب شهرين أساس حسب نص المادة (25/1) من قانون المعاشات، وطلبت وزارة العمل من المالية رصد الاعتمادات المالية لتنفيذ المنشور.
