يبدأ اليوم وزير خارجية الصين يانج جيه تشي مباحثات مهمة مع المسؤولين في الحكومة بالخرطوم التي وصلها مساء امس على رأس وفد رفيع في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، يتوجه عقبها الى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في زيارة مماثلة تعد الأولى لوزير خارجية من احدى الدول الكبرى بعد إعلان دولة الجنوب. وتأتي زيارة يانج للخرطوم بحسب السفيرالعبيد احمد مروح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لمتابعة الملفات والقضايا الثنائية بين الخرطوموبكين التي تم بحثها وتوقيع إتفاقيات بشأنها إبان الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية على رأس وفد وزاري رفيع للصين. وأعلن السفير ترحيب السودان بالزيارة وقال إن مباحثات رسمية مهمة ستجرى بين الوزير علي أحمد كرتي ورصيفه اليوم تستبق لقاءه بالسيد رئيس الجمهورية مساء اليوم وستنظر المباحثات في جملة من القضايا الثنائية المشتركة في جوانبها كافة الاقتصادية، والسياسية، والتجارية، والاستثمارية، ومتابعة الملفات التي فتحت من قبل وتم توقيع إتفاقيات بشأنها في الزراعة، والصناعة والتجارة، وتأتي اهمية الزيارة طبقاً لمراقبين في توقيتها حيث تتم لكل من السودان ودولة الجنوب بعد شهر من إعلان دولة الجنوب خاصة وأن الانفصال ألقى بظلاله على البترول في السودان والذي شكل أحد أهم الموضوعات بالنسبة للبلدين، ومعلوم ان عدداً من الشركات تعمل بالشمال والجنوب باعتبار ان حقول النفط في الشمال وإن كان أغلبها في الجنوب، إضافة الى ذلك فإن الصين قصدت من الزيارة في هذا التوقيت الإطلاع عن كثب على فرص تجسير العلاقة بين السودان ودولة الجنوب،والصين هي أول دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تزور جوبا في وقت ما زالت جذوة وحماسة الإنفصال مشتعلة خاصة وأن لبكين علاقات متميزة مع البلدين، مبنية على المصالح المشتركة، وبما ان دولة الجنوب الناشئة حديثاً تمتلك فرصاً للاستثمار ويتسابق نحوها العالم، فإن الصين أرادت بالزيارة التأكيد على أن لديها فرصاً دائمة وموطىء قدم يسبق الآخرين بالجنوب، ولفت المراقبون النظر الى أن الصين تمنح الدول قروضاً غير مشروطة على عكس الدول الكبرى الاخرى التي تربط قروضها بشروط سياسية، لذا فإن فرص بقاء علاقاتها الاقتصادية مع دولة الجنوب تظل الأوفر حظاً وليس بعيداً عن ذلك ان تكون الصين قصدت من الزيارة لكلا الدولتين تثبيت موقف أساسي وهو ان علاقات بكين في شقها الاقتصادي مع جمهورية السودان ودولة جنوب السودان لن تتأثر بالإنفصال، وقال مراقبون تحدثوا ل«الرأي العام» إن علاقة الخرطومببكين تعد علاقة استراتيجية ومهمة، لذا خصصت لها وزارة الخارجية السودانية إدارة منفصلة على رأس إدارتها السيد عصام عوض الذي أشار في حديثه ل«الرأي العام» الى أن زيارة يانج جيه التي سيبدأها صباح اليوم برحلة نيلية ترفيهية تستبق المباحثات الثنائية المشتركة تعد الأولى للوزير الصيني بعد تقلده لمنصبه، ويرى عصام ان الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الجمهورية لبكين على رأس وفد وزاري رفيع عجلت بزيارة الوزير خاصة وأن أهم أهدافها هو متابعة النتائج في أعقاب توجيهات أصدرتها الحكومة لكل الوزارات المعنية لرفع تقارير فيما يليها من موضوع التقييم، ويرى أن الصين تلعب دوراً قوياً ومحورياً وأن مصالحها مرتبطة بشكل وثيق بالشمال والجنوب وان حدوث أي توترات بين البلدين بشأن النفط ليس في مصلحتها، ولم يستبعد السفير عصام عوض أن تلعب الصين دوراً في تطبيع وتهدئة الأوضاع بين البلدين الجارين ودفع العلاقات بينهما خاصة فيما يتعلق بالنفط باعتبار أن المصالح أصبحت ثلاثية. ويمكن ان تكون الصين سعت من خلال زيارة وزير خارجيتها الى كل من الخرطوموجوبا التأكيد على أنها حريصة جداً على علاقاتها مع البلدين ومع كل الدول الافريقية دون تدخل في شؤونها الداخلية وإرسال رسائل مباشرة للدولتين مفادها ان المصالح الاستراتيجية التي تعود بالنفع على الشعوب يجب ان نعض عليها بالنواجذ.