تقديم (الخبائز) كهدية ل(النسابة) عادة مؤصلة وقديمة مثل الكثير من العادات و أهلنا زمان كانوا يقصدون بها التكافل.. وتأتي متسلسلة فمثلا أهل (العريس) في حضورهم لخطبة (الفتاة) فأهلها يقومون بإكرامهم وبالتالي يرد اهل (العريس) على هذا الكرم ب(قولة خير) ثم يقوم اهل (العروس) بردها لهم ب( موية رمضان) فيقوم العريس بتقديم هدية العيد ل(العروس) وهي بدورها تجهز الخبائز وتهديها لأسرته وهكذا.. وكان فهمهم من كل هذه الهدايا المتبادلة المساهمة ومعاونة بعضهم البعض,إلا إنها الآن صارت مكلفة وتفوق الخيال، حسب حديث حاجة ثريا ل(الرأي العام) مشيرة الى (التقليعات) التي تطلع بها النساء مما أفقدها معناها الجميل الذي يوحي بالتكاتف وإشاعة المحبة بين الأسرتين، وقالت: هدية أم العريس في زماننا هذا الغرض منها (الفشخرة والتباهي) وليس تيمنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم(تهادوا تحابوا)، وأكدت أنها بشكلها الحالي لا يؤدي الى تماسك ومودة لأنها تشترى بمبالغ طائلة مقصود بها شراء حديث الناس عن هذه الهدية (اللقطة) كما تقول النساء عند تعليقهن عليها..أما (إبتسام) ربة منزل فهي قد أرهقت ميزانيتها خطوبة إبنتها قبل حلول شهر رمضان، وقالت: لو أعرف إنني سأصل هذه المرحلة(حد الإفلاس) كنت حددت موعدا للخطوبة بعد العيدين حتى لا تكون على التزامات، وقالت: تكلفة الخبائز المخصصة لأهل (عريس) إبنتي وصلت ال(3) الاف جنيه لأنها تضمنت أواني وتحفاً ثمينة وزهوراً وعطوراً وحلوى و (ملابس) كعيدية لأطفال عائلة العريس وهذه(الملابس) أصرت عليها إبنتي بحجة ان صديقتها فعلت ذلك ووجدت الإحترام من نسابتها..(نهلة حسن بشير) الباحثة الإجتماعية ذكرت ان من عاداتنا بنحترم (النسابة) في رمضان والعيد، نهديهم الكثير ونعتبر في ذلك قيمة لنا ولهم ونخلق روحاً من الامتزاج الاجتماعي وكسراً للحواجز بيننا وبين (النسابة) الجدد ولكن لأبد أن يكون في حدود ولا نخرب النظام بزيادة أشياء لا داعي لها،وقالت: في السابق كانت الهدايا بسيطة لا تتعدى(جردل) الخبيز و(أكياس) حلوى لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة فكان لها وقع في نفوس المهدى اليهم ومعنى، وأضافت: في ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة يجب أن يتفادى الناس الإسراف و(المحاكاة) خاصة فيما يتعلق بالهدايا وهي ليست شرطا في الزواج.