تبدأ مساء غد السبت بالخرطوم، مباحثات بين السودان ودولة جنوب السودان، عقب وصول الفريق سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان على رأس وفد كبير يضم ثمانية وزراء من حكومته، في زيارة تعتبر الأولى منذ إعلان انفصال الجنوب في التاسع من يوليو الماضي. وحسب (الشروق) أمس، ستجرى مراسم استقبال رسمية بمطار الخرطوم لسلفا كير وسيكون الرئيس عمر البشير على رأس مستقبليه.ورحبت وزارة الخارجية بالزيارة، وأعربت عن أملها بأن تكلل المباحثات المشتركة التي سيجريها الجانبان حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بالنجاح الكامل، بما يمهد السبيل لعلاقات حُسن جوار وتعاون دائم بين البلدين. وقالت الوزارة إن البشير سيستقبل سلفا كير بالمطار إلى جانب عدد من الوزراء وسفراء الدول الأفريقية المعتمدين بالخرطوم. وأكدت أنه سيتم عزف السلام الجمهوري للبلدين وستبدأ المباحثات بقاعة الصداقة. ويرافق سلفا كير خلال الزيارة وفد رفيع يضم ثمانية وزراء من بينهم دينق ألور وزير مجلس الوزراء ونيال دينق وزير الخارجية وكوستا مانيبي وزير المالية والاقتصاد واستيفن ديو وزير البترول والمعادن. وسيتخلل الزيارة حفل عشاء رسمي، على أن تُختتم بعد غد الأحد بمؤتمر صحفي يقدم فيه الجانبان خلاصة ما تم التوصل إليه من نتائج. وفي الأثناء، كشفت وزارة الشؤون الإنسانية ودرء الكوارث بجمهورية جنوب السودان، أن ما يقارب (1.3) مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وقال لوال أشويل وزير الشؤون الإنسانية بالجنوب في مؤتمر صحفي بجوبا حسب (الشروق) أمس، إن حكومته بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية تسعى لتوفير نحو (400) ألف طن من الغذاء لتجنيب البلاد كارثة إنسانية محتملة، وأضاف أن المناطق الحدودية مع السودان هي الأكثر حاجة للغذاء. ومن جانبهم، طالب عدد من المزارعين والمنتجين بقطاعات الزراعة المطرية في منطقة الرنك بولاية أعالي النيل في جنوب السودان، بإزالة العديد من المشكلات التي تعترض نجاح الموسم وفتح الحدود لاستجلاب المدخلات الزراعية من السودان الشمالي. وقال اتحاد المزارعين حسب (الشروق) أمس، إن مقاطعة الرنك زرعت حوالي (700) ألف فدان بتركيبة محصولية مختلفة من جملة (900) ألف فدان، وأبان أن المقاطعة التي تعتبر من أكبر المناطق الزراعية في جنوب السودان بحوالي (1.50) مليون فدان، تعاني من أزمات كبيرة في إدارة مكافحة الآفات النباتية بعد فك الارتباط مع الشمال. وأقر جون أوتور مدير الزراعة الآلية بالرنك بضعف التمويل الزراعي وارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار بعد اغلاق الطريق التجاري مع شمال السودان. من جانبه، وصف فديت شول رئيس اتحاد المزارعين بالرنك، موقف المزارعين بالحرج لعدم توافر السيولة لموسم الحصاد، فيما أشار جيمس أكوج المسؤول في إدارة وقاية النباتات، إلى اتصالات مع الولاية والمستوى الاتحادي لتوفير آليات العمل في المحطة والمتمثلة في المبيدات الحشرية لحماية المحاصيل من آفات الطيور والجراد. في سياق آخر، كشفت لجنة التحقيق المركزية التي شكلها وزير العدل والخاصة بأحداث ولاية النيل الأزرق، عن تسجيل العديد من المتهمين العسكريين لاعترافات قضائية لدى القاضي المختص بمدينة سنجة حاضرة الولاية. وكشف مصدر مطلع رفيع باللجنة ل (أس. أم. سي) أمس، أن الاعترافات أشارت لوجود أسلحة تم ترحيلها من حكومة الجنوب إلى منطقة الكرمك عبر الطيران، بالإضافة إلى مبالغ مالية كدعم وتسيير لما خُطط له. وقالت المصادر إن الاعترافات حوت إفادات مهمة لمساعد طبي من الجنوب جاء خصيصاً من جوبا لزيارة المتمردين بمستشفى الدمازين بحي النهضة لمراجعة الأدوية اللازمة للحرب وقام بمراجعة الاحتياجات المطلوبة كافة، وأضاف المصدر: المساعد الطبي جاء مبعوثاً لمتهم بقيادة الجيش الشعبي تم القبض عليه وقام بتسجيل اعتراف قضائي، وأكد أن إجراءات التحري كافة مع المتهمين العسكريين أوشكت على نهايتها في أحداث ولاية النيل الأزرق، وقال: (كل الدلائل تؤكد تورط حكومة جنوب السودان مع سبق الإصرار والترصد بأحداث الولاية الأخيرة).