قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    لماذا يهاجم الإعلام المصري وجودهم؟ السودانيون يشترون عقارات في مصر بأكثر من 20 مليار دولار والحكومة تدعوهم للمزيد    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رأفةً بجيشكم وقيادته    احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    البرهان ينعي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنون.. الثقافة.. المجتمع المدني
أيام.. في بلاد العم سام
نشر في الرأي العام يوم 05 - 12 - 2011

نختتم هذا الجزء من حديثنا عن طبيعة التركيبة الثقافية والمجتمعية للولايات المتحدة الأمريكية ونشير فيها بإيجاز إلى ما لمسناه خلال برنامج إدوارد مورو للصحافيين والكتاب من ملامح المشهد الثقافي والفني واتجاهات قوى المجتمع المدني قي تلك البلاد.. لا ريب ان تفاصيل برنامج إدوارد مورو قد صمم بعناية وإحكام بحيث يتضمن في محتوياته المحاضرات العلمية والأكاديمية حول فنون الصحافة والعمل الإعلامي بجانب التدريب العملي وزيارة المتاحف ومعارض الفن التشكيلي والمسارح والتعرف على فنون الغناء والموسيقى وحركة الكتاب والمكتبات والتعرف على طبيعة عمل أجهزة الإعلام الالكترونية راديو وتلفزيون وذلك فضلاًَ عن الزيارات الأسرية التي تتيح لك التعرف بشكل لصيق على إيقاع البيت الأمريكي وسلوك الأسرة الاقتصادي وعادات الضيافة والتعرف على الروابط الأسرية كيف تتشكل، رغم اشتمال البرنامج في مفرداته على كل ذلك وقد صمم لهذا الغرض، إلا أن هذا لا يلغي بالضرورة جدوى الحديث مباشرة إلى الناس في حلك وترحالك وما تلمسه مباشرة من خلال التواصل اليومي مع أناس عاديين غير مدرجين في كراسة البرنامج يحقق ربما معرفة أفضل بطبيعة الحياة الأمريكية.. الناس الذين التقينا بهم في استقبال الفندق أو أروقة الجامعات أو مغسلة الملابس أو المقهى أو في المصاعد والمطاعم والمكتبات العامة وتحدثنا إليهم قدموا لنا بلا شك معارف وفوائد شديدة الجدوى والإلهام. وفي الحقيقة ان الحديث مع هذه الشرائح غير المدرجة في قوائم البرنامج كالمحاضرين والأساتذة والمدربين داخل الكورس أتاحت لي على المستوى الشخصي الاقتراب أكثر من فهم الشخصية الأمريكية وهذه الخواطر والرؤى مدينة لهم بالكثير. التنوع المعاصر Diversity الملمح الاجتماعي الأكثر وضوحاً في تلك البلاد هو التنوع الهائل للأعراق والثقافات وكيف استطاعت الدولة ان تحسن إدارة هذا التنوع بحيث صار مصدراً من مصادر غنى وقوة الولايات المتحدة وذلك لاستيعابه التكوينات العرقية المتباينة ضمن منظومة الدولة المدنية الفيدرالية والتنوع صار في البلدان التي لم تحسن إدارته عنصر شقاق وعنف وتمزيق للكيانات الوطنية، ولكن في الولايات المتحدة صار التنوع رصيداً وإضافة موجبة لقوى المجتمع الحية.. استطاعت أمريكا إدارة فكرة التنوع المعاصر عبر محورين ، الأول هو صيانة حقوق هذه الجماعات عبر الدستور والقوانين المنظمة للمعاملات.. المحور الثاني هو إعلاء فكرة المواطنة «Citizenship» كأساس للحقوق والواجبات فعندما يحدث إقرار للمواطنة لا يخضع الأمر لتقديرات شخصية بل يصير الأمر مبدأ عاماً يرعاه الدستور وتكفله الوثائق والمعاملات الجارية.. احترام التنوع المعاصر في واقع الأمر لم يحرم بعض المجموعات المتساكنة في أمريكا من حقها في اختيار نمط الحياة الذي ترغب ان تعيشه وخير مثال على ذلك الصينيون في سان فرانسيسكو يعيشون في المدينة الصينية «China Town» دون ان يلغي ذلك أنهم أمريكان.. مدينة سانت لويس بها أمريكان من أصول مكسيكية «Mexican American» و بها لاتينيون «Latin American» وبها شوام من سوريا ولبنان وأمريكيون من أصول أفريقية «African American» والكل يعيش بسلام ولا يعتدي على الآخر. الأفارقة الأمريكان African American قبل ظهور مارتن لوثر وإقرار مبادئ الحقوق المدنية والمساواة بعد انتصار حركة الحقوق المدنية لم يعد أحد يطلق على الأفارقة الأمريكان كلمة «Blak« بل صارت هذه الكلمة مستهجنة وتعد إشارة عنصرية بغيضة ينفر منها الوجدان المدني السليم، الذي حدث ان هذه الفئة الاجتماعية المؤثرة في المشهد الرياضي والفني والثقافي انتقلت نقلة هائلة من التهميش إلى سنام السلم الاجتماعي و صارت تحتل مواقع أصيلة ومؤثرة ، بل صار نجومها وأعلامها جزءاً من التاريخ الأمريكي المعاصر و استبدلت لفظة اسود (BLACK) ب(الأمريكيون من أصول افريقية).. وقد أسهمت إدارة التنوع في دمج هذه الشريحة إيجابياً مع غيرها من المجموعات السكانية المتساكنة في تلك البلاد الواسعة الشاسعة. دورهم في الفنون والرياضة برز دور الأفارقة الأمريكان في ساحات الرياضة وميزتهم بصمة معروفة لا سيما في كرة السلة وألعاب القوى والبيسبول ، وحفظ أرشيف الرياضة سحرة هارلم الفريق الأقوى والأشهر في كرة السلة على مستوى العالم وصار نجوم فريق هارلم الذي بدأ كفريق هواة ثم خضع لتدريب احترافي مصدر إلهام لكل محبي هذه الرياضة حول العالم. موسيقى الجاز من أفضل ثمرات الأفارقة الأمريكان في المشهد الثقافي الأمريكي موسيقى الجاز نجومها وأعلامها من الأفارقة الأمريكان بداية بآرمسترونغ ونهاية بجيل مارتي ومايكل جاكسون وليفن ريتشي وديانا روسز و ستيف وندر الذين تنوعت إبداعاتهم بين البوب ميوزك والجاز ميوزك والألوان الشعبية للغناء.. يؤرخ البعض لظهور موسيقى الجاز بتجربة نيو أورليانز بين يدي الحرب الأهلية الأمريكية ثم ظهرت موجة ديترويت وموجة هارلم ونيويورك وفي حقيقة الأمر ان كل هذه الموجات تأثرت لحد بعيد بالمصادر الثقافية المجتمعية للمنطقة ،فعلى سبيل المثال موسيقى الجاز في مدينة «شيكاغو» تأثرت بموسيقى الغرب الامريكي «country mUSIC» ويمكنك ان تلحظ دخول بعض الآلات على منظومة الأوركسترا التقليدية للجاز »البيانو،و الشيلو و الكلارنيت،و الدرمز« كآلة الهارمونيكا أو الجيتار الكلاسيكي كما في أغنية «فتاة من الحي الصيني» «Agirl from china town».. تزامنت ظهور موسيقى الجاز مع صعود موجة التحرر بنهاية الحرب الأمريكية ألف وثمانمائة خمسة وستين في نيواورليانز وهي مدينة تكثر فيها صالات الرقص و موسيقى البولكا والفالس ومعظم الأغاني كانت تردد أثناء العمل في حقول القطن عندما كانوا رقيقاً.. وظهرت طبول البامبولاس التي تحولت إلى الدرمز وامتزجت أغاني الجاز الأولى بترانيم الكنيسة وهذا سر ثبات البيانو في أغاني الجاز الكلاسيكية بجانب الشيلو.. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية انتقلت ريادة موسيقى الجاز من نيواورليانز إلى شيكاغو وانتشرت فرق الجاز في «بيلتمور» و«واشنطن» و«نيويورك» و«بوسطن» وفي كل فرقة يتم استيعاب عازفين من نيوأورليانز مهد الإبداع والارتجال لموسيقى الجاز. عباقرة الجاز لم يقتصر تطور موسيقى الجاز فقط على طراز واحد فظهر في نيويورك فلتشر هندرسون وديوك المسمى بديوك الصغير «Baby» وضاعفوا عدد العازفين وتمت كتابة النوت لروائع الجاز الكلاسيكي لا سيما رائعة بوسطن الشهيرة «you reach me later» وهي تروى قصة عاشق زنجي أصيب في حادثة سير وصلته حبيبته قبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة تفتح باب المستشفى وتكلله بالأزهار كانت هذه الأزهار للأسف أول ما وضع على نعشه فقد وصلت الفتاة متأخرة «you reach me later». تجاوزت موسيقى الجاز حدود العرقية بدخول موسيقيين بيض أضافوا لتراث الجاز منهم تومي دورساي وشقيقه جوني جودمان وبظهور محطات الراديو حقق الجاز انتشاراً ملموساً في العالم وفي أمريكا.. تتنوع أساليب الجاز بين «الجاز اللاتيني» وهو نتاج لتخوم الولايات المتحدة والمكسيك والأورينتال جاز هذا غير جاز الصالونات إذ تبنته في الستينيات البرجوازية الأمريكية وصار يعزف في الأوبرا أحياناً والقاعات الفخمة ويذهب نقاد هذا الفن ان المغني الأمريكي الضخم فرانك سيناترا اكتسب جل مصادر إلهامه من الجاز الكلاسيكي والكنتري ميوزك من عمالقة الجاز ديزي جيلسبي صاحب الصوت الباص الواسع الأبعاد وأغنيته الشهيرة «إذا كان حبك خطأ فلا أريد ان أكون على صواب».. «If loving you is wrong Idont want be» أواغنية ديانا روسز «دعني أجن بك كما هو حالي دائماً» . في الأدب الزنجي لا يمكن العبور هكذا دون ذكر إسهام الأفارقة الأمريكان في مسيرة الأدب الأمريكي المعاصر وأشهرهم لانقستون هيوز Langston Hughes وهو شاعر وقاص أمريكي يعتبر علامة فارقة في تراث امريكا الأدبي وحكت قصصه القصيرة معاناة الزنوج في الحرب الأهلية وإبان سنوات الكساد وقد كتب مجموعة قصص تعد من روائع القصة القصيرة في العالم مثل قصة «الذين لا يملكون ديكاً رومياً لعيد الشكر» و قصة «تمثال المسيح» وقصة «الفتاة التي تعتمر قبعة سيامية» ولانقستون هيوز صك بعض التعابير الجديدة في قاموس الانجليزية والأدب كتعبير «أنحف من ناسك في القرون الوسطى» وتعبير «أندر من أسنان الدجاج» وتعبير « أشد حياء من العذراء مريم» وتعبير «طعامه أكثر زهداً من غداء المسيح». طرز العمارة Architecultural style يصعب تحديد طراز معماري واحد ينظم أساليب العمارة الأمريكية ففكرة التنوع والفسيفساء المجتمعية تنطبق أيضاً على طراز العمارة ولكن يمكننا ان نلخص منظومة العمارة الأمريكية في فكرتي »الوظيفية والبساطة« الوظيفية بمعنى ان يؤدي المبنى المهمة التي أنجز من أجلها دون إسراف أو زخارف ، والمتانة بمعنى ان يظل المبنى معلماً ثابتاً يحمل تاريخه بداخله وهي ظاهرة لافتة فكل المباني يؤرخ لها في خارجها وفي داخلها تحفظ الصور والوثائق التي تعكس تاريخ المنشأة المعمارية أو الخدمية.. مدينة سركيوز على سبيل المثال بها لمسة معمارية فرنسية تشبه عمارة عصر النهضة في الفكر الأوروبي من حيث أناقة الأقواس،و المنمنمات و البعد التعبيري للمباني والقرميد والمارسيليا مع سلاسة وانسيابية في المباني ذات الطبيعة السيادية كالبلدية مثلاً.. التخطيط الحضري لمدينة سركيوز جعل الجامعة هي قصبة المدينة ومركزها بحيث ان كل التخطيط الحضري يتجه إلى جعل المدينة جامعة والجامعة مدينة فهي مدينة بلا Down Town لان كل الطرقات تفضي إلى جامعة سركيوز ، بل ان محيط الخدمات يتخذ من الجامعة محوراً وحتى بلدية سركيوز تبدو معلماً عادياً مقارنة بالجامعة التي تتخذ شكل القلعة الأسطورية من حيث أناقة الأقواس والمنمنمات و البساطة الأخاذة وشرفات الخشب المطعمة بالحجر الرملي والطوب والنوافير وتماثيل أساتذة الجامعة ومجموعة المؤسسين والرعاة والداعمين. العمارة الريفية تحتفظ مدينة سانت لويس بنمط العمارة الأمريكية الريفية »عمارة الغرب الأمريكي« أسقف المنازل محلاة بالمارسيليا الايرلندية الطابع والبوابات الخشبية والاهتمام بالحديقة الخلفية والفنادق تزين بنوافير داخلية في اللوبيهات ،جداريات سانت لويس بها بعض الرموز الطوطمية لثقافات الهنود الحمر كالأقنعة والسهام والأقواس المدببة ويبدو ان المدينة في الماضي كانت أحد مراكز تسوق الهنود الحمر وهم الذين أطلقوا على نهر المسيسبي هذا الاسم أي الأرض المليئة بالأنهار كما أطلقوا على »شيكاغو« اسمها وهي الأرض التي تشم فيها رائحة البصل.. يحتفظ كل مطعم أو مقهى في سانت لويس بصحاف الطعام وآنية الأكل والملاعق في فاترينة عرض زجاجية وهذه إشارة لعراقة المكان وجودة الخدمات المقدمة.. عمارة نيويورك هي عمارة الحداثة وما بعدها .. واللافت في نيويورك الاحتفاء الزائد بالنجوم الذين تعاقبوا على الأمكنة فتجد بعض الفنادق والنزل تحتفظ بصور الشخصيات التي زارت المكان أو تسوقت فيه أو أقامت فيه لبعض الوقت وقد أفرد جناح كامل بأحد الفنادق للزوار لأن النجمة مارلين مونرو صورت فيه مشهداً من أحد أفلامها هذا الحس الوثائقي بالأمكنة هي حالة أمريكية بامتياز. الموجة اللاتينية Latin American إذا كان الأفارقة الأمريكان هم سادة المشهد الثقافي والسياسي والفني في ستينيات القرن الماضي فإن العشرية الأخيرة التي نعيش بين قوسيها الآن هي العشرية اللاتينية في الولايات المتحدة والنظر العميق في انثربولوجيا المجتمع الأمريكي يفسر قوة هذه الموجة ودوافعها أبرزها الهجرات الكثيفة من أمريكا اللاتينية والجزر المحيطة بالولايات المتحدة بشكل شرعي وغير شرعي لهذه المجموعات ثم الحدود المكسيكية المفتوحة والتي يصعب السيطرة عليها ضاعفت أعداد المهاجرين ، كما ان حيوية تلك المجموعات وقدرتها الفائقة على التكيف والانصهار أكسبتهم مزايا إضافية سهلت عمليات الدمج والاستيعاب إضافة لحاجة المجتمع الأمريكي لهم في شغل وظائف طابعها العام الخدمات الصغيرة في المطاعم والمقاهي وقيادة السيارات.. هوليوود أسهمت بشكل كبير في تعزيز وجود اللاتينيين في أفلامها بل صنعت منهم نجوماً »جنيفرلوبيز« كمثال ويعتبر فيلم Shall We Dance من أكثر الأفلام مبيعاً ، أيضاً فيلمها الأشهر «فتاة من ميرلند».. لم تتأثر أمريكا فقط بالفنون اللاتينية في الرقص
والسينما والموسيقى وانما قدمت نجوماً من كندا كالفنانة سيلن ديلون عبر فيلم »تيتانك« وحصلت هذه المغنية الكندية الأصل على أرقام فنية نتيجة جمهورها الكثيف داخل الولايات المتحدة.. مسرح بوردوي مسرح بوردوي هو المعلم الثقافي الأهم في نيويورك وقد شهدنا عرضاً مسرحياً فيه، والواقع ان في نيويورك مجموعة عروض أشهرها «The lion king».. بوردوي ليس فقط داراً للعرض بل مدرسة للاتجاهات الحديثة في فنون العرض المسرحي صناعته والتجديد في الرؤى الإخراجية والشاهد ان معظم المخرجين المسرحيين من العالم الأوروبي يدشنون تجاربهم الجديدة في العرض في مسرح بوردوي لأنه مكان يتقبل ويستوعب التجريب والمغامرة.. خشبة مسرح بوردوي وغرف التشغيل والتنفيذ تملك إمكانات مهولة تصل إلى إلغاء الخشبة نفسها ودمج العرض مع الجمهور إلى رفع سقف الخشبة على طريقة السيرك وكلها تقنيات تستخدم الإضاءة المحوسبة والديكور الافتراضي ، كما ان الغرف الملحقة بها إمكانات واسعة لتشكيل المجاميع التمثيلية وورش ديكور ومصممي أزياء تسع عشرات الفنيين والمتخصصين. سر الرقم «13» لحظت ان المصاعد لا يوجد بها الرقم «13» لا أدري أهو تشاؤم؟! أم هي قاعدة من قواعد العمارة الأمريكية ، كما ان التدخين بات شيئاً مرفوضاً داخل أروقة المكاتب والفنادق حتى في الغرف الخاصة ومعظم أماكن المدخنين خارج المبنى. خطوط حمراء السائد في الثقافة الشعبية في العالمين العربي والإسلامي ان الحريات في أمريكا تصل حد الانفلات وهذه فكرة غير صحيحة ، فالسكر أثناء العمل أو قيادة السيارة أمر قد يعرض صاحبه لعقوبات هائلة بل يفصل الأمريكي إذا جاء مكان العمل مخموراً ويوضع اسمه في السيستم وتبلغ عقوبة السكر مع القيادة السجن والغرامة وسحب رخصة القيادة.. يعتبر التحرش الجنسي خطاً أحمر يعرض المتحرش لطائلة القانون بل يؤدي لفصله من العمل دون حقوق كما ينهي التحرش مستقبل المتطلع لمنصب سياسي بشكل كامل. العنف الأسري DomesTic Violence تنامت ظاهرة العنف الأسري في أمريكا بشكل ملحوظ نتيجة للضغوط الاقتصادية وهو عنف يشمل الشريكين والأطفال معاً إلا أن القوانين الرادعة حدت من هذه الظاهرة ويدرس الآن سحب الدعم الاجتماعي من الوالدين في حالة تعرض الأطفال للعنف.. من الظواهر الاجتماعية اللافتة ارتفاع معدلات السمنة Excess fat وسط الفقراء لأنهم يتناولون الوجبات السريعة وهي زهيدة الثمن في مقابل الأغنياء الذين يتناولون وجبات باهظة الثمن كالسوشي و الأطعمة البحرية Sea food ويصل ثمن الوجبة إلى خمسة و عشرين دولاراً في بعض المحلات بينما لا يتجاوز ثمن الوجبة السريعة ثلاثة دولارات. قانون الإجهاض Abortion تحرم القوانين المحلية والفيدرالية الإجهاض وفي المقابل نشطت منظمات حقوقية وإنسانية للتوعية بمخاطره خاصة بالنسبة للفتيات الصغيرات ومنها حملة «طفلك يغير حياتك» والمجتمع الأمريكي يستهجن الإجهاض كسلوك ويعتبره ضرباً من الأنانية وتوفر المؤسسات دور رعاية الأطفال مجهولي الأبوين والمسنين بإشراف طبي ونفسي و اجتماعي ممتاز.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.