العام 2011 شهد ومنذ بدايته حراكا فنيا مختلفا وكثيفا, فكان بداية التفعيل عمل وزارتي الثقافة الولائية والاتحادية , فكل منهما خططت لان يشهد العام حدثا فنيا وثقافيا متميزا , وكان السموأل خلف الله وزير الثقافة الاتحادية منذ بداية العام اكثر حرصا علي إحياء وقيام مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقي في دورته العاشرة بعد توقف دام لاربعة عشر عاما , وبدأ التحضير والتهيئة لهذا المهرجان عبر سلسلة ليالي ثقافية فنية جاءت تحت مسمى (أماسي الخرطوم , وأماسي أم در) حشد لها اكبر مجموعة من الفنانين والمغنين , وكانت قبلة للجماهير بمختلف أعمارهم واهتماماتهم , وشكلت هذه الاماسي حراكا فنيا وجماهيريا , وقدمت نموذجا للشباب عن الحفلات الجماهيرية عبر التشكيلة المتميزة للفنانين الذين أحيوا تلك الأماسي , وشكلت جوا استثنائيا ومختلفا على الرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية الضاغطة , وعبر تلك (القيدومات) نجحت الوزارة في الوصول للحفل المهرجاني الكبير والذي جاء بمشاركة دول مختلفة, افريقية, عربية, واوروبية, رقصت الخرطوم علي ايقاعاتهم المختلفة والمتنوعة محليا وخارجيا , واسهم كذلك للفنانين والموسيقيين التعرف علي الالوان الموسيقية ذات الطابع المختلف . *بنيات تحتية النغم الذي اشاعته الاتحادية , قابلته وزارة الثقافة ولاية الخرطوم وتحت اشراف الدكتور محمد عوض البارودي بمهرجان للكلمة او مهرجان النيلين للشعر العربي الذي كان بحضور كبار الشعراء العرب , هذا اضافة الي افتتاح عدد من المسارح كأكبر انجاز لوزارة الثقافة , وكانت تلك (المواعين ) الثقافية خير معين في استضافة عدد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال العام . بل وشكلت عمودا فقريا للعمل المسرحي , حيث أعلنت الوزارة دعمها للمسرح من خلال تقديم تلك المسارح بدون رسوم او ضرائب مما خلق مشهدا متحركا للمسرح والمسرحين الذين جالوا عبر مسارح الولاية عارضين . *العندليب والصوفي غيب الموت خلال العام الفنان العندليب الاسمر زيدان ابراهيم , الذي أطل علي جماهيره في حفل محضور عبر أماسي الخرطوم كآخر حفل جماهيري عانق عبره محبيه وعاشقيه الذين قبلوا جبينه له شاكرين علي الطرب والاحاسيس الجياشة التي لامست شغاف القلب , وطوى السبت 24,نوفمبر من العام آخر صفحات حياة الراحل بعد صفحات مليئة بالشجن والفرح , رحل زيدان مع العام الذي رحل وترك سجلا حافلا من الأغاني في مكتبة الإذاعة السودانية وفي قلوب وعقول محبيه , الذين جذبهم بكلماته الرصينة والرومانسية الجميلة , وحنجرته الذهبية , التي جعلت كل من يستمع له وكأنه يستمع الي حكاية وقصته , وفاجعة رحيل زيدان أبكت حتي عصي الدمع , ولم تخف صدمة الوسط الفني في رحيل عندليبه الاسمر , ولم يمض وقت بعيد , ففي اول ايام عيدالاضحي رحل كذلك الفنان الامين عبدالغفار , وحملت طائرة الخطوط الاردنية في الرابعة والنصف من صباح الثلاثاء 9 نوفمبر جثمان الراحل الامين عبد الغفار , الذي بكاه محبوه واهله وجيرانه ومعجبوه مر البكاء فهو الرجل الورع التقي الصوفي , الذي احب شئ الي نفسه كتابة الشعر في مدح الرسول عليه افضل الصلاة والسلام *نجم وامين غيب الموت كذلك خلال العام في التاسع من مايو الاذاعي نجم الدين محمد احمد مدير التحرير بالاخبار والبرامج السياسية بعد علة لم تمهله طويلا, وبكت الاذاعة نجم الدين لدماثة خلقه وحسن معشره ولسيرته الطيب , وعرف كذلك نجم الدين بتقديم النشرات والبرامج الحوارية , وبكت كذلك الإذاعة السودانية خلال العام و قبل اهل الدراما الراحل أمين محمد احمد الذي تحفظ له الإذاعة بين أشرطتها درر الأعمال الدرامية.