وكالات أظهرت نتائج بحث ان بعض المدخنين ربما يستطيعون الاقلاع عن التدخين اذا ما فعلوا ذلك داخل عقولهم. وتوصلت دراسة اجريت على 71 مدخنا الى انه بعد عامين تبين ان من خضعوا لعلاج باستخدام ما يسمى التخيل الموجه كانت نسبة من واصلوا الامتناع عن التدخين بينهم بعد عامين اكثر من مثلي النسبة بين نظرائهم الذين تلقوا استشارة نفسية عادية. ويتضمن التخيل الموجه استرخاء عضليا متزايدا وتدريبات على التنفس بغرض تحقيق الهدوء والتركيز العقلي. وطلب من المشاركين في الدراسة تخيل انفسهم وهم في حالة صحية جيدة ويمارسون انشطة محددة مثل التمرينات الرياضية وتناول الطعام وليس التدخين. وبدا ان هذا الاسلوب نجح على الاقل بين بعض المشاركين في الدراسة. وبعد عامين وجد ان 26 في المئة من المدخنين من مجموعة التخيل الموجه أقلعوا عن التدخين مقارنة بنسبة 12 في المئة بالمجموعة الاخرى. وقالت كريستين وايند انه برغم ان معظم المدخنين في كل مجموعة فشلوا في الاقلاع عن التدخين فان معدل الامتناع عن التدخين عند المجموعة التي استخدمت التخيل الموجه كان جيدا جدا في سياقه. وقالت كريستين وايند التي تدير برنامج الدكتوراة في التمريض بكلية التمريض بجامعة اكرون في ولاية اوهايو ان تحقيق النجاح في الاقلاع عن التدخين صعب بصفة عامة. وكتبت كريستين وايند النتائج التي توصلت اليها في العدد الحالي من دورية منحة التمريض. وتمت دراسة التخيل الموجه كعلاج لعدد من الاعراض الصحية من بينها ألم الصداع والحروق والتهاب المفاصل (الروماتويد). كما تمت الاستعانة به ايضا في تشجيع الناس على تبنى عادات صحية مثل اداء التمرينات الرياضية. وقالت كريستسن وايند ان من المعتقد ان التخيل يؤثر بصورة رئيسية على عمليات داخل المخ بطريقة مماثلة لتلك التي تؤثر بها الاحداث اليومية الواقعية. وقالت ان تخيل وجود طاقة ايجابية وتخيل التمتع بصحة جيدة ربما شجعا مدخنين معينين على الاقلاع عن التدخين والقدرة على كبح الرغبة فيه بصورة اساسية بهدف تغيير سلوكياتهم الخطيرة الى عادات اكثر صحية. وفي التجربة قاد الباحثون المشاركين في الدراسة في ممارسة التخيل من خلال تدريبات في جلسات علاجية وفي منازلهم عن طريق شرائط سمعية. وبالاضافة الى ذلك تلقى جميع المدخنين الذين شملتهم الدراسة مساعدة تقليدية اضافية لجهودهم الرامية الى الاقلاع عن التدخين وذلك في شكل استشارات وجلسات تعليمية. وبعد عامين تبين ان معدل الامتناع عن التدخين عند المجموعة التي مارست التخيل الموجه زاد لاكثر من مثلي معدله في المجموعة الاخرى. لكن كريستين وايند اوضحت ان التخيل الموجه لا يحقق نتائج اجابية مع جميع المدخنين. وكتبت ان احدا لا يعرف ما الذي يجعل بعض المدخنين ينجحون في جهودهم الرامية للاقلاع عن التدخين بينما يفشل اخرون.