قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الرعاية الصحية والبذور والأدوات الزراعية لأكثر من نصف مليون متضرر من النزاع في دارفور خلال الشهور الستة الأولى من 2009، وقامت في يوليو/تموز بتيسير عمليتي تسليم منفصلتين لضابط شرطة و 60 محتجزًا آخرين إلى السلطات السودانية. تلقيح الماشية في شمال دارفور ------------------------------------- بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية والسمكية، انتهت اللجنة الدولية من المرحلة الأولى لحملة تلقيح الحيوانات في "دار السلام"، و"كيليماندو"، شمال دارفور. وأوضح الدكتور "سليمان حسن سليمان"، الطبيب البيطري في اللجنة الدولية، أنه "تم تلقيح أكثر من 000 70 رأس غنم، وماعز، وجماَل وحيوانات أخرى ضد أمراض خطيرة في المحلّيتين". وتعود الحيوانات إلى جماعات الرعاة في "دار السلام"، و"كيليماندو"، وإلى بعض ضيوفهم ممن نزحوا من مناطق في جنوب دارفور. وبغية تنفيذ الحملة، عمدت اللجنة الدولية إلى تدريب 16 عاملا على رعاية الحيوانات في حين عيّنت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية طبيبين بيطريين وأربعة تقنيين لدعم الحملة. وأوضح السيد "ديلفين والكر"، مندوب اللجنة الدولية المكلف بفريق التلقيح قائلا "إن "دار السلام"، و"كيليماندو" تقعان في منطقة ذات أولوية بالنسبة لبرنامج اللجنة الدولية لتلقيح الحيوانات إذ لا تقوم أي منظمة إنسانية أخرى بمساعدة جماعات الرعاة في المنطقة". وبمجرد انتهاء الحملة الراهنة، فإنه سيتعين على المشاركين الرجوع إلى منطقة "الجنينه"، غرب دارفور، لاستئناف حملة التلقيح التي انطلقت هناك في مايو/أيار ويونيو/حزيران. وتتعاون اللجنة الدولية ووزارة الثروات الحيوانية على تلقيح 000 850 حيوان قبل نهاية عام 2009 في مناطق الرحّل البعيدة في الولايات الثلاث لدارفور، منها 000 500 حيوان في ولاية شمال دارفور وحدها. تعزيز الرعاية الصحية الأساسية في مناطق دارفور النائية من المتوقع قريبًا أن يصبح لمدينة "فاسه" في ولاية غرب دارفور النائية عيادتها الجديدة حيث تقوم الجماعة المحلية، بدعم من اللجنة الدولية، ببناء مركز جديد للرعاية الصحية في موقع منزل على وشك الانهيار كان يُستخدم كعيادة منذ السبعينيات. بدأت اللجنة الدولية بناء هذا المركز قبل حوالي شهرين تقريبا. وأوضحت السيدة "جوديث باراسا"، مندوبة اللجنة الدولية للصحة في "زالنجي"، قائلة "لقد انهارت الهياكل القديمة منذ فترة؛ ولبعض الوقت اضطر الممرض المسؤول عن المركز إلى علاج المرضى وإعطائهم الدواء في بيته". وقد دخلت عمليات البناء مرحلتها النهائية ويتم حاليا تركيب الأبواب والنوافذ. ومن المنتظر أن ينتهي المشروع في شهر أغسطس/آب ما لم يَحُل موسم الأمطار، وحالة الطرق، دون الوصول إلى موقع البناء. وأوضح السيد "ميشيل جينتيلي"، مهندس اللجنة الدولية المسؤول عن بناء العيادة، قائلا "أضفنا غرفة لإيواء المرضى الذين يأتون إلى العيادة من قرى نائية ". ومنذ عام 2007 واللجنة الدولية تدعم العيادة حيث تقوم بإمدادها شهريا بالأدوية، ودفع قسط من رواتب ستة موظفين، ضمن خدمات صحية يستفيد منها ما يناهز 000 12 شخص من "فاسه" والمنطقة المجاورة. وبما أنه لا توجد قابلات مؤهلات في الإقليم، فإن معدل الوفيات بين النساء الحاملات والمولودين حديثًا، بحسب التقارير، معدل مرتفع. وسيتم، بدعم من اللجنة الدولية، تدريب ثلاث نساء من منطقة "فاسه" لهذا الغرض. ومن المنتظر أن يرجعن إلى مناطقهن بعد عام من التدريب للمساعدة في تقليص معدل الوفيات بين النساء الحاملات وحديثي الولادة. وتوفر العيادة العلاج لأمراض الملاريا، والأمراض التنفسية، والإسهال وأمراض أخرى. كما توفر خدمات الوقاية الصحية من قبيل الرعاية قبل الولادة، وتلقيح الأطفال والحوامل مجانًا. ويتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي للاستشارات الطبية بالمئات شهريا. وفي الوقت الراهن، يتم تقديم الخدمات الطبية في خيمة نَصَبتها اللجنة الدولية مؤقتًا حتى يتم الانتهاء من البناية الجديدة. مساعدة أكثر من نصف مليون شخص في دارفور -------------------------------------------------------- يهدف برنامج اللجنة الدولية للأمن الاقتصادي إلى مساعدة أشد الأشخاص ضعفًا في المناطق الريفية النائية في دارفور، وفي بقية السودان. وتشكل عملية توزيع البذور والمعدات أكبر مشاريع اللجنة الدلية في ولايات دارفور الثلاث. ويهدف المشروع إلى مساعدة الناس على الحفاظ على مصادر عيشهم التقليدية من خلال توفير بذور الحبوب للأغراض التجارية، والأدوات قبل بداية موسم الحرث، تشجيعًا لسكان المناطق الريفية على البقاء في مدنهم وقراهم عوض الرحيل إلى مخيمات النازحين. وتقوم اللجنة الدولية أيضا بتلقيح الماشية وتوفير المساعدات الطارئة للنازحين والعائدين، وتوفير المعدات الأساسية لأكثر من 000 130 نازح في مخيم "قريضة"، وتقديم الدعم الغذائي لأطفالهم. ووزعت اللجنة الدولية البذور والأدوات على ما يقرب من 000 350 شخص في دارفور حتى الآن هذا العام. ويوجد بين من استلموا المساعدات بعض العائدين والمتضررين من المواجهات المسلحة في مقاطعتي "مهاجرية" و"شِعيرية" في جنوب دارفور. استلم أكثر من 000 342 شخص بذورًا وأدوات خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران. استلم 000 167 شخص تقريبا مواد أساسية، ومياها نظيفة، وخدمات الصرف الصحي في معسكر "قريضة". استلم 000 7 شخص أدوات للصيد، وعربات خفيفة تجرها الحمير، وبراميل المياه. استلم 000 1 شخص مواقد لتوفير الطاقة/الحطب. تم تدريب ما مجموعه 55 امرأة على استخراج وقود الطبخ من روث البهائم. استلم أكثر من 000 18 طفل وامرأة معرضين للخطر دعمًا غذائيًا تكميليًا أو علاجيًا. تم تلقيح ما يناهز 000 120 رأسًا من البقر، والغنم، والماعز، والجِمال ضد خمسة أمراض حيوانية. استلم أكثر من 000 579 شخص حتى الآن مساعدة ما خلال هذا العام في السودان. تسليم المحتجزين ------------------- أطلق جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد في 20 يوليو/تموز سراح رجل شرطة سوداني كان في قبضتها وسلمته إلى اللجنة الدولية في جبل مرّة، غرب دارفور. وقد قامت اللجنة الدولية بدورها بتسليمه إلى السلطات السودانية. هذا وقد دامت فترة احتجاز ضابط الشرطة ثلاث سنوات، زارته خلالها اللجنة الدولية مرات عديدة قبل إطلاق سراحه وذلك بغية تقييم ظروف اعتقاله. كما قامت المنظمة بتسهيل عملية التواصل بين الأسير وأسرته عبر رسائل الصليب الأحمر. وصرحت السيدة "سوزانا لوبيس"، مندوبة اللجنة الدولية في السودان، قائلة إن "اللجنة الدولية قامت في الآونة الأخيرة بزيارة الأسير، ودعت جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد إلى إطلاق سراحه لدوافع إنسانية حتى يتلقى العلاج المناسب في إحدى المنشآت الطبية. وقد طلب جيش تحرير السودان/جناح عبد الواحد إلى الصليب الأحمر أن تعمل اللجنة الدولية كوسيط محايد في عملية تسليم الأسير إلى السلطات السودانية". وجاءت عملية التسليم بعد يوم واحد من تسليم حركة العدل والمساواة، برعاية اللجنة الدولية، 55 شخصًا من أفراد القوات المسلحة السودانية، وخمسة ضباط شرطة إلى السلطات السودانية في كُتُم، شمال دارفور. وتساعد اللجنة الدولية على وضع الترتيبات العملية لتسليم الأسرى عندما يطلب إليها أحد الأطراف ذلك احترامًا للمعنيين بالأمر وحرصًا على كرامتهم. --------------------------------------- www.icrc.org