سونا يبدو أن نمط الحياة المتوتر في كثير من دول العالم أسهم في زيادة رغبة الناس في التوجه نحو السياحة بغرض الإستجمام والبعد عن المنغصات ويقول المختصون في مجال السياحة أنها حاجة حياتية وهدفا واضحا لتحقيق المنطلقات التنموية لمعظم دول العالم ، ووفقا للدراسات الإستهلاكية في الدول المتقدمة تأتي السياحة في المرتبة الرابعة بعد الماكل والمشرب والملبس كما كما أنها من الحقوق التي كفلها ميثاق حقوق الإنسان ( المادة 13) ولرفع الوعي السياحي لدى المجتمعات المحلية تم تخصيص يوما عالميا للسياحة تحتفل به الأسرة الدولية في السابع والعشرين من سبتمبر من كل عام تم إعتماده منذ عام 1980م من قبل المنظمة العالمية للسياحة ( إحدى وكالات الأممالمتحدة ) التي ينضوي تحت لواءها 146 دولة متخذة من العاصمة الإسبانية مدريد مقرا رئيسيا لها الأستاذ عثمان إبراهيم محمد عضو الإتحاد العربي للمرشدين السياحيين أوضح أن نجاح العمل السياحي له إرتباط وثيق بتوفير وجودة الخدمات بإعتبارها عوامل تمثل رأس الرمح لتحقيق التنمية في القطاع السياحي وتمكنه من الإستمرارية والإزدهار ولتنتعش السياحة لابد من تطبيق مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقطاعات المجتمع المدني ذات الصلة بالسياحة كبيوت الشباب ، جمعيات تنمية السياحة ، وحماية البيئة ، أصدقاء السائح ، الإتحادات والجمعيات الطوعية وغيرها ووفقا لقوله أن مبدأ الشراكة هو الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف خاصة بعد تنفيذ سياسات الخصخصة علي مستوي واسع غطي معظم دول العالم والتي ساعدت على نشر مفهوم الشراكة وخرج بها من نطاق المحلية إلي الإقليمية ثم العالمية ومن العوامل التي تفعل النشاط السياحي أوضح عثمان لابد من إصدار التشريعات السياحية وتقنين مبدأ الشراكة نفسه في قانون السياحة القومي والقوانين الولائية الأخرى علي أن تصدر بصورة واضحة وجلية حتى ترتكز شراكة على قاعدة متينة وتتوثق الرابطة بين القطاعين العام والخاص تمكن السياحة من الإنطلاقة في المسار الصحيح وحتي يكون السودان منافسا وجاذبا في النشاط السياحي خاصة أن له موارد سياحية متعددة فإن تطبيق معايير ومواصفات الجودة من اهم متطلبات وإجراءآت تحقيق السلامة والأمان في مجال السياحة إضافة إلى تسهيل جميع المعينات المتمثلة في التأشيرات ، لإقامة التنقل والحماية مبينا أن جميع هذه المعينات لاتتم إلا بالتعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بالعمل السياحي وامن علي تكوين هيئة قومية لتنشيط السياحة في السودان لتختص بأعمال الترويح والتوعية ونشر ثقافة السياحة لدى المواطنين ولإجازة السياسات والخطط البرامج التي تدعم تنفيذ إستراتيجية النشاط السياحي أوصى عضو إتحاد المرشدين السياحيين العرب بتأسيس مجلس أعلى للسياحة في السودان يضم في عضويته ممثلين لكافة الفعاليات والمهتمين بالمجال السياحي مضيفا أهمية تفعيل الإتفاقيات الدولية والإقليمية التي صادق ووقع عليها السودان في مجال السياحة وذكر عثمان أن القطاع الخاص كان له قصب السبق في العمل السياحي بالسودان حيث إستغل ووظف الإمكانات السياحية التي يزخر بها السودان المتمثلة في مساحته الشاسعة والمحميات الطبيعية وقرية السبلوقة التي تعد أول قرية سياحية على المستويين العربي والأفريقي وعن أهمية صناعة السياحة في إقتصاديات الدول أشار المجلس السياحي العالمي في تقرير له أن السياحة تساهم بحوالي 11% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كما أن مجمل الدخل من صناعة السياحة يصل إلى 30% من إجمالي عائدات قطاع الخدمات على مستوى العالمي ويشير ذات التقرير أن قطاع السياحة يساهم بشكل مباشر وغير مباشر في توفير أكثر من مليون فرصة عمل شهريا على مستوى العالم أي 11% من قوة العمل في العالم فالسياحة وفقا لقول المختصين أضحت الصناعة التصديرية الأولى بنهاية القرن الماضي لذا أمنوا على الإهتمام بالمنتوج السياحي والعمل على تسويقه والتركيز على تنمية الوعي به إذ من المتوقع أن يتضاعف حجم العمل السياحي خلال العقد المقبل إلى نسبة 5,5% حتى عام 2010م .