الخرطوم (smc) وجه المشير عمر حسن أحمد رئيس الجمهورية جهاز الأمن والمخابرات الوطني برفع الرقابة عن الصحف وذلك اعتباراً من اليوم على ان تلتزم الصحف الرقابة الذاتية وتعمل وفق ميثاق الشرف الصحفي الذي تراضى وتوافق عليه رؤساء تحرير الصحف مع الاتحاد العام للصحافيين السودانيين والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات في إطار الآلية المكونة لمتابعة تنفيذ الميثاق ورفع الرقابة. ودعا السيد رئيس الجمهورية رؤساء تحرير الصحف الى مباشرة مسؤلياتهم المهنية وأداء دورهم الإداري والإشرافي الضابط لصدور الصحف لتجنب ما يفضى إلى تجاوز الخطوط الحمراء وتفادى الخلط بين ما هو وطني وما هادم للوطن وسيادته وأمنه وقيمه وأخلاقياته مؤكداً بأن كل صحيفة لا تلتزم بضوابط ميثاق الشرف الصحفي ستتعرض استثناءاً لعقوبات صارمة ، منبهاً ان الرقابة إجراء استثنائي وليس هو الأصل واستدعتها ظروف معينة، ونادي سيادته الصحف بكافة إصداراتها السياسية والاجتماعية والرياضية الى التزام المهنية وعدم تشويه صورة السودان بالداخل والخارج وعدم الترويج للجريمة مشيراً الى ان المجتمع السوداني مجتمع سليم ومعافي من كثير مما هو في المجتمعات الأخرى بالمنطقة المحيطة والعالم. وعبرّ السيد رئيس الجمهورية لدى استقباله ببيت الضيافة اليوم للجنة متابعة تنفيذ ميثاق الشرف الصحفي عن ترحيبه باتفاق الوسط الصحفي على الميثاق وقال أنه طالما التزم الصحفيون بممارسة الرقابة الذاتية من أنفسهم وفق ما توافقوا عليه فإننا نوجه برفع الرقابة عن الصحف فوراً على ان يمارس الصحفيون الحرية الصحفية بمسؤولية ووطنية. من جانبه أشاد الفريق مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني بالدور الوطني للصحافة السودانية مبيناً ان الصحافيون قادرون على مواكبة التحديات الوطنية بالرغم من التأثيرات السياسية في مسيرة الأحداث اليومية. وكشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني في تصريح خاص ل(smc) عن لقاءات أجراها مع رؤساء أحزاب الشيوعي والأمة القومي ناقشت قضايا الحريات ومن ضمنها رفع الرقابة القبلية عن الصحف مبيناً ان جهاز الأمن لم يكن مرتاحاً للتدخل في شأن الرقابة لو لم تفرضها الأحداث والتجاوزات وأضاف قائلاً:( الدليل على ذلك إننا نسعى الآن لرفع الرقابة رغم إقرارها بواسطة المحكمة الدستورية). ونبه الفريق عطا إلى أهمية التناول الموضوعي للقضايا القادمة مثل الانتخابات مبيناً ان مثل هذه القضية يمكن ان تلعب فيها الصحافة ودوراً هاماً ممثلاً في قيادة مسيرتها عبر التنافس الشريف بين الأحزاب وقال :(إذا لم نسع لإدارة الانتخابات بوعي يمكن للمنافسة الحزبية غير الراشدة ان تكون خطراً على الحريات). وأضاف (نحن لانريد أن نهيمن علي هذه الآلية ونوجه ان يترك الجهاز موقع مقررية الآلية ليتولاها اتحاد الصحفيين) وان هذه الآلية ليست جهة رقابية وإنما آلية تنسيقية لمعالجة الأخطاء بالتشاور مع رؤساء تحرير الصحف والاتحاد العام للصحافيين ومجلس الصحافة.