الجزيرة نت طور فريق بحث أميركي نموذجا حاسوبيا جديدا قد يساعد على التنبؤ بكثافة وتوقيت الانفجارات الشمسية، ويكشف عن آليات دورة ظهور واختفاء بقع الشمس. وتعرف بقع الشمس بظهورها على سطح الشمس واختفائها منه. فهذه المجالات المغناطيسية القوية التي تمنع انطلاق الضوء من باطن الشمس تندفع لتظهر على السطح، ثم تذوي تدريجيا لدى تحركها نحو الأقطاب. واستخدم الباحثون من المركز القومي للأبحاث الجوية في بولدر بولاية كولورادو الأميركية بيانات ومعطيات جديدة عن باطن الشمس، وقاموا بمحاكاتها حاسوبيا (simulations) لبناء نموذج علمي لحركة بلازما الشمس أو الغازات المشحونة بالكهرباء، وهي تحمل البقع الشمسية كحزام ناقل ميكانيكي، حتى تبلغ قوتها حدا يسمح لها بالانطلاق الحر ثم الانفجار على سطح الشمس. وعندما تضعف البقع، يقوم الحزام الناقل بحملها إلى الأقطاب ثم يعود بها في النهاية إلى قلب الشمس، حيث تصبح هي الأساس لدورة البقع الشمسية القادمة. وتتجمع بقايا دورات البقع الشمسية الثلاث الماضية لتكوين بذور الدورة الحالية. وقد وجد الباحثون أن ملء نصف الحزام بمجال مغناطيسي يتطلب دورتين سابقتين من البقع الشمسية، ودورتين أخريين لملء النصف الآخر. ولهذا السبب، تعتمد الدورة الشمسية القادمة على خصائص تعود إلى معطيات 40 عاما ماضية، فللشمس ذاكرة مغناطيسية. وبحسب تقرير الباحثين المنشور بالعدد الأخير من رسائل البحث الجيوفيزيائي، أثبت النموذج الجديد فعاليته بنسبة 98% في التنبؤ بقوة ومدة الدورات الثماني الماضية للعواصف الشمسية نسبيا والتي استغرقت 11 عاما. ويتوقع تقرير الباحثين أن تكون الدورة القادمة (دورة 24) أقوى بنسبة 30 إلى 50% مقارنة بالدورة الحالية. وتؤثر عواصف الشمس على كل شيء فوق الأرض، من الأقمار الاصطناعية إلى شبكات الطاقة الكهربائية. لذلك، يصبح التنبؤ بهذه العواصف هما وجهدا متصلا لوكالات الفضاء والأرصاد الجوية والمؤسسات العلمية بالبلاد المتقدمة. ونظرا لجدة علم التنبؤ بطقس الشمس فإنه يبقى موضع جدل وخلاف، وهو في ذلك يقارن بعلم الأرصاد الجوية للأرض. فهناك نموذج آخر للدورة 24 يتوقع أن تكون الدورة القادمة أضعف من الدورات الحالية. بيد أن دقة النموذج الحاسوبي الجديد في تنبؤه بالأحداث الشمسية الماضية وفهم الباحثين المعمق لفيزياء الشمس التي بني عليها النموذج، تمنحه مزايا وتفوقا على غيره. لكن أهل الاختصاص قد يختلفون مع بعض نتائجه، فالنموذج الجديد يتنبأ بتأخر الدورة التالية حتى أواخر 2007 أو مطلع 2008، بينما يعتقدون أن الدورات الكبيرة تبدأ مبكرا أي أن الدورة التالية ستبدأ أواخر هذا العام أو مطلع القادم. ويبقى العلماء ينتظرون بقلق ظهور هذه البقع الشمسية.