أنهت الولاياتالمتحدة الأميركية عملية «برق الأوديسا»، والتي ساندت بها قوات «البنيان المرصوص» لاستعادة مدينة سرت الساحلية من قبضة تنظيم داعش، واستمرت قرابة أربعة أشهر نفذت خلالها 495 ضربة جوية للمواقع التي كان يتحصن بها الإرهابيون، وكانت مدينة سرت في وقت سابق درة المدن الليبية، حيث كانت مقراً لجميع مؤتمرات القذافي الكبيرة باعتبارها أحب المدن إلى قلبه، حيث ولد وقتل فيها (يونيو 1942 – أكتوبر2011). وبينما أوضح الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» محمد الغصري، أن تحرير سرت كلف 720 قتيلاً و3000 جريحاً، وتم خلاله قتل نحو 2500 عنصر من مسلحي داعش، قالت واشنطن إنها نفذت 495 ضربة جوية للمواقع التي كان يتحصن بها الإرهابيون، وأشارت قيادة القوات الأميركية في إفريقيا (إفريكوم)، إنها «أنهت عملية برق أوديسا يوم 19 ديسمبر، بعد أن أعلنت الحكومة الليبية عن انتهاء عملياتها العسكرية في سرت يوم 17 ديسمبر، تزامناً مع الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات المغربية. أكثر من 140 يوماً وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية، دشنت عملية «برق الأوديسا» في الأول من أغسطس الماضي، بناء على طلب تقدم به المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وتم القصف الأميركي على مواقع داعش، واستمر قرابة 140 يوماً، ضمن عملية شاملة من ثلاثة مراحل بتخطيط وتوجيه القيادة المركزية الأميركية بأفريقيا (أفريكوم). حيث أطلق على المرحلة الأولى من هذه العملية «عملية عزم أوديسا» التي تتألف من طلعات جوية استخباراتية ومراقبة واستطلاع، مصممة لمواجهة التطرف العنيف في ليبيا، وعلى المرحلة الثانية اسم «عملية تقاطع الثعبان» التي استهدفت تحديد الأهداف. أما المرحلة الثالثة، والتي أطلق عليها «عملية برق أوديسا»، فتمثلت في قيام طائرات مقاتلة بقصف تلك الأهداف. نهج تدرجي وقد بدأت الضربات الأميركية على معقل داعش في سرت عبر نهج تدرجي انطلق مع استخدام الطائرات من دون طيار، ثم من خلال السفينة الهجومية البرمائية «واصب»، والتي تحمل 22 عنصراً من وحدة مشاة البحرية، وتبحر على مقربة من ليبيا، ورغم أن الجانب الأميركي كان يعتقد أن العملية لن تتجاوز أياماً معدودات، إلا أن الواقع الميداني جعل المعارك تستمر قرابة أربعة أشهر، ما جعل صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقول في 24 أكتوبر الماضي، إن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في ليبيا تحولت من «عملية مثالية لدعم المجموعات المحلية»، إلى «عملية عسكرية ممتدة دون أي نهاية قريبة». ملاحقة الفلول بعد الإعلان عن انتهاء عملية تحرير سرت، أكدت واشنطن أنها ستواصل مطاردة فلول داعش الفارة من المدينة في اتجاهات عدة، في ظل ترجيحات بتسلل بقايا من الجماعات الإرهابية نحو المناطق الوسطى والجنوبية، حيث المساحات الشاسعة من الصحراء والمرتفعات الجبلية، وبحسب مراقبين، فإن الولاياتالمتحدة لن تغفل عن تحركات داعش داخل الأراضي الليبية نظراً لطبيعة التحديات التي تواجه حلفاءها في المنطقة وبخاصة حكومة الوفاق الوطني الليبية. طلب بطلب مباشر من فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، واصلت القوات الأميركية قصف مواقع تنظيم داعش في ما تبقى تحت سيطرته من أحياء سرت، وخاصة حي الجيزة البحرية الذي استمرت المعارك فيه نحو شهر، ولم تتوقف عمليات القصف المساندة إلا بعد هروب آخر «داعشي» من سرت. (البوابة الإفريقية للاخبار)