Jan 12, 2017 نيويورك (الأممالمتحدة) «القدس العربي» عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مداولات الإثنين على مستوى وزاري حول «منع نشوب النزاعات وتحقيق السلام المستدام» استمع خلالها إلى كلمة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبل أن يتحدث أعضاء المجلس الخمسة عشر وعدد من أعضاء الأممالمتحدة. في أول مشاركة له في مجلس الأمن بعد توليه منصبه. وقال غوتيريش إن الأممالمتحدة أنشئت لمنع الصراعات وإلزام الجميع بنظام دولي قائم على القواعد والمبادئ. وقال الأمين العام في مداخلته المطولة إن هذا النظام يتعرض اليوم لخطر جسيم: «ملايين العالقين في الأزمات، يتطلعون إلى هذا المجلس ليحافظ على الاستقرار الدولي وليحميهم من الضرر، ولكن التكلفة البشرية والاقتصادية الهائلة للصراعات حول العالم تظهر كيف أن هذا الأمر معقد وصعب. ولكننا نقضي وقتا أطول ونستخدم موارد أكبر في الاستجابة للأزمات بدلا من منع وقوعها. ويدفع الناس ثمنا باهظا. وتدفعون أنتم، الدول الأعضاء، ثمنا باهظا أيضا. إننا بحاجة إلى نهج جديد». وأضاف غوتيريش أن إقناع صانعي القرارات على المستويين الوطني والدولي بضرورة جعل منع نشوب الصراعات أولوية أمرا صعبا. وذكر أن ذلك قد يعود إلى أن المنع الناجح للنزاع لا يجذب الاهتمام، فلا تنتشر الكاميرات عندما يتم تجنب وقوع أزمة ما وقال إن معظم صراعات اليوم هي داخلية في الأساس، تغذيها المنافسة على السلطة والموارد وعدم المساواة والتهميش والإقصاء وسوء الإدارة والمؤسسات الضعفية والانقسامات الطائفية. وشدد على أهمية الالتزام بإحداث طفرة في الدبلوماسية من أجل السلام، والشراكة مع المنظمات الإقليمية. وقال إنه سيطلق مبادرة لتعزيز قدرة الأممالمتحدة في هذا المجال، داخل المقر الرئيسي وفي الميدان، ولدعم جهود الوساطة الإقليمية والوطنية: «وفيما تترابط أسباب الأزمات بشكل عميق، تبقى استجابة الأممالمتحدة مجزأة»، كما قال أنطونيو غوتيريش. «إن الطبيعة المترابطة لأزمات اليوم تتطلب منا الربط بين جهودنا من أجل السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان ليس فقط بالكلمات، ولكن بالممارسة. إن أجندة التنمية المستدامة 2030 وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن حول تحقيق السلام المستدام، تظهر الدعم الحكومي الدولي القوي للنهج المتكامل. التحدي الآن يتمثل في إدخال تغييرات تتناسب مع ذلك، في ثقافتنا واستراتيجتنا وهياكلنا وعملياتنا». وأكد الأمين العام، الذي تولى منصبه في الأول من الشهر الحالي، أن الحرب ليست أمرا حتميا ولكنها خيار للإقصاء والتمييز والتهميش واللجوء إلى العنف. وقال إن منع وتجنب حدوث الصراعات ممكن، من خلال استعادة الثقة بين الحكومات ومواطنيها وبين الدول الأعضاء. السلام أيضا ليس أمرا حتميا، وفقا لغوتيريش، ولكنه نتيجة لقرارات صعبة وعمل شاق وتسويات. وشدد على ضرورة عدم النظر إلى السلام باعتباره أمرا مسلما به، بل يتعين تقديره ورعايته في كل الدول وفي جميع الأوقات. وشدد على ضرورة جعل منع نشوب النزاعات الأولوية الرئيسية. واختتم غوتيريش كلمته بتجديد ندائه، الذي وجهه للعالم مع بداية السنة الجديدة لجعل 2017 عاما للسلام. وأكدت الممثلة الدائمة للأردن لدى الأممالمتحدة، سيما بحوث، أن المسؤولية الأساسية لمنع نشوب النزاعات تقع على عاتق الدول، مشيرة إلى أن التجارب السابقة أثبتت أنه ولغاية النجاح في هذه الجهود فلا بد أن تكون بقيادة جهات وطنية. وأضافت في كلمتها أمام جلسة مجلس الأمن حول نشوب النزاعات واستدامة السلام، أن دور الأممالمتحدة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، في ظل التدهور المستمر لمناخ الأمن والسلام في العالم اليوم: «لا بديل من أن يصبح منع نشوب النزاعات والاستجابة المبكرة لها هدفا تسهم في تحقيقه جميع الأجهزة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة أو بالأحرى «الهدف الأسمى» كما وصفه الأمين العام. يجب على الأممالمتحدة الانخراط في نهج فاعل ومؤثر يعالج في المقام الأول الأسباب الجذرية والأساسية لاندلاع النزاعات بالتعاون مع كافة الشركاء من المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات المالية الدولية». الممثل الدائم لمصر، عمرو أبو العطا، قال إن التحديات الناشئة وغير النمطية التي يواجهها العالم، من تمدد الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة والهجرة والتحديات البيئية وغيرها تتطلب تطوير مقاربة مبتكرة للتعامل معها. وقال في كلمته في مجلس الأمن إن طبيعة تلك التحديات فرضت تداخلا بين جهود منع النزاعات وتسويتها وحفظ السلام وبناء السلام والتنمية المستدامة. وذكر أن المراجعات الشاملة التي جرت عام 2015 قد أسهمت في استيعاب تلك التحديات في دور الأممالمتحدة والمفاهيم الحاكمة لبناء السلام واستدامته، المصدر: القدس العربى