أبدى مجلس الوزراء في اجتماعه أمس برئاسة عمر البشير، الذي استأنف فيه وزراء الحركة الشعبية نشاطهم، تحفظه على كل من شأنه المساس بالسيادة الوطنية، وأكد المجلس عقب سماعه لتقرير مفصل من علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية حول اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الخاص بتقرير لجنة إمبيكي تعامله مع التقرير بما تضمنه من توصيات مع التأكيد على وجوب احترام السيادة الوطنية، في وقت أجرى فيه د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مباحثات مع ملس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي أمس بأديس أبابا تطرقت لتقرير أمبيكي وسير انفاذ اتفاقية نيفاشا. وطبقاً للدكتور عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء انه وبعد التداول اتفق الوزراء على أهمية الدخول في مباحثات مباشرة مع لجنة حكماء أفريقيا، وقال إن حكومة السودان تأخذ في الاعتبار احترام السيادة الوطنية والثقة في القضاء. وامتدح المجلس الجوانب الإيجابية التي حواها التقرير، المتمثلة في التشخيص الدقيق للمشكلة التي أجملها في ضيق المراعي، انتشار السلاح، واضطراب الأمن في دول الجوار، وشخّص المعالجات في التنمية، المصالحات وتحقيق السلام والعدالة على أن تضمن المحاكم قضاة أفارقة لبث الطمأنينة في عدالة المحاكمات، بجانب التأكيد على منبر الدوحة، وقال صالح إن الحكومة لم تقرر حتى الآن بشأن قبول أو رفض المحاكم المختلطة.وأرجأت الأمر للمباحثات المباشرة، وجدد المجلس بحسب صالح ثقته في لجنة إمبيكي وتفهمه لموقف الحكومة المتعلق بضرورات احترام السيادة الوطنية. الى ذلك قال د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية ل «قدس برس» إن الحكومة لم ترفض فكرة المحكمة المختلطة التي طرحها تقرير لجنة الحكماء بيد انه أكد أن هناك تحفظات وشروطاً بأن تكون هذه المحكمة متوافقة مع سيادة السودان والقانون والقضاء السوداني. وقال إن تقرير إمبيكي خاصةً الجزء الأول منه جيد ومتوافق مع ما قدمه السودان في مبادرة أهل السودان، ويتضمن الكثير مما يتوافق مع ما يقوله السودان، ونوّه لنزاهة اللجنة الأفريقية وثقة السودان في أنها لن تسعى لإحراجه. وفي السياق استقبل زيناوي مساء أمس بأديس أبابا د. غازي وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والدور الكبير الذي يضطلع به السودان وأثيوبيا في تقديم النموذج الأمثل في التكامل الإقليمي.وأمن الجانبان على ضرورة تقوية الوحدة الأفريقية بتعزيز دور الإتحاد الأفريقي للقيام بدوره في حل قضايا القارة، وتطرق اللقاء بحسب «سونا» إلى التقرير الخاص بدارفور الذي قدمه ثامبو امبيكي في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي، وقدم د. غازي خلال اللقاء شرحاً للأوضاع في السودان خاصة فيما يتصل بسير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والأوضاع في دارفور. من جانبه أكد زيناوي ضرورة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى اثرها الإيجابي على أمن واستقرار الإقليم.