بعد ايام من اتفاق الرياض الذي جمع الرئيسان عمر البشير والتشادي ادريس ديبي برعاية خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاعادة العلاقات السودانية التشادية الى سابق دفئها، وتجنيب المنطقة مخاطر التصعيد بين الجيران، إفساح المجال وتكريس الجهود لحل ازمة دارفور التى تعتبر التسوية السياسية لها المخرج الوحيد لتوتر العلاقات بين السودان وتشاد، بعد ايام من ذلك الاختراق الكبير وبمبادرة مصرية شهدت القاهرة قمة الرئيسان عمر البشير والمصري حسنى مبارك، واكتسبت القمة اهميتها من تطابق المواقف المصرية والسودانية هو كيفية الخروج من ازمة دارفور الراهنة التى اضحت بوابة لمقترحات وتدخلات دولية فى ظاهرها الحل ومن قبلها تنفيذ اجندات استعمارية غربية، لا تمت بصلة لشعارات حماية المدنين وتحسين الوضع الانساني التى تنطلق منها الدعوات الغربية لتدخل فى السودان ولعقوبات رادعة على حكومة الخرطوم. وجددت مصر خلال القمة الرئاسية اعتراضها على فرض المزيد من العقوبات الدولية على السودان، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد عقب محادثات الرئيسين مبارك و البشير في القاهرة ان مبارك شدد في المحادثات على "أن الحوار وليس العقوبات هو السبيل الوحيد للخروج من أزمة دارفور.". وبالتزامن مع قمة البشير مبارك شهدت القاهرة تحركات دبلوماسية اقليمية ودولية مكثفة بشأن دارفور ، حيث اجري مبعوثا الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي مشاورات فى القاهرة مع المسؤولين المصرين ومع الجامعة العربية، وقال مبعوث الاتحاد الإفريقي لدارفور سالم احمد سالم إن “ضغوطا يجب أن تمارس على الطرفين، الحكومة وحركات التمرد، ويجب أن يكون هناك توازن في المسؤوليات وفي الإدانة لأي طرف لا يستجيب لجهود السلام، ولا يلتزم بالقرارات الدولية. وكان سالم يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان يان الياسون ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة. واعتبر أنه “من الخطأ القول إن هناك ملائكة وشياطين"، في إشارة إلى الإدانة الدولية للحكومة السودانية وتحميلها وحدها مسؤولية استمرار الأزمة في دارفور.وقال إلياسون من جهته إنه “لا بد أن يكون هناك ثمن لعدم تعاون" أي طرف، وجدد وزير الخارجية المصري رفض بلاده فرض عقوبات على السودان، وقال إن “المشكلة الرئيسية هي أن المتمردين كانوا يشعرون أنهم محصنون ضد أي عقوبات. ووصلا الى مشاروات القادة العرب حول ازمة دارفور وصل الرئيس المصرى حسنى مبارك الى العاصمة الليبية طرابلس فى زيارة يلتقي خلالها العقيد معمر القذافى وتتناول مباحثات مبارك - القذافي القضايا الثنائية العربية والأفريقية والاقليمية خاصة قضية دارفور وذلك عقب يوم واحد من قمة القاهرة بين البشير ومبارك وجدير بالاشارة ان لطرابلس جهود مقدرة فى البحث عن حل سلمي لازمة دارفور ورأب الصدع بين السودان وتشاد.