حيا الأستاذ عادل عوض والي الولاية الشمالية أهالي الولاية عموماً وأهالي وادي حلفا بصفة أخص، مع تحية خاصة لأهالي أسوان، وأوصل التحية لأهل وادي النيل في السودان ومصر علي حد سواء بمناسبة وضع حجر الأساس لميناء أشكيت الجاف الذي وضع حجر أساسه ظهر أمس الأول الخميس وزير الدولة بوزارة النقل الدكتور الفاتح محمد سعيد، والفريق أول عبدالرحمن سرالختم سفير السودان بالقاهرة بمشاركة سفير مصر بالخرطوم السفير عفيفي عبد الوهاب وقنصل مصر العام السيد معتز مصطفي كامل، ووزير الدولة بوزارة المالية السيد طارق شلبي ومعتمد حلفا الأستاذ أبوبكر محمد عثمان الشيخ ومجموعة من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالولاية الشمالية ومحافظة أسوان. وقال السيد عوض أن الطريق مهم لنهضة المنطقة كلها بما يشكله من إضافات حقيقية في كافة المجالات. وقال عوض إن هذا الطريق كان من المفروض أن ينجز منذ وقت بعيد، ولقد نتج عن تأخر إنجازه تعطل مصالح عديدة للمنطقة في شمال وجنوبالوادي، بل تعطلت معه مصالح كثيرة للبلدين الشقيقين. ولو أن أقدار الله قد شاءت أن يتأخر إنجاز هذا العمل في وقته المطلوب سابقاً فإننا سوف نسعي بكل ما أوتينا من قوة من أجل إنفاذ هذه المرحلة بأعجل ما تيسر بإذن الله الذي يجعل كل عسير يسيراً. وأبان والي الشمالية أن هذه المرحلة المتبقية من هذا الطريق الذي يربط بين وادي حلفاوأسوان، وتحديداً بين مدينة وادي حلفا وأشكيت والبالغ طوله 29,6 كيلومتراً سوف يبدأ العمل فيها في يناير القادم بإذن الله تعالي ويتزامن العمل فيه مع العمل في ميناء أشكيت الجاف الذي صمم لتقديم كافة الخدمات الحدودية بنظام المنفذ الواحد، تسهيلاً لإنسياب حركة المواطنين والبضائع بين مصر والسودان عبر الطريق البري بين وادي حلفاوأسوان. السفير عبد الرحمن سرالختم سفير السودان في مصر قال إن الطريق مهم بالنسبة للعلاقات السودانية المصرية في كافة جوانبها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. وهو يدعم خطوات التكامل الجارية بين الشقيقين، ويمهد للوحدة المنشودة، وهي سقف علاقتنا الذي نرومه مع مصر الشقيقة ولن نرضي بسقف دونه، وهذا ما عاهدنا عليه الرئيسين المشير عمر البشير وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك، وهما يرعيان مشروع الوحدة ويدعمانه ولايبخلان عليه بغالٍ ولا نفيس. وأضاف سرالختم أن أشكيت التي تبدأ نقطة سوف تتواصل المساعي لتطويرها إلي منفذ، وكذا الحال بالنسبة لنقطة قسطل المقابلة لها في الحدود المصرية. وأشاد السفير عفيفي عبدالوهاب سفير مصر في السودان بالجهود السودانية الصادقة المخلصة في دعم كل مجالات التواصل بين شقيقي الوادي. وقال السفير عبدالوهاب مازحاً، لاأدري لماذا تسمون هذا الميناء بالجاف وهو رطب بما يفيض به من مشاعر الإخاء والمحبة. وأضاف عبد الوهاب أن هذا الطريق يشكل إضافة قوية لشمال الواديوجنوبه ويدعم علاقات أهله ويعود عليهم بالخير الكثير. وهو تعبير عن الإرادة السياسية في البلدين السائرة بجد وإخلاص في طريق تحقيق الوحدة الشاملة لوادي النيل. وأكد إستعداد السفارة المصرية بالسودان لتقديم كافة التسهيلات والخدمات المطلوبة لإكما إنجاز هذا العمل العظيم وأي أعمال أخري تدعم علاقة البلدين الشقيقين اللذين هما في الأصل بلد واحد وشعب واحد كذلك. الدكتور الفاتح محمد سعيد وزير الدولة بوزارة النقل قال إن هذه المشاركة الكبيرة من قيادات سياسية ودبلوماسية وتنفيذية وبرلمانية وشعبية علي هذا المستوي العالي من السودان ومصر يسعدنا كثيراً في وزارة النقل، ويعزز مفهومنا لهذا الطريق بأنه ليس طريقاً عادياً مثل كل الطرق التي تنقل الناس والبضائع والدواب. ولكنه طريق ينقل المشاعر قبل كل شيء، وهذا يزيدنا عزماً علي عزم للوفاء بهذا العمل بأسرع مما تتصورون حتي لايقل إيقاعنا عن إيقاعكم الذي ينبض بمشاعر الأخوة والمحبة. ويكفينا أن يكون لنا بعض شرف المساهمة في تيسيير وسائل الربط العضوي بين أشقاء الوادي. ويربط كذلك مصالح بعضهم ببعض بما يقدمه هذا الطريق من عمل عظيم في تسهيل إنسياب حركة المواطنين وتجارتهم بين مصر والسودان. صاحب العرس السيد أبوبكر محمد عثمان الشيخ معتمد حلفا الذي كان أكثر الناس سعادة بسعادة أهله وهم يرون حلم السنين قد صار قاب قوسين أو أدني من أن يكون حقيقة، قال إن هذا اليوم يوم تاريخي في حياة حلفا وأهلها وهو يعيد الناس إلي عهد زاه مضي كانوا يتواصلون فيه مع أشقائهم في الشمال عبر الدواب والحمير. ومعلوم أن المواطنين في جنوب وشمال الوادي موصولون بعضهم ببعض، وهم أسر وعشائر، وثقافات ممتدة، وتاريخ متداخل، وهم بعض من بعض. وهذا الطريق يعيد لهم بعض ما فقدوا ولذلك فهم سعداء بذلك، ونحن سعداء لسعادتهم. السفير الفريق أول ركن عبد الرحمن سرالختم إستطاع بحكمته المعهودة أن يحول لحظات التوتر المحدودة بين بعض أفراد حرس الحدود السودانيين والمصريين في أشكيت وقسطل إلي محبة ووئام. فحول دفع بعضهم بعضاً لحدوده إلي سيل وئام دافق عندما وقف إلي كل علي حده وحدثهم عن ذكرياته العسكرية ومشاركاته القتال في الجبهة مع الأشقاء المصريين، ثم استضافتهم له دارساً في الأكاديميات العسكرية المصرية. وحكي لكل بعض القفشات والذكريات الطريفة، وأهدي هؤلاء وأولئك بذات هدايا المحبة. فارتفعت الجلالة هنا وهناك. وارتفع معها إيقاع المحبة والوئام.