(وكالات) أعلن مسؤول أممي رفيع أمس الإثنين أن الاشتباكات المتجددة في جمهورية أفريقيا الوسطى تحمل إشارات تحذير مبكرة لإمكانية حصول إبادة جماعية، مطالباً بتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد الأفريقي الفقير. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إن "ما يقارب من 180.000 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم هذا العام، ما يجعل العدد الإجمالي للنازحين في أفريقيا الوسطى يصل إلى أكثر من مليون"، وأضاف خلال اجتماع للأمم المتحدة بعد زيارته أفريقيا الوسطى مؤخراً أن "إشارات التحذير المبكرة لحصول إبادة موجودة هناك". وأكد أوبراين أنه "علينا أن نتحرك الآن، لا أن نخفف جهود الأممالمتحدة، وأن نصلي كي لا نندم على ذلك في حياتنا"، وقال إنه "حان الوقت للسماح بزيادة أفراد قوة الأممالمتحدة في أفريقيا الوسطى "مينوسكا" لتتمكن من تنفيذ مهمتها". وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة جان بيير لاكروا الأسبوع الماضي إنه يدرس إرسال طلب إلى مجلس الأمن لتوفير مزيد من الجنود لمهمة "مينوسكا". وشهدت أفريقيا الوسطى التي تعد من أفقر البلدان حرباً عام 2013 بين ميليشيات مسلمة وأخرى مسيحية بعد أن أطاح تحالف ذو غالبية مسلمة يسمى "سليكا" بالرئيس فرنسوا بوزيزي، ولكن تدخلاً عسكرياً تقوده فرنسا المستعمر السابق عاد وأطاح بتحالف "سليكا". وأدت هذه الأحداث إلى اندلاع أعمال عنف طائفية دامية غير مسبوقة، مع سعي الميليشيات المسيحية بشكل رئيسي للانتقام، وشكّل المسيحيون الذين يشكلون 80% من السكان وحدات سميت "آنتي-بالاكا" نسبة إلى السواطير التي يستخدمها المتمردون المسلمون. ولدى الأممالمتحدة 12 ألف و350 جندي على الأرض لحماية المدنيين ولدعم حكومة الرئيس فوستين-أركانغ تواديرا الذي انتخب العام الماضي، وفي حين تسيطر حكومة تواديرا على العاصمة بانغي، فإن سلطتها ضعيفة خارج العاصمة حيث خاض تحالف "سليكا" السابق المعارك مع "الآنتي-بالكا". وقتل 9 من قوات "مينوسكا" هذا العام ما أثار المخاوف من انحدار البلاد مجدداً إلى أعمال سفك الدماء التي حدثت عام 2013. وقال أوبراين إنه أصيب بالهلع خلال زيارته إلى كنيسة كاثوليكية في بلدة بانغاسو الجنوبية حيث لجأ 2000 مسلم قبل 3 أشهر يحيط بهم مقاتلو "الآنتي-بالاكا" الذين يهددون بقتلهم، وأضاف "المخاطر كبيرة للغاية ويجب علينا أن نفكر بشكل صحيح حول ما إذا كان علينا نقلهم إلى مكان آخر أم لا". وأشار إلى أن نصف سكان البلاد أو 2.4 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية للعيش، وكما أنه يوجد نصف مليون لاجىء في البلاد، وقال أوبراين "خطر الارتداد إلى أزمة إنسانية أخرى واسعة النطاق بات وشيكاً". وتسلمت الأممالمتحدة 24% فقط من 497 مليون دولار كانت قد طلبتها من أجل تقديم المساعدة الإنسانية لأفريقيا الوسطى. المصدر:(بوابة أفريقيا الإخبارية)