بمجرد ان انتهت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى أمريكا، فقد تكشفت التقارير التي تفيد بتفاوض إسرائيل بخصوص المساعدات العسكرية السنوية التي تحصل عليها من الولاياتالمتحدة على مدى السنوات العشر القادمة، حيث تطلب زيادتها بأكثر من نصف بليون دولار لتحديث البرامج العسكرية الإسرائيلية. وقالت "وكالة التلغراف اليهودية" (JTA) إن إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي اجتمع الثلاثاء 19 يونيو مع الرئيس بوش في البيت الأبيض، قال إن عددا من الاجتماعات قد تم تحديدها لتشكيل الاتفاق الجديد، وأنه يأمل "أن تكون أكبر من ذي قبل". وأشارت الوكالة إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل هذا العام بلغت 2.4 بليون دولار مع عدم وجود مساعدات اقتصادية لأول مرة منذ بداية السبعينيات. وكان هذا هو العام الأخير في اتفاق دام عشر سنوات، بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، والذي أدى إلى زيادة المساعدات العسكرية بمقدار 60 مليون دولار سنويا مع خفض المساعدات الاقتصادية بمقدار 120 مليون دولار سنويًا. ووفقا للوكالة اليهودية فقد تفاوضت إسرائيل لإنهاء المساعدات الاقتصادية في أواخر التسعينيات، مع ازدهار اقتصادها، وأصبح الاعتماد على الولاياتالمتحدة في الوصول إلى الرخاء محرجًا. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل هي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. هذا وقد ذكر موقع أخبار الدفاع، التابع لجريدة الجيش الأمريكي، أن الدولة العبرية تسعى إلى زيادة قدرها نصف بليون دولار في من أجل تحديث الأسلحة وبرامج التسليح، حيث قامت مجموعة من المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين في شهر مايو بمناقشة مجموع المساعدات العسكرية الجديدة والتي قد ترفع من الدعم السنوي الأمريكي من 2.4 بليون دولار سنويا إلى 3 بليون دولار على مدار العقد القادم. وطبقا للجريدة الأمريكية فإن تل أبيب تسعى إلى زيادة في التمويل العسكري الأمريكي الخارجي بما يتراوح بين 500 و600 مليون دولار لتطوير وإنشاء أنظمة للدفاع ضد ما تزعم اسرائيل انه تهديد إرهابي متنامي وشبح هجمة نووية إيرانية، وفقا لما ذكره الموقع. وقد قام كل من عامير بيريتس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وإفرايم سنية، نائب وزير الدفاع، بمناقشة طلب تل أبيب بزيادة المساعدات في الاجتماعات التي ضمتهما في واشنطن الشهر الماضي مع روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي، وكبار المسئولين الأمريكيين، وهي أول زيارة قام بها بيريتس إلى البنتاجون منذ أن تولى الوزارة. ونقلت الجريدة عن أحد مسئولي وزارة الدفاع الإسرائيلية بدون تحديد اسمه قوله: "نشعر بالتفاؤل حيال موافقة أصدقائنا الأمريكيين في الإدارة وفي الكونجرس على الزيادة المهمة في مستويات المساعدات العسكرية الحالية، حيث تشاركنا واشنطن في مخاوفنا بخصوص التهديدات المستقبلية وتتفهم أن الأمر يتطلب المزيد من المال للحفاظ على التفوق النوعي لجيش إسرائيل". وبحلول عام 2008، آخر عام في الاتفاقية السابقة، لن تحصل إسرائيل على مساعدات اقتصادية، لكن الدعم العسكري سوف يصل إلى مستويات لم يصل إليها من قبل. وبالإضافة إلى المساعدات العسكرية، والتي يذهب معظمها إلى البرامج المتقدمة في الجيش الإسرائيلي، تحصل إسرائيل بشكل دائم على تمويل منفصل لبرامج تطوير وتحديث مشتركة، فعلى سبيل المثال، قامت واشنطن، منذ عام 1988 بتمويل يقارب 1.3 بليون دولار لتمويل النظام الصاروخي "السهم" والبرامج الصاروخية الدفاعية المتعلقة به. وقد وصلت لإسرائيل تمويلات إضافية من "المجموعة العاملة في الدعم الفني" التابعة للحكومة الأمريكية، وهي وعاء مالي منفصل بين الوكالات يشجع تطوير الأنظمة المعادية لما يسمى بالإرهاب. كما قامت الولاياتالمتحدة بتوفير بليون دولار في صورة مساعدة عسكرية خاصة و 9 بلايين أخرى على هيئة ضمانات قروض عام 2003. هذا وتأمل إسرائيل في الحصول على الموافقة الأمريكية على طلبهم بالزيادة في أواخر الصيف أو أوائل الخريف، حيث تتعلق برامج التحديث للأسلحة على الموافقة على زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية.