وجدت التحذيرات التي اطلقها اللواء خليفة حفتر للمرتزقة الأفارقة خاصة حركات دارفور بالخروج من ليبيا، العديد من التساؤلات، بينما شكك عدد من المراقبون من صحة هذه التحركات، فالعديد من التقارير الأممية تؤكد إستعانة اللواء حفتر بحركات التمرد الدارفورية في عملياته القتالية بليبيا، حيث قدم لهم أشكالاً من الدعم من بينها تهريب الوقود والبشر والممنوعات، بالإضافة لدفع رواتب ثابتة لهؤلاء المرتزقة. وكان تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، صدر مؤخراً، قد رسم صورة قاتمة للإستقرار بليبيا في ظل تدخل ومشاركة الحركات والمجموعات المسلحة السودانية في القتال الدائر بين الأطراف الليبية. ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" لوكالة «أسوشيتد برس» التي اطلعت على تقرير سري موجه إلى مجلس الأمن"إن استقرار ليبيا يرتبط على نحو متزايد بالاستقرار الإقليمي وذلك بسبب تدخل مجموعات مسلحة من السودان وتشاد». وأشار التقرير إلى وجود فصيل، بقيادة مني أركو مناوي، على الحدود الجنوبية مع ليبيا، وتوسع وجود مجموعات مسلحة أجنبية أخرى وتورطها في الاشتباكات الأخيرة قرب العاصمة طرابلس». ويؤكد مراقبون أن تصريحات حفتر بإعطاء مهلة للمرتزقة الافارقة ومن بينهم الحركات الدارفورية بمغادرة التراب الليبي والعودة إلى بلدانهم الأصلية، ليست بالاولى فقد سبقتها عدة تصريحات ابرزها التلويح بشن عملية عسكرية اطلق عليها "غضب الصحراء" ضد اعوانه من الحركات. ووصف الكثيرون هذه التصريحات بأنها تغطية وتمويه وتكتيكات عسكرية، بإعتبار ان حفتر لايمكنه الإستغناء عن هؤلاء المرتزقة في الوقت الراهن لأنهم يمثلون الأغلبية العظمى لقواته، الذين إستعان بهم في حربه للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، بالإضافة للاستعانته بهم في تأمين مواقع حيوية مثل حقول النفط في تازربو والسرير أقصى الجنوب الليبي. ويسعى حفتر بهذه التصريحات دوماً لوجود دوامة متحركة في البلاد في شكل حروب لخدمة أهدافه وأهداف دول خارجية، كما أنه يسعى لتوسيع دائرة مؤيديه المحليين". وفي هذا الاطار شكك آمر اللواء السادس التابع لحكومة الوفاق الليبية عبدالحميد العطايبي في صدق مهلة عملية الكرامة أو قدرتها على تنفيذ وعودها بتأمين الجنوب الليبي من العصابات المسلحة والمرتزقة الأفارقة. وأشار إلى أن قائد عملية الكرامة خليفة حفتر يقوم بالاستعانة بالمرتزقة الذين يشاركونه في القتال مقابل الأموال. وإرتبط سجل الحركات المتمردة منذ نشأتها بإرتكاب العديد من الجرائم ، ومؤخراً نشطت هذه الحركات بليبيا في عمليات الاختطاف والنهب والسرقة وقطع الطرق. فقد تمكنت السلطات الليبية هذا الاسبوع من تحرير(8) من سائقي الشاحنات إختطفتهم عصابات حركة العدل والمساواة السودانية جنوبي منطقة الكفرة الليبية. وقال الناطق باسم كتيبة سبل السلام الليبية أحمد سلطان، إنه تم تعقب الخاطفين إلى منطقة تقع أقصى الجنوب وقريبة من الحدود، حيث تم تحرير 8 سائقين ولا يزال 4 مختطفين لدى هذه العصابات التي تمتهن الحرابة والخطف والقتل والابتزاز. وأضاف سلطان أن المجموعات المسلحة التي تمتهن الحرابة وتعبث بالمنطقة الصحراوية جنوب ليبيا، تتكون من حركة العدل والمساواة السودانية والمعارضة التشادية، مؤكدا أن الكتيبة صادرت 3 سيارات مسلحة من العصابات المسلحة، وحتى هذه اللحظة تتم ملاحقتهم في الصحراء وتقفي أثرهم لتحرير باقي السائقين. وكثيراً ما تحذر القيادات الأهلية الليبية من إستمرار عمليات الإغتيال والخطف والنشاطات الإجرامية لمن أسماهم ب" أتباع حفتر" وعصابات الحركات الدارفورية السودانية والتشادية والإفريقية في مناطق الجنوب الليبي. وفي هذا الصدد إتهم أحمد براك أحد القيادات الأهلية، حفتر بأنه المسؤول الأول والرئيسي عن دخول المرتزقة إلى المنطقة الجنوبية وأشار إلى أن حفتر" يريد تدمير ليبيا وتمزيق النسيج الإجتماعي في الجنوب وإشعال القتال بين القبائل عن طريق زرع الفتن بينها. وقال أن المرتزقة قاموا خلال الهجوم على منطقة براك العام الماضي بسرقة معدات مشروع الدبوات الزراعي بمنطقة براك الشاطئ ، بجانب سرقة الكوابل ومجموعة كبيرة من الحيوانات والحبوب وبعض الآليات من المشروع ، متسائلاً عن سبب إستمرار عمليات الإغتيال والخطف والنشاطات الإجرامية للعصابات التشادية والسودانية والإفريقية بجنوب ليبيا.