( سونا) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي سائر الانبياء والمرسلين وعلي من اتبعهم باحسان الي يوم الدين. اصحاب السمو والمعالي السادة ضيوف البلاد الاخ الامين العام لجامعة الدول العربية الاخوة والاخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارحب بكم في هذا اليوم المشهود بين اهلكم وعشيرتكم في بلادكم السودان وتغمرنا جميعا السعادة البالغة ونحن نري هذه الافئدة من الناس تاوي الينا فال خير ورجاء.. وترحب عاصمة بلادنا حيث ملتقي الحضارات وتمازج الثقافات وتعايش الاديان وملتقي النيلين الابيض والازرق بمقدمكم الميمون وبحضوركم الكريم الذي تنظر اليه جماهير شعبنا عامة واهل دارفور خاصة بكل تقدير واعتزاز انستم اهلا ونزلتم سهلا مقيمين. ازجي الشكر والعرفان للامة العربية المملكة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي ترعي هذا المؤتمر ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بي عبدالعزيز آل سعود ثم اسجل اشادتي للامين العام لجامعة الدول العربية الاخ عمرو موسي لمساهمته القيمة ولجهوده المتواصلة التي لم تنقطع ابدا من اعداد ومتابعة تنفيذا لقرار قمة الرياض من اجل نصرة انسان دارفور العزيز الابي صاحب التاريخ الابلج الذي عرفه الجميع والشكر الجزيل موصول الي جميع الدول العربية الشقيقة ومؤسسات التمويل العربية والمنظمات الحكومية والاهلية والله اساله ان يجزيكم عنا خير الجزاء وان يكلل بقبول والنجاح وسعيكم تشكل خطوة مهمة وذات دلالة عظيمة في تقوية وتعزيز العمل العربي. الحضور الكريم إن استكمال بناء السلام في دارفور وضمان سلامته والمحافظة عليه يستوجب توفير احتياجات المتاثرين في الحرب وانجاز عمليات اعادة التوطين والتاهيل والاعمار والتنمية وياتي ذلك بفضل اولوياتنا من منظور مسؤليتنا الوطنية والتزاماتنا وعهودنا ومنذ توقيع الاتفاقية ابوجا للسلام بدارفور في مايو 2006 تلك الاتفاقية التي حظيت برعاية الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والمجتمع الدولي التي نواصل بكل عزم مسيرتها في نيفاشا وقد انشات سلطة دارفور الانتقالية واستقبلت التعيينات المرتبطة بها في المواقع التشريعية والتنفيذية في مستويات الحكم كافة وفق الاتفاقية مع قيام الهياكل والاليات المنصوص عليها في الاتفاقية والبدء اعباد وتنفيذ المشروعات. الحضور الكريم لقد توافقت جهود السودان مع الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لدعم بعثة الاتحاد الافريقي بدارفور استنادا علي خطة الامين العام للامم المتحدة والتي تضمنت حزمتي الدعم الخفيف والثقيل واخيرا العملية المشتركة التي اعتمدها مجلس الامن بقراره 1769 والتزمت بها بلادنا التزاما كاملا ولابد من الاشادة بالوقفة الصلبة للدول العربية والدول الافريقية الشقيقة والدول الصديقة مع السودان في المحافل الاقليمية والدولية كافة كما نشكر لكم ايضا جهودكم المتواصلة معنا لضم الحركات غير الموقعة علي اتفاقية سلام دارفور وقد انطلقت جولات الحوار معهم بقلوب وعقل صحي وفي وبوفد رفيع المستوي يحمل كافة اليات لانجاز مهمته ونامل ان تؤدي جولة المفاوضات الحالية باستقبال السلام الشامل في ربوع دارفور وادعو من هذا المنبر كل الاخوة حملة السلاح للانضمام للعملية السلمية والانخراط في المفاوضات والتي مهدنا في انجاحها كذلك بوقف اطلاق النار من جانبنا ونامل ان تجد هذه الخطوة الاستجابة لدي الاطراف الاخري باذن الله الحضور الكريم لاشك في انكم من مؤتمركم العربي هذا تستشعرون معنا ان توفير الاحتياجات الانسانية يشكل عاملا اساسيا ولذلك جاءت جلستكم المباركة هذه في وقتها المناسب لتحقق استجابة عاجلة وسريعة للمتطلبات مرحلة اعادة توطين النازحين واللاجئين والتي انطلقت بقوة منذ منتصف هذا العام للعودة التلقائية الطوعية نتيجة لما انجز ونفذ من اتفاق سلام دارفور والمصالحات القبلية التي رعتها الدولة علاوة علي تحقيق قدر كبير من الامن والاستقرار وبلا شك ان هذه العودة سوف يتسع نطاقها بتيجة للعملية السياسية الجارية الان وانتهز هذه السانحة. .. لكم مجددا اخوتي العرب والاسرة الدولية وكل اولئك الذين عملوا معنا علي توفير الاحتياجات الانسانية للمتاثرين بالحرب طيلة الفترة الماضية واستطعنا معا ان نلبي الاحتياجات الضرورية وان نحافظ علي المؤشرات الانسانية لافضل اوضاعها في الظروف المماثلة ونؤكد لكم من علي هذا المنبر انكم ستجدون بلادنا ملتزمة تماما بانسياب العون لمستحقيه وتسهيل حركة وعمل المنظمات الانسانية والخيرين في دارفور الحضور الكريم لابد ان ناخذ بعين الاعتبار الجذور الاصلية لمشكلة دارفور ببعدها الجوهري المتمثل في البعد البئي والصراع على الموارد الشحيحة اصلا والواقع الذى افرزته المشكلة من عكاساته ونتائجه الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لذلك لا بد من ربط محكم ام بين الاغاثة العاجلة واعادة تأهيل البنية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية البشرية وبناء القدرات وتعزيز التنمية المستدامة لذا امتدت مساعينا مع منظمة المؤتمر الاسلامى وبنك التنمية الاسلامى بجدة للاعداد لمؤتمر يهتم بقضايا اعادة الاعمار والتنمية فى مداها المتوسط ونعمل من خلال الخطة الخمسية للدولة بالاستجابة لاحتياجات التنمية المستدامة وسوف يتفق جهدنا هذا مع جهود المجتمع الدولى لاستكمال واعداد وتنفيذ مبادرة (جام دارفور) ونذكر المجتمع الدولى والمانحين بمسؤلياتهم والتزاماتهم تجاه هذه القضايا البالغة الحساسية وفى الختام اتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لكم جميعا على استجابتكم للمشاركة فى هذا المؤتمر سائلا الله ان يهدينا سوآء السبيل وان يلهمنا الحكمة والرشاد ويكلل اعمال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.