(سونا) أصحاب المعالي السيدات والسادة .. انه لمصدر سعادة حقيقية أن ينعقد هذا الجمع العربي في وقفة تكافل ومشهد تضامن لتنتظم عملية دعم إنساني وحراكا نحو أهلنا في دارفور إننا بصدد مؤتمرا يشكل منطلقا جديدا في العمل العربي المشترك إذ نجسد تعاونا بين منظمات عربية غير حكومية بادرت بالفكرة وحكومات استجابت لها كما انه غير مسبوق بحجم المشاركة الرسمية والأهلية فيه هنا نجد الغرف التجارية و المصارف العربية والجمعيات الخيرية الإسلامية والمسيحية ومنظمات الجامعة العربية كلها تجتمع في جهد يستهدف تقديم أسهاما برفع المعاناة الإنسانية وإطلاق عملية تنموية في دارفور من خلال مشروعات تغطي المحاور الحيوية للحياة والتي تمس مختلف جوانبها من الإيواء ألي المياة ألي الصحة ألي التعليم ألي الزراعة والطاقة والتأهيل وغيرها والتي تمهد بطبيعتها لمرحلة إعادة البناء والأعمار وربما تشكل بدايتها الواقعية والتي أرجو أن تتكثف عمليتها فور أن يعم السلام والاستقرار والسلام أنحاء دارفور , هذا المؤتمر يجيء في اتساقا مع الآليات الدولية باعتباره مؤتمرا إقليما عربيا داعما ومؤهلا لمؤتمر المانحين الدوليين المزمع عقده بإحدى العواصم الأوربية في العام القادم. إن رفع المعاناة عن أبناء دارفور يقتضي تضافرا من الجهود العربية في تناسقا مع الجهود الدولية الصادقة والأمينة على تحقيق هذا الهدف كما يأتي هذا المؤتمر في لحظة سياسية فارغة فجمع في جلها العمل العربي والإفريقي والدولي في حركة جماعية بالتوافق مع حكومة السودان لدفع المحاور السياسية والأمنية والتنموية سويا بنجاح ربما بدرجات مختلفة لكل منها ولكن العجلة نحو حل مسألة دارفور بدأت تدور ,. فخامة الرئيس ليس هذا هو المجال الذي أتحدث فيه بالتفصيل عن دور الجامعة العربية تجاه أزمة دارفور ولكن فقط أود الإشارة ألي أن الجامعة العربية كانت أول منظمة دولية وإقليمية ترسل بعثة لتقصي الحقائق عقب تفجر الأحداث في دارفور كان ذلك في الربع الأول من العام 2004م وهي التي وقفت بالمرصاد لمحاولات دق إسفين في العلاقات العربية الأفريقية وأكدت أن قضاهم واحد ومصالحهم متناسقة ونجحنا نحن والاتحاد الإفريقي في وقف وفي وأد هذه المحاولة السامة والمدمرة للوقيعة واذكر في هذا الشأن أن دعوت مجلس الجامعة العربية للانعقاد في دورة طارئة مشتركة بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ووزير خارجية دولة الرئاسة وكانت نيجيريا في ذلك الوقت وممثل الأمين العام للأمم المتحدة حيث اتخذ قرارا في حضورهم بالالتزام السياسي الكامل للجامعة العربية مع الاتحاد الإفريقي في قيادته للجهود الرامية لحل أزمة دارفور ويمكن القول أن هذا الاجتماع صاغ بالفعل خطة عربية تتناسق مع خطة الاتحاد الأفريقي وتدعم جهوده بالكامل وقد تواصلت جهود الجامعة العربية داعمة لدور الاتحاد الإفريقي بشان دارفور في محادثات حيث شاركت في هذا الجهد الثلاثي الإفريقي الأممالمتحدة والجامعة العربية كما كانت الجامعة نشطة في تشكيل وصياغة والتوصل ألي اتفاق بشان قوة حفظ السلام الهجين وهي ألان في غاية النشاط والدعم والتأييد لمؤتمر سرت في ليبيا الشقيقة الذي أمامه خيارا واحد هو أن ينجح ومن هنا يتعين علي أن استثمر هذا المنبر أن بان أناشد وأحث الأطراف التي لم تشارك حتى ألان في هذه المحادثات أن تسارع بالانضمام ألي طاولة المفاوضات للتوصل ألي تسوية سياسية للازمة تجنب أبناء دارفور المزيد من المعاناة وأدعو المجتمع الدولي والدول المعنية أن تبذل الجهد الصادق معا بتشجيع هذه الأطراف على الالتحاق الفوري بمحادثات سرت. إن الوضع الحالي في دارفور لا يمكن أن يشكل طريقة حياة آن الأوان لسلام وتنمية وتنفيذ كامل ودقيق لما يتم الاتفاق عليه. السيدات السادة إنني إذ اقدر عاليا موقف الحكومة السودانية الذي أعلنته في سرت منذ أياما قليلة بوقف أطلاق النار من جانب واحد من هنا أطالب حركات المعارضة في دارفور أن تتخذ نفس الموقف باعتبارها وافتراض أنها حريصة بالفعل على حقن الدماء وتجنيب أبناء دارفور المزيد من الويلات مرة أخري إن المعارضة المسلحة واستمرارها لا يمكن أن يشكل طريقة حياة أن طريقة الحياة والتقدم ألي الأمام لا يكون ألا في ظل السلام. اسمحوا لي أن ننتهز جميعا مناسبة انعقاد هذا المؤتمر ذو الطبيعة الإنسانية وفي إطار ذلك التجمع العربي بمستوياته الرسمية والأهلية وفي ظل حضور ممثلي دول ومنظمات إقليمية ودولية أن نتوجه برسالة سلام ألي كل الأطراف نناشدهم فيها نبذ الاحتكام ألي السلاح والتخلي عن اللجوء ألي العنف والتوجه ألي الأخذ بلغة الحوار القائمة ألي العقل والمنطق وتبادل الالتزامات في إطار السودان الكبير ذو السيادة وذو المستقبل الذي نرجو أن يكون بل نثق انه سيكون مستقبل استقرار وازدهار. السيد الرئيس السيدات السادة.. في هذا الشأن تابعتم وتابعنا بكل الحزن والآسي والغضب تلك الجريمة التي شهدناها في حق أطفال من تشاد ومن دارفور. ادعوا هذا المؤتمر أن يدين هذه الجريمة النكراء وان يطالب بمتابعة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة أن ينالوا الجزاء المستحق. اسمحوا لي في ختام كلمتي أن أؤكد إن ما لمسته من جهود وتحركات قامت بها الحكومة السودانية في تعاون وثيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من اجل تعبئة وحشد كافة الإمكانيات على المستوى المحلي في السودان وعلي المستوى العربي والدول العربية يدعوا وبحق ألي القول خاصة مع اسهماتكم وتعهداتكم المرتقبة في هذا المؤتمر أن تكون النتائج مبشرة وإيجابية وستكون بمثابة رسالة تبعث السكينة والطمأنينة في نفوس أبناء و ما تبعث الأمل أيضا لديهم ولدي غيرهم من مواطني السودان ولدينا جميعا أبناء العالم العربي في بداية غدا يبتعد عن التقسيم ويبتعد عن استخدام السلاح حتي يسود الأمن والاستقرار والسلام. إنني على ثقة تامة بان هذا المؤتمر بما سوف يتمخض عنه من نتائج منشودة سيشكل نموذجا يهتدي به في إطار العمل العربي المشترك ونهجا نسير بمقتضاه على درب الإنسانية. شكرا والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته... (انتهي )