أكدت الحكومة السودانية ان الرسوم التي تطالب جوبا بدفعها مقابل عبور نفطها من خلال خط الانابيب والموانئ السودانية تعتبر معقولة ومقبولة وتتطابق مع المعايير المعمول بها عالمياً وجاءت وفق التقديرات الحسابية والاقتصادية المماثلة التي تقوم على ان الخط فى الاساس يحتاج لتكاليف عالية فى الادارة والتشغيل والصيانة ومقابلة أموال التعويضات المستمرة على ما يمر به من أراضي. وترى الخرطوم ان العرض الذى يتمسك به وفد حكومة الجنوب والذى وصفه بغير المعقول كونه يقوم على أقل من دولار أمريكي كرسوم للبرميل من مناطق الانتاج الى مرحلة التصدير ولذلك تعتقد ان العرض يقوم على قياس خاطئ وان معقولية عرض الحكومة مبني على أساس المقترحات التى تقدمت بها الشركات المختصة والتى تفوق الثلاثين دولارا للبرميل. وأشارت الخرطوم إلى أن المظاهرة التى شهدتها مدينة جوبا دعماً لقرار حكومة الجنوب بايقاف ضخ النفط عبر خط الانابيب، إلى أن المظاهرة المشار اليها مصنوعة وان تأكيدات رئيس الجنوب على استمرار قرار قفل الخط للمتظاهرين تعبر عن حالة الاضطراب والتناقض داخل حكومة الجنوب حيث أن وفد التفاوض كان قد اعلن استجابته لمقترح الوساطة بتعليق قرار قفل الخط. وبذلك فإن حكومة الجنوب تعد المتضرر الأول من هذا القرار لاعتمادها على عائدات النفط بنسبة 100 %.
وذكرت تقارير أن حكومة جنوب السودان بدأت في انفاذ اجراءات فنية لإيقاف تدفق نفطها عبر انابيب النفط في الشمال في الثانية من ظهر امس الاثنين 23 يناير تم ايقاف محطة الكهرباء المشغلة لحقل الوحدة، وتبع ذلك اغلاق البلف الذي يتحكم في ايصال البترول من حقل الوحدة والذي يضخ حوالي 60 الف برميل يوميا، بينما واصل حقل هجليج الواقع في الحدود الشمالية ضخ انتاجه اليومي والمقدر بحوالي 55 الف برميل في اليوم وسط اجراءات أمنية مشددة تحسبا لأية محاولات لتعطيل العمل من قبل دولة الجنوب في الحقل. وأكدت المصادر ان للإجراءات الجنوبية علاقة بالاوضاع الادارية والفنية المذرية بحقل الوحدة، دون أن تكون لها علاقتها بقرار جوبا بوقف انتاج النفط، وأكدت ان حقل الوحدة بات خارج سيطرة حكومة الجنوب وتديره الآن قبائل النوير. واوضح ان العمالة الهندية والجنوبية في الحقل تعاني من نقص الغذاءات. هذا وظلت محطة (منقة) معطلة منذ عشرة ايام لدرجة ان النفط بدأ في التدفق من الصهاريج نتيجة لسوء الادارة، كما ان خط الانابيب في محطة (تور) تعرض للانسداد جراء سوء التشغيل وتمت معالجة الخلل قبل ايام بواسطة مهندسين شماليين.