أمّن السفير الاثيوبى لدى السودان ابادى بن زمو على ازلية العلاقات بين السودان واثيوبيا ، مؤكدا ان هذه العلاقات لن تتأثر برحيل رئيس الوزراء السابق ملس زناوى . واشار الى ان التبادل التجارى بين البلدين قفز الى 400 مليون دولار . وقال اننا نطمح الى زيادته .مؤكدا بان هناك عمل مشترك بين الولايات والاقاليم الحدودية بين البلدين لتعميق التواصل وتبادل المصالح بينهما . واكد السفير ان سد الالفية الذى تعتزم اثيوبيا انشاؤه ستكون له نتائج ايجابيه لكل من السودان ومصرالى جانب اثيوبيا ، كما ان المياة والطاقة التى يوفرها سيتم استغلالها من قبل البلدان الثلاث . كما تطرق السفير الاثيوبى فى حوار صريح مع المركز السودانى للخدمات الصحفية الى قوات (يونيسفا) التى تتكون من جنود اثيوبيين وتتولى مهمة حفظ الامن بمنطقة ابيى ، مبينا ان هذه القوات اثبتت قدرتها على حماية المنطقة كما انها تتمتع بعلاقات حميدة مع كافة الاطراف ... فالى مضابط الحوار:
تقييمكم لاتفاق التعاون الذى وقع مؤخرا بين السودان وجنوب السودان؟ بدءا سألنا السفير الاثيوبى عن تقييمه لاتفاق التعاون بين السودان وجنوب السودان فأجاب قائلا : نحن نعتبر اتفاق التعاون المشترك خطوة مهمة جداً من جانب الدولتين طالما أنهما يرغبان في عملية التعايش السلمي بينهما ، ولذلك يعتبر الاتفاق جيدا ويمثل عملية أخذ وعطاء لتطوير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والسياسية لذلك سيتم تنفيذه وفقاً للجدية التامة بين الطرفين ،ونحن على ثقة تامة بأنه سيتم إنزاله على أرض الواقع وقد ظهرت عمليات حسن النوايا من خلال إجازة الاتفاق من قبل برلمانات الدولتين ولا أعتقد أن هناك معوقات تواجه تنفيذه وستتم معالجة كافة العقبات والمشاكل التى تعترض تنفيذه ان وجدت طالما توفرت الإرادة بين الطرفين ، ولذلك نحن سعداء جداً ونبارك هذا الاتفاق وسندعمه بقوة وأن دولة اثيوبيا تدعم هذا الاتفاق بكامل ثقلها السياسي والإقليمي. كيف ترى مستقبل العلاقات السودانية الأثيوبية بعد رحيل ملس زناوي؟ رئيس الوزراء الحالي أكد أن العلاقات الأزلية بين الدولتين ستظل كما هي بعد رحيل زناوي ، وقد أكد رئيس الوزراء الحالي على أن السياسة والعلاقات ستستمر ولن تتأثر بمجريات الأحداث ولن يحدث تغيير في العلاقات بين السودان وأثيوبيا. وما عن أوضاع النازحين من النيل الأزرق بأثيوبيا ؟ هذه الأمور تتعلق بالأمم المتحدة وقد عبر هؤلاء النازحون الحدود الى اثيوبيا ، لذا فهم الذين يختاروا البقاء في أثيوبيا أو العودة للسودان وفقاً لإرادتهم. تأثير اتفاق دول منابع النيل الذي تم بعنتبي ، و سد الألفية على دول المصب؟ سد الألفية سيأتي بنتائج ايجابية لكل من السودان ومصر وأثيوبيا لأن المياه التي يتم تخزينها سيتم استغلالها من قبل هذه الدول ولذلك أثيوبيا ستستفيد منه فى سد حاجتها المتزايدة للطاقة الكهربائية من أجل التنمية ، بجانب ان السودان ومصر سيستفيدان من هذا الصرح لأنه يأتي بجملة من الفوائد أهمها انه سيقلل من كميات الإطماء التي توجد في النيل وسيرفع كمية انتاج الكهرباء وهذه مصالح مشتركة بين كل هذه الأطراف. وثانياً سيكون هناك تخزين للمياه والتي كانت تغمر مناطق مختلفة في السودان وأثيوبيا فى موسم الفيضان . وثالثاً الاستفادة من كميات المياه التي كانت تعتبر كفاقد لعمليات التبخر ويجىء سد الألفية كمعالجة لهذه الظاهرة. والشىء الرابع ان كل من الدول الثلاث ستحصل على طاقة رخيصة . وكل هذه فوائد مرجوة من سد النهضة فى اثيوبيا . كيف تنظر للعلاقات المشتركة بينكم والولايات الحدودية ؟ لقد تم تكوين آليات سياسية بين دولة أثيوبيا والولايات الحدودية بجانب عمل مشترك بين تلك الولايات وأثيوبيا لتطوير العلاقات الاجتماعية بينهما. ما مدى مقدرة قوات اليونسفا فى حماية الأمن بمنطقة ابيى ؟ أولاً افتكر أن قوات اليونسفا قد برهنت على مقدرتها لحماية الأمن في المنطقة ولذلك نحن نشهد نوع من الاستقرار والذي نجم عن وجود تلك القوات في منطقة أبيي، وقد ساعد على ذلك قبول كل من حكومة السودان وجنوب السودان بجود تلك القوات ، وبالتالي نجد أنها قد قامت بخدمة القضية الأمنية في المنطقة وعملت على توفير الامن والسلام، وأعتقد أن الأطراف المعنية ستتعامل مع هذا الملف بطريقة حذرة ومسؤولة. كيف تنظرون للاعتداءات التي تعرض لها بعض منسوبى اليونسفا ؟ افتكر أن اليونسفا لديها علاقة حميمة مع الطرفين ولا أعتقد أن وقوع أحداث هنا وهناك يمكن ان تؤثر على سير العلاقات ، وعلاقاتنا مع الأطراف المعنية طيبة واليونسفا تتعامل مع الطرفين بصورة متساوية . وماذا عن حجم الاستثمار السوداني في أثيوبيا ؟ هناك اعداد كبيرة من المستثمرين السودانيين فى اثيوبيا ولكن لا أملك أرقام بالتفصيل لحجم الاستثمار ،ولكن هناك اكثر من ( 7000) مستثمرسوداني الآن يوجدون في أثيوبيا ، وصدق لحوالى 10% منهم بممارسة عمليات الاستثمارفى اثيوبيا . اهمية الطرق الرابطة بين البلدين وحجم التبادل التجارى بينهما ؟ إذا عقدنا مقارنة لهذا الموضوع وما كان عليه قبل 7 سنوات نجد أن الوضع بالنسبة للطرق والتجارة يسير في تحسن واضح ، وقبل (8) أعوام كان حجم التجارة بين الدولتين لا يتجاوز 2 مليون دولار والآن قفز إلى 400 مليون دولار وهذا بالطبع أقل من طموحاتنا ونحن نرغب في ازدهار التجارة بطريقة أكبر وقد حدث تحسن واضح في الطرق والبنى التحتية مما كان له الاثر فى زيادة حجم التبادل التجاري والسلعي بين الدولتين . ونحن نتمنى في اللقاءات القادمة بين البلدين أن يتم تطوير وزيادة حجم التبادل التجاري والسلعي لاننا نطمح لى تحقيق الكثير جدا فى هذا المجال . فى تقديركم .. ما مدى فاعلية الاتحاد الأفريقي في حل نزاعات القارة؟ أعتقد أن مقدرة الاتحاد الأفريقي على حل مشاكل دول القارة تمضي في تحسن كبير ومثال لذلك الوساطة التي يجريها الاتحاد في السودان وكذلك في الصومال ولذلك مقدرته على حل النزاعات تتطور بطريقة واضحة. أوجه الاتفاق والاختلاف بين دول الحوض فيما يخص سد النهضة الأثيوبي؟ بالنسبة لسد الألفية فقد استمر التفاوض حوله منذ فترة طويلة بين السودان و أثيوبيا ومصر وليس هناك أي تناقض في وجهات النظر حول فوائد هذا السد والخلافات مع بقية الدول الأفريقية الأخرى حدثت حول التوزيع العادل لحصص المياه من غير أن يكون هناك مساس في أنصبة السودان وأثيوبيا ومصر ونحن عقدنا اجتماع مشترك بين أثيوبيا والسودان قبل أسبوع وقد تم الاتفاق على العمل على إيجاد مصادر تمويل خارجية لتمويله وهذا يدل على أن الأمور تسير على ما يرام وفي اتجاهها الصحيح إلا أن هناك بعض الإشكالات التي تطرأ ونحن على استعداد إذا حدثت أي معوقات نجلس مع بعضنا كدول أفريقية ونعمل على حلها. ونأمل أن يعمل هذا السد على جعل السودان وأثيوبيا ومصر شركاء لتقاسم المياه والكهرباء مناصفة بين كل الأطراف.