عبد المحمود نور الدائم الكرنكي بعد أن تسلم وفد التفاوض السوداني مقترحات الوساطة الأفريقية أمس الأثنين 24فبراير 2014 م ، يلتقي اليوم السيد رئيس الجمهورية عمر البشير السيد ثامبو أمبيكي الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا ، ورئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى . وقد تشرف السودان اليوم بزيارات السيد ثامبو أمبيكي الذي شغل منصب رئيس لجنة حكماء أفريقيا ، ورئيس جنوب أفريقيا ، ورئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى . أمبيكي زعيم ولا ككل الزعماء . رئيس ولا ككل الرؤساء .حكيم ولا ككل الحكماء . تجارب أمبيكي السياسية تنقلت من الشيوعية الى الليبرالية ومن وطنه جنوب افريقيا الى أمه القارة الافريقية . خلف أمبيكي في الزعامة نيلسون مانديلا ليصبح ثاني رئيس لجمهورية جنوب أفريقيا بعد سقوط نظام الفصل العنصري ، أصبح طريق الرئاسة أقصر لأمبيكي بعد الرحيل المفاجئ للقائد (أوليفر تامبو) ، كان ثامبو أمبيكي شهيراً في اوساط السود خارج جنوب أفريقيا أكثر من شهرته بين السود الذين في داخلها ، كان مناضلاً سياسياً ضد العنصرية ، أيضاً أمبيكي مثقف من الطراز الأول ، يحظى أمبيكي باحترام واسع وقد برز كرجل دولة حتى قبل الانتصار على العنصرية وقبل أن يصبح نائب الرئيس مانديلا ، وقد كتب الصحفي (مارك غفيسر)السيرة الذاتية ل(أمبيكي) القائد الشيوعي السابق الذي أصبح ليبرالياً . أصبح أمبيكي رئيس الدولة بعد (مانديلا) ليثبت مهارته في إدارة دفة الحكم بصبره المديد وقدرته على العمل باستمرار دون كلل ، ولد أمبيكي في 18 يونيو 1942 م لعائلة من المثقفين الشيوعيين ، في سن الرابعة عشر انضم الى شبيبة حزب المؤتمر الوطني بتأثير من والده (غوفان) أحد المناضلين البارزين ضد نظام الفصل العنصري . غادر أمبيكي جنوب افريقيا عام 1962 في العشرين من عمره .حيث عاش (28)عاماً في المنفى . درس في لندن وتخصص في الاقتصاد بجامعة (سسكس)، قبل أن يغادر الى موسكو حيث درس ثلاثة أعوام في مدرسة الحزب الشيوعي . قبل الانتصار على العنصرية استعان حزب المؤتمر الأفريقي ب(أمبيكي) كممثل له في عدد من الدول . ثم أصبح مسئول الشئون الدولية للحزب . بعد العودة من المنفى لعب دور وزير الخارجية كما شارك بفعالية في المفاوضات مع الحكومة البيضاء ، تزوج أمبيكي عام 1974من سيدة أعمال وناشطة في مجال حقوق المرأة هي السيدة (زانيلي) ورزق منها بولدين يعرف أمبيكي في صفاته بأنه شخص متكتم جداً في حياته الخاصة ،كل الذي يعرف عنه أنه يفضل البدل التقليدية والقمصان زاهية الالوان ويدخن ويقرأ كتب الاقتصاد . في مساره السياسي الحافل كلف الاتحاد الافريقي السيد /أمبيكي ليرأس الوفد الذي شكلته مفوضية الاتحاد لبحث الوضع في دارفور وتقديم توصيات حول أفضل المعالجات ومنذئذ أصبح أمبيكي زائراً معتاداً للسودان . يزور أمبيكي السودان هذه الايام باعتباره رئيس الآلية رفيعة المستوى التي تباشر مهامها في إطار مفاوضات المنطقتين بين حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال كما نص قرار مجلس الأمن (2046). وقد أحسنت من قبل جامعة أفريقيا العالمية في عهد رئيس الجامعة الدكتور عمر السماني عندما منحت ثامبو أمبيكي المناضل الأصيل والرمز النضالي الافريقي الضخم درجة الدكتوراه الفخرية كما أحسنت إذ أهدته كوكبة من مؤلفات المفكر والدبلوماسي السوداني جمال محمد أحمد والسفير عبد الهادي صديق وهي مؤلفات تعكس الرؤية السودانية الأفريقية .ثامبو أمبيكي ضيف ثمين مرحباً به في الخرطوم .