سونا اعتمد المشاركون في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني حول دور المرأة في تنمية الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي في ختام مؤتمرهم بالقاهرة خطة عمل القاهرة والتى تعد أول خطة عمل من هذا النوع بدول المنظمة و التي تؤكد على أهمية توفير التعليم بكافة مراحله الدراسية للمرأة باعتباره العامل الأساسي للنهوض بها وضمان كافة حقوقها، وضرورة اعتبار المرأة شريكا متساويا ومشاركا فاعلا فى جميع مجالات الحياة والمجتمع بما فى ذلك عملية اتخاذ القرار فى كل جوانب تنمية المجتمعات والبلدان وترأس وفد السودان في المؤتمر سامية أحمد محمد وزيرة الرعاية الإجتماعية وشؤون الطفل وبمشاركة وفود من 41 دولة عضو بالمنظمة وأكثر من 20 وزيرا من قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا بالاضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات الدولية المعنية من بينها صندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف " وصندوق الأممالمتحدة للمرأة "يونيفم " والأجهزة المختصة بشئون المرأة في الأممالمتحدة والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة. وقالت سامية أحمد محمد وزيرة الرعاية الإجتماعية وشؤون الطفل أن هذا المؤتمر سبقته تحضيرات مكثفة منذ المؤتمر الثاني في اسطنبول 2006 الذي خرج بمرتكزات أساسية ناشد فيها الدول المعنية بالمحافظة عليها وخاصة في مجال التنمية الاجتماعية و المشاركة السياسية ومحاور محاربة العنف ضد المرأة ، و التعليم و الصحة وأوضحت الوزيرة سامية أنه تم التأكيد في هذا المؤتمر على هذه المحاور مع ضرورة تنسيق القوانين بين الدول الإسلامية وردم الفجوة بين التشريعات و التطبيقات في الدول الأعضاء و التأكيد على أن يكون هناك اجتهاد من علماء الدين لتوفيق ماليس له صفة دينية في حركة المجتمع ، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تساهم خطة العمل التي اعتمدها المؤتمر إلى حد كبير فى تحسين أوضاع المرأة وضمان مشاركتها الفعالة والمستقلة فى كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية من خلال القنوات الملائمة فى الدول الاعضاء بالمنظمة بما فى ذلك المؤسسات التشريعية والقضائية ومؤسسات إنفاذ القوانين. وقالت أن الإجتماع أمن على ضرورة إنشاء إدارة أو قسم بمنظمة المؤتمر الإسلامي ليتيح ذلك حوارا واسعا حول قضايا المرأة وإرساء المفاهيم التي تحرك المرأة الاسلامية لكي تتمكن من المساهمة في تطور أوضاع المرأة التي تنتظم العالم الآن ، مشددة على أهمية هذا الأمر لأن الإسلام لديه امكانيات أكثر من غيره في جعل المرأة في مكانة رفيعة ومتقدمة ، داعية إلى تضافر جهود كافة المؤسسات الإسلامية لتحقيق هذا الأمر و حول أوضاع المرأة المسلمة في مناطق الحروب و النزاعات أكدت وزيرة الرعاية الإجتماعية وشؤون الطفل أن المشاركين في المؤتمر شددوا على ضرورة النهوض بالمرأة في تلك المناطق و توسيع فرص العمل لها للمشاركة في عملية السلم و الأمن ، كما أن المؤتمر أكد وقوفه مع المرأة الفلسطينية في غزة ضد العنف التي تتعرض له من قبل الإحتلال الإسرائيلي ، إلى ذلك تتضمن خطة العمل التي تم اعتمادها اليوم باسم ( خطة عمل القاهرة) عددا من التوصيات الملزمة التى تدعو إلى ضرورة اعتبار المرأة شريكا متساويا ومشاركا فاعلا فى جميع مجالات الحياة والمجتمع بما فى ذلك عملية اتخاذ القرار فى كل جوانب تنمية المجتمعات والبلدان وتؤكد خطة عمل القاهرة أهمية اعتبار المرأة فى الدول الاعضاء شريكا متساويا أيضا فى عملية تنفيذ خطة عمل المنظمة من أجل النهوض بالمرأة وأن يصغى إلى أرائها بكل عناية واهتمام وأن يستجاب إلى اهتماماتها وتوصى خطة العمل بأهمية توفير بيئة للمرأة من سن الشباب وحتى الشيخوخة حتى تمدها بالثقة وتشعرها بالامان فى محيط عيشها وفى المهنة التى تختارها سواء ربة منزل أو امرأة عاملة بما يمكنها من أن تقود أسرتها ومجتمعها على نحو إيجابى كما تؤكد الخطة ضرورة إنشاء فريق خبراء حكومى فى إطار المنظمة لمناقشة متابعة قضايا المرأة فى دول المنظمة مع مراعاة التوازن بين الجنسين فى تشكيله وضرورة عقد مؤتمرات وحلقات دراسية وندوات دورية لمناقشة قضايا المرأة وتنسيق مواقفها فى مختلف المحافل . حيث إن ورش العمل وحملات التوعية يمكن أن تقوم بدور إيجابى فى إبراز الصورة الحقيقية للمرأة فى دول المنظمة والدفاع عن قضاياها على المستوى الوطنى والاقليمى والدولى وتتضمن خطة عمل القاهرة الدعوة إلى عقد مؤتمر وزارى حول المرأة فى إطار منظمة المؤتمر الاسلامى كل عامين على أن ينعقد المؤتمر الثالث حول المرأة فى موعد أقصاه عام 2010 ، كما تؤكد الخطة ضرورة إيلاء أولوية كبرى لمحو الامية بين النساء مع تدريب المرأة وتمكينها من المشاركة بفاعلية فى صياغة الاستراتيجيات التربوية فى الدول الاعضاء بالمنظمة مع اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير الملموسة لتحسين وتوسيع فرص حصول الفتيات والشابات على التعليم فى جميع مستوياته. وتبين خطة العمل التزام منظمة المؤتمر الاسلامى بمعالجة مجموعة من الصعوبات التى تواجه النساء واتخاذ الخطوات المناسبة من أجل القضاء على جميع أعمال التمييز ضد المرأة ، كما تحقق الخطة استراتيجية منظمة المؤتمر الاسلامى الشاملة التى تنطوى على رؤية للنهوض بوضعية المرأة. ويؤكد الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامى على عدد من الاهداف التى تتضمنها خطة عمل القاهرة من أجل النهوض بالمرأة وعلى رأسها القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الموارد اللازمة والدعم كمقومات أساسية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة على كل المستويات وفى جميع القطاعات ومن هذه الاهداف أيضا توفير الفرص المتكافئة للمرأة للحصول على تعليم جيد ورعاية صحية مناسبة بخلاف ضمان القضاء على جميع أشكال التمييز ومحاربة العنف ضد المرأة وتعهدت الدول الأعضاء بالمنظمة فى خطة عمل القاهرة بالعمل على تعزيز وضعية المرأة وضمان تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال زيادة دخل المرأة عن طريق مبادرات التكافؤ فى الاجر والعمل ولاسيما فى القطاع العام وتعزيز السياسات الأسرية القائمة على المودة والرامية إلى التوفيق بين الحياة المهنية والأسرية لاسيما ما يتعلق منها بخدمات الرعاية المناسبة للاطفال والكبار وغيرهم من المعالين. وتدعو الخطة إلى تطبيق الاستراتيجيات التى تقر بالأهمية المتنامية للمرأة فى الدول الأعضاء فى مجال القوى العاملة بأجر أو بدون أجر ولاسيما الفتيات والنساء الأكبر سنا أو زواج ذوى الاحتياجات الخاصة مع تقديم الدعم الاضافى للأسر ذات الدخل المتدنى ولاسيما الأسر التى ترعاها المرأة بمفردها وذلك وفقا للسياسات الاجتماعية الوطنية كما تدعو خطة عمل القاهرة إلى تقديم القروض الصغيرة للنساء من أجل تحسين ظروف المرأة وأسرتها من الناحية الاقتصادية وتسهيل عملية تنفيذ القروض لصالح الفتيات والنساء وتسوية ديونهن مع تعزيز الفرص لمشاركة أكبر فى مجال المقاولات من خلال تشجيع المزيد من النساء على الاستفادة من التمويلات الانمائية وتنمية وتعزيز الآليات الوطنية لجمع وتحليل المعطيات المنفصلة حول الجنسين ومتابعة تبنى مبادرات لتعزيز تمثيل المرأة بشكل أكبر ومشاركتها بشكل أكبر فى مناصب صناعة القرار وتنسيق جهود توفير الخدمات الحكومية لصالح المرأة وخاصة فى المناطق الريفية. وتؤكد خطة عمل القاهرة أهمية إعتماد تدابير وإستراتيجيات وتشريعات وطنية للتصدى للعنف الاسرى والحد من الجريمة ضد المرأة ومنع الزواج المبكر ودعم توفير الخدمات اللازمة للمرأة التى تتعرض لسوء المعاملة والعنف وتطوير ودعم الرعاية الصحية المقدمة للمرأة كما ونوعا ومكافحة العنف المبنى على التفريق بين الجنسين وخاصة العنف داخل المنزل والاتجار بالبشر ولاسيما النساء والفتيات والتصدى للممارسات التقليدية الضارة بالمرأة وتشير خطة العمل إلى أن ذلك يكون من خلال القيام بالعديد من الاجراءات من بينها تنظيم حملات للتوعية تشمل الرجال والنساء بخلاف الحملات الاعلانية وتخصيص أرقام هاتفية مجانية لحالات الطارئة وتوفير شبكات مؤسسية وتبادل الخبرات والآراء والممارسات الجيدة بين الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامى كما تؤكد الخطة التزام حكومات الدول الأعضاء بالمنظمة باتخاذ إجراءات لتحسين أحوال المرأة فى مجال التعليم من خلال توفير فرص متساوية لتعليم الفتيات وتقوية برامج محو الامية وكذلك فى مجال الصحة لتحسن صحة المرأة وضمان حصولها بشكل كامل على الرعاية الصحية الأساسية بخلاف المشاركة السياسية مع ضمان التمثيل السياسى للمرأة من أجل مشاركة فعالة على جميع مستويات اتخاذ القرار لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الاستقلال الاقتصادى للمرأة وضمان حصولها على دخل ومهارات ومعارف جيدة تساعدها على تعظيم مواردها المالية ، بالاضافة إلى تحسين وضمان الاحتياجات الاجتماعية والسلامة والمساواة للمرأة حتى تساهم فى تنمية المجتمع والحفاظ على نظام أسرى سليم وصحى .
