الخرطوم : سونا أكدت المملكة البريطانية دعمها لجهود السلام في السودان بقيادة المبادرة القطرية والتي تهدف لتحقيق السلام عبر التفاوض وقال الدكتورة روزالند مارسدن في المؤتمر الصحفي الذي عقده وفد من القيادات الإسلامية البريطانية بمقر السفارة البريطانية بالخرطوم مساء امس الاربعاء أن الموقف البريطاني قد عبر عنه رئيس الوزراء جوردن براون وقالت إن بلادها تؤكد تأييدها للجهود التي تبذلها البعثة المشتركة بقيادة جبريل باسولي في هذا الصدد. وقالت السفيرة البريطانية إن أعضاء الوفد يمثلون الأطياف المختلفة من المسلمين فى بريطانيا ينحدرون من شرق آسيا ومن الشرق الأوسط ومن افريقيا وقد أشاد أعضاء الوفد البريطاني الشعبي بتنامي الشعور العام والإرادة السياسية في السودان للوصول الي حل سلمي يضع حدا للمعاناة التي يعيشها النازحون في دارفور ، وقد قام الوفد البريطاني الذي يضم خمسة من المسلمين البارزين في المملكة المتحدة وهم السير إقبال ساكراني رئيس جمعية العون الإسلامي البريطاني ، السيد جهانجير مالك مدير جمعية الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة والشيخ إبراهيم مورغا عالم الدين الإسلامي والداعية البريطاني والأستاذة فاطيم كورجي المحامية وداعية حقوق الإنسان والأستاذة الكاتبة الصحفية شلينا جانمحمد الروائية والمعلقة الصحفية ، بزيارة للسودان استغرقت خمسة أيام التقوا خلالها بالزعامات السياسية والتنفيذية بالخرطوم وجماعات حقوق الإنسان والمعارضة والأحزاب والجماعات الإسلامية كما قاموا بزيارة ميدانية لدارفور أمضوا خلالها يومين في غرب دارفور. وتحدثت المحامية فاطيم كورجي عن إنطباعاتها أثناء هذه الزيارة والتي أكدت فيها أن الوفد استمع الي أراء وتقديرات مختلفة لحجم المعاناة في دارفور لكن الزيارة الميدانية أكدت أن هناك ظروفا وأحولاَ قاتمة يعيشها النازحون إلا أن هناك مشكلة قائمة في دارفور ولكن هناك إرادة سياسية عبر عنها المسئولون لإيجاد حل لهذه المشكلة والتي تملثت في معاناة الأطفال والنساء والنازحين. من جانبه أكد السير إقبال سكراني انه رغم الوضع السيء في المعسكرات التي يعيش فيها النازحون إلا أنه ينبغى النظر الي الجهود الجبارة التي تبذل لتقديم الدعم الإنساني والإغاثة لهم عبر المنظمات الطوعية والإنسانية ومنظمات الأممالمتحدة وقال لقد برز للوفد أن هناك اجماعاً من كافة القوى والجهات الرسمية والشعبية لإيجاد حل للمشكلة وقال إن هذه الرسالة هي ما سوف يحمله الوفد في جولته التي تشمل مصر حيث يجتمع بمسئول الجامعة العربية والي المملكة العربية السعودية حيث يلتقى بأعضاء بنك التنمية الإسلامية بجدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبعدها يغادر الي قطر حيث يعبر في كل هذه الزيارات عن مشاهداته وانطباعاته وأهمية إيجاد حل سلمي يضع حدا للمعاناة في دارفور وحذر السير اقبال من أنه إذا استمرت مسألة دارفور دون حل ومع وجود أزمات عالمية مثل الأزمة المالية الراهنة فإن الذين سيدفعون الثمن أكثر من غيرهم هم سكان منطقة دارفور والنازحون خاصة. وأشار عضو الوفد السير جهانجير مالك مدير جمعية الإغاثة الإسلامية في مداخلة أنه شاهد رهقاً في أعين النازحين والذين سئموا من استمرار هذا الوضع وعبروا عن رغبتهم في العودة الي ديارهم وممارسة حياتهم الطبيعية فيها. وأكد السيد مالك أنهم يريدون أن تكون المبادرة الحالية بداية النهاية للأزمة وأن تنعم دارفور بالسلام وأكد على أهمية أن لا يخذل المسلمون والسودانيون والعالم أطفال دارفور مما يستدعي تحقيق السلام والأمن عبر الحوار. وكانت الكاتبة شلينا جانمحمد قد رسمت صورة صوتية بليغة لمعاناة النازحين من الأطفال والنساء وأن هذا الأمر يجب أن يكون دافعاً لجميع الأطراف للوصول الي حل سلمي في المنطقة وقالت إننا كمسلمون نعرف أن من أحيا نفساً واحداً فكأنما أحيا الناس جميعا وأن من قتل نفسا واحدا فكأنما قتل الناس جميعاً وأن السلم هو هدف الإسلام وأحد أركانه الأساسية. من جانبه أكد الشيد إبراهيم مورغا الذي يزور السودان للمرة الثانية وكذلك إقليم دارفور أنه لاحظ تحسنا في الخدمات المقدمة للنازحين من جهة الصحة والغذاء والوضع العام رغم أن هذه ليست الظروف المثالية التي يتمنى المرء أن يعيش فيها. وقال الشيخ مورغا إنه لمس من النازحين رغبتهم في العودة إلي ديارهم بعد تحقيق السلام والأمن في دارفور ، وناشد الشيخ مورغا كافة الجهات المحلية والمعارضة وحاملي السلاح والمجتمع الدولي في العمل على إيجاد حل للمشكلة في دارفور وقال إن ما يبعث على الأمل هو تأكيدات كبار المسئولين في الحكومة السودانية بالسعي للوصول إلي حل سلمي.