وكالات يعتزم باحثون إيطاليون إجراء اختبارات على نطاق أوسع لتجربة لقاح مضاد لمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز في أفريقيا على أمل أن يصبح جاهزا للطرح في الأسواق في عام 2011 بعد نجاح تجربة أولية مشجعة. وقالت باربرا أنسولي من معهد الصحة القومي في إيطاليا إن التجربة السابقة أجريت على نطاق ضيق وشملت 47 متطوعا في أربع عيادات في إيطاليا في عام 2003 بهدف التوصل إلى نتائج بحلول عام 2006. وأوضحت أنسولي أن النتائج كانت مشجعة للغاية وفاقت التوقعات فيما يخص المناعة الجينية –التي هي مقدار قوة واتساع الاستجابة المناعية- ولهذا السبب سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل الموعد المقرر، ومن المنتظر أن تنتهي التجارب بحلول عام 2011. وسبق أن أجريت اختبارات على نحو 30 لقاحا في تجارب على نطاق محدود على الإنسان في أنحاء متفرقة من العالم لكن 12 تجربة فقط انتقلت إلى المرحلة الثانية حيث يتحول التركيز من الأمان إلى الفعالية. ويتميز اللقاح الذي تختبره أنسولي بأنه يستهدف بروتين "تي أي تي" وهو أساسي لتكاثر الفيروس بدلا من أن يحاول وقف نشاط الفيروس نفسه. ومر اللقاح باختبارات وقائية وعلاجية لمعرفة إمكانية استخدامه في علاج البشر المصابين بالفعل بفيروس "أتش.آي.في" المسبب للإيدز إلى جانب استخدامه للوقاية من المرض. وقد ثبت من خلال الاختبارات أن العقار آمن بنسبة 100% على المتطوعين الذين خضعوا للعلاج به حيث حققوا استجابات مناعية عالية في أكثر من 80% من التجارب. وتجري أنسولي والمعهد القومي للدراسات في إيطاليا محادثات مع الاتحاد الأوروبي ومستثمري القطاع الخاص للحصول على 50 مليون يورو يحتاجها المشروع لتمويل التجارب في مرحلتها الثانية التي سيتم توسيع مداها في إيطاليا وتلك التي ستجرى في جنوب أفريقيا. وستشمل التجارب ما بين 500 و1000 متطوع. والتوصل إلى لقاح فعال ووقائي هو أفضل أمل على المدى الطويل للقضاء على وباء الإيدز إلا أنه من غير المتوقع أن يطرح أي عقار في الأسواق قبل وقت طويل. وهناك منتجان اثنان فقط طرحا للاختبار على نطاق واسع بين السكان الذين يواجهون مخاطر عالية غير أنهما لم يحققا نجاحا. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن عدد المصابين بفيروس "أتش.آي.في" نهاية عام 2004 بلغ نحو 40 مليونا بينهم نحو الثلثين في الدول الواقعة جنوبي الصحراء الأفريقية. وقد حصد وباء الإيدز أرواح 30 مليون شخص ويصاب به خمسة ملايين سنويا.