سونا يجيء الاحتفال هذا العام باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين السودان والصين في وقت شهدت فيه العلاقات بينهما نموا وتطورا متزيدا في مختلف المجالات خاصة خلال العشرة سنوات الاخيره ،وقد عبرت القيادات السياسية والتنفيذية في البلدين عن سعادتها بالاحتفال بهذه المناسبة ووصفوها بأنها متميزة وانموذج يحتذى للصداقه وللتعاون الناجح بين دول الجنوب جنوب فيما طالبت قيادات بضرورة دراسة التجربة ووضع إستراتجية للفترة المقبلة وتجد الاحتفالات بالبيوبيل الذهبي اهتماما ودعما واسعا من القيادتين في البلدين لما لهذه العلاقة من اهمية استراتيجية تتمثل في الحاجة لاستمرار التعاون المشترك لاسيما في المجالات السياسية والاقتصادية فضلا عن قضايا اخرى ذات اهتمام مشترك ، وقد اكدت علي ذلك القيادات في البلدين داعين الي استمرارها لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وأشارت إلي معاني ودلالات الاحتفالات والدور المنتظر لما ستلعبه هذه العلاقة في السنوات المقبلة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قال في برقية التهنئة باحتفالات اليوبيل الذهبي لنظيره الصيني ان العلاقات السودانية الصينية تزداد متانة مع مرور الزمن، وان السودان حكومة وشعبا يشعر بالرضا عن التطور والتقدم اللذين حققتهما العلاقات السودانية الصينية في مختلف المجالات منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 50 سنة, وانه يرغب فى مواصلة توطيد وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون لاكتشاف امكانات التعاون الكامنة بين الجانبين من اجل تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين. الرئيس الصينى هو جين تاو اوضح فى برقية التهنئة للرئيس البشير ان العلاقات الصينية السودانية ظلت تتطور بسلاسة وصمدت امام اختبارات الوضع الدولي المتقلب على مدار ال50 سنة الماضية منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية, وذلك بناء على اساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. واضاف ان البلدين تبادلا الاخلاص والصداقة والاعتماد على بعضهما البعض لاجراء تعاون كامل في شتى المجالات وحققا نتائج ملموسة، كما حافظ الجانبان على اتصالات وتنسيقا جيدا في اطار منتدى التعاون الصيني الافريقي لتسوية القضايا الاقليمية الساخنة وغيرها من الشؤون المتعددة الاطراف. وأشار الي أنه نظرا لان الصين والسودان بلدان ناميان, تمثل تنمية العلاقات الثنائية المخلصة والودية على اساس المساواة والمنفعة المتبادلة مغزى مهما لتعميق تعاون الجنوب-الجنوب والسعي الى التنمية المشتركة وتعزيز سلام المنطقة واستقرارها وتطوير علاقة الشراكة الصينية الافريقية الاستراتيجية الجديدة بالاضافة الى تنمية علاقات الصين مع البلدان العربية. واكد الرئيس الصيني ان بلاده تحترم سيادة السودان وسلامة اراضيه وتؤيد جهود السودان الهادفة الى تحقيق المصالحة الوطنية ودفع عملية السلام وتنمية الاقتصاد الوطني وتحسين معيشة الشعب، مشيرا الى الصين ترغب مع الجانب السوداني فى الحفاظ على الصداقة التقليدية وتعزيز التعاون العملي لدفع علاقات التعاون والصداقة الصينية السودانية الى مستوى اعلى ووصف السفير لي تشنغ ون السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية الصين الشعبية لدى السودان في حوار مع وكالة السودان للأنباء بمناسبة مرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية العلاقات بين البلدين بأنها تتميز بالصداقة الطويلة الأمد والتعاون الشامل. وكشف السفير الصينى أن هذه الاحتفالات باليوبيل الذهبي تقام فى الخرطوم وبكين، كما تنتظم ولايات الخرطوم، جنوب دارفور، الشمالية والجزيرة، وتهدف إلى تمتين العلاقات السودانية الصينية والارتقاء بها إلى مرافئ الشراكة والاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة والسعى المشترك لإقامة عالم جديد يسوده التعاون والسلام. وذكر سيادته (عندما نحتفل بالذكرى الخمسين لهذه العلاقات تحدونا ثقة بأن العلاقات بين بلدينا سوف تتوطد وتتقدم إلى الأمام مهما كانت التداعيات الدولية والصعوبات ، وزاد قائلاً: على هذا الأساس سوف نعمل سوياً مع إخوتنا في السودان في معالجة كافة القضايا ومواجهة التحديات على أساس الاحترام المتبادل والفهم للقضايا ذات الاهتمام المشترك لإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة الصعوبات لأن ذلك مفيد للحفاظ على استقرار السودان وتنميته ومن جانبه أكد الدكتور عوض احمد الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني أن العلاقات السودانية الصينية تميزت بالاستمرارية والتطور طوال الخمسين عاما الماضية لأنها قامت علي الصداقة الحقة والبحث عن المصالح المشتركة بين الشعبين مشيرا إلي التطور الذي شهدته هذه العلاقة في عهد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وهو جنتاو الرئيس الصيني. وقال في حوار أجرته معه وكالة السودان للأنباء بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، إن البلدين أسسا شراكة امتدت لأنها قامت علي جذور طبيعية وتطابق الأهداف والرغبة في استمرار العلاقة رغم حواجز بعد المكان واختلاف اللغة مشيرا إلي أن الصين لها امكانات وحضارة وثقافة. وتحدث الوزير عن إسهامات الصين في السودان التي دفعت بالعلاقات المشتركة بين البلدين إلي الأمام مشيرا الي انه تاتي في مقدمتها الاستثمارات الكبيره في مجالات النفط ثم الكهرباء وقد سبق ذلك الدعم الفني الصيني للسودان في المجال الصحي وذلك بابتعاث عدد من الاطباء الذين عملوا في ولايات السودان المختلفة مما اسهم في تعميق العلاقة الانسانية بين الشعبين فضلا علي تشييد قاعة الصداقة والجسور التي اقيمت في انحاء مختلفة علي النيل لتقف شاهدا ورمزا من رموز الصداقة ومحورا لها وقال وزير المالية أن المتابع للعلاقات المشتركة يجد أن روح قيادتي البلدين تواقة لاستمرار علاقة استراتيجية بينهما حيث يلتقون بتقويم ما سبق الاتفاق عليه ويفترقون علي رؤية مستقبلية تؤدي لاستمرار العلاقة والتوسع فيها. واكد أن نموذج الشراكة بين السودان والصين يصلح بأن يدرس حتى يحتذي وتستفيد منه الشعوب المختلفة مبينا أن الاحتفال بمرور خمسين عاما علي العلاقة المشتركة يعني الفرحة بهذه العلاقة والروح المتبادلة وان السودان سيفتح القوس لخمسين عاما أخرى أملا في أن تمتد إلي الأمام معلنا ان الاحتفال باليوبيل الذهبي ليس القصد منه الاحتشاد أو المظاهر الاحتفالية فحسب ولكن القصد منه أن يكون محطة لجرد الحساب وأن يتم فيه تقويم للتجربة تتم الدراسة لما سبق وان ننظر إلي آفاق أخرى جديدة وان نقوم بإعداد استراتيجية جديدة تفتح منافذ جيدة للشراكة لتطور جديد يتم عبره الاستفادة من امكانات وثروات متاحة في السودان ولخبرات وامكانات تتميز بها الصين خاصة في المجال الزراعي الذي نجحت فيه الصين بتوفير الغذاء لسكانها الذين يقدر عددهم بمليار وأربعمائة مليون نسمة وأكد أن موضوع الغذاء سيكون واحدا من المفاتيح التي سيتم بها افتتاح المرحلة الجديدة للشراكة بين السودان والصين وبخاصة الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية قال بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي إن العلاقات السودانية الصينية تمثل أنموذجا للعلاقات بين دول الجنوب- الجنوب مشيرا إلي مواقف الصين المساندة للسودان في المحافل الدولية فضلا عن دخولها كأكبر شريك اقتصادي مع السودان في مجال النفط وبعض المجالات الأخرى. وقال إن الاحتفال باليوبيل الذهبي للعلاقات بين البلدين يعد فرصة لمراجعة هذه العلاقات والوقوف علي ما تم إنجازه بجانب انه يمثل نقطة انطلاق لدفع حكومتي البلدين لتوطيد علاقاتهما السياسية والاقتصادية إلي آفاق متقدمة وأشاد بمستوي التعاون الصيني السوداني مشيرا إلي انه يصلح ليكون نموذجا يحتذي في التعاون الثنائي بين الدول باعتبار انه يقوم علي احترام السيادة الوطنية والثقة المتبادلة والتعاون المثمر في المجالات كافة بالشكل الذي يعزز المنافع بين الشعوب. وقال إن الصين ليس لديها مطامع سياسية حيال الدول الإفريقية وأنها لا تتدخل فى شؤونها الداخلية مطلقا, معتبرا أن الصين صديقة حميمة للعالم الإفريقى, وان العلاقات بينها وبين مختلف الدول الإفريقية علاقات تنموية تقوم على أساس التعاون الودى.
