لا شك أن الجمهور الكريم كان يتابع عن كثب الجهود التي تبذل من أجل توفير المحروقات للإستخدامات المختلفة على مدار العام ، والجهود غير العادية التي بذلت قبل وبعد توقف مصفاة الخرطوم للصيانة الدورية. ومن المعلوم أن كل المصافي العالمية لا بد لها من توقف دوري للصيانة ، إلا أن الصيانة هذا العام ارتبط توقيته بمشروعات كبرى يتم تنفيذها وهي مشروع توسعة مصفاة الخرطوم نفسها ، واكمال مشروع تنمية حوض ملوط ، حيث جاء التوقيت في قمة طلب المحروقات خاصة توليد الكهرباء حيث يصل التوليد المائي لأدني مستوى له .. ولكن ارتباط الصيانة في الوقت الحرج . وإلا كان من الأنسب القيام بها في الفترة التي يقل فيها الطلب على المحروقات لقد بذلت وزارة الطاقة جهودا مضنية للاستفادة من كل مواعين التخزين قبل توقف المصفاة ، حيث تم استخدام بعض مواعين التخزين التي لم تستخدم منذ عدة أعوام وكما قامت ببرمجة استيراد المحروقات بصورة دقيقة للغاية تراعي فيها جوانب مواعين التخزين وزمن التفريغ في ميناء بورتسودان وسواكن وقدرة النقل البري ، والذي كان يعتمد عليه في نقل الزيادة المطلوبة من الجازولين من وقت لآخر قبل توقف المصفاة كما يقوم بنقل الفيرنست من الأبيض لتوليد الكهرباء. كما قامت شركة خطوط الأنابيب التي تتبع لوزارة الطاقة والتعدين بعكس اتجاه خط ألانابيب الذي كان يستخدم في نقل صادر البنزين الفائض عن حاجة البلاد لكي يقوم بنقل الجازولين من بورتسودان للجيلي ،وقد بدأ العمل بإنجاز هذا المشروع بمجرد إيقاف مصفاة الخرطوم وتم في وقت قياسي يشكر عليه العاملون في شركة خطوط الأنابيب يقوم هذا الخط بنقل 1200 طن من الجازولين يومياً. كما تقوم غرفة النقل البري بنقل أكثر من 1500 طن يومياً من الجازولين بالاضافة الي نقل كل الاحتياجات من قود الطائرت والغاز ، وهو جهد كبير من العاملين في إدارة هذه الغرفة والشركات العاملة في مجال نقل المحروقات لا يسعنا إلا أن نشيد بهذا الجهد المبارك في هذه السانحة. لقد كون السيد وزير الطاقة والتعدين لجنة للتنسيق ومتابعة عملية النقل من الميناء الي داخل البلاد والي كل أقاليم السودان دون استثناء من جمبع الوحدات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة وذلك قبل فترة كافية قبل توقف مصفاة الخرطوم ، للصيانة ولاشك أن المواطنين الكرام يلاحظون أن هنالك بعض الصفوف التي تظهر من وقت لآخر في بعض محطات الخدمة وذلك بسبب معلومات خاطئة لا نعلم مصدرها على وجه التحديد ،بانه سوف يكون هنالك نقص في الامداد ونهيب في هذا العجالة أن نطمئن المواطن الكريم أن الكميات المتوفر والتي تصل عبر وسائل النقل المختلفة والتي تشمل الجازولين ووقود الطائرات والغاز للإستخدام المنزلي كافية ولا حاجة لأي نوع من الخوف أو الهلع من نقص أو انقطاع للإمداد خاصة وأن مصفاة الخرطوم سوف تعاود العمل ابتداء من يوم 12 سبتمبر الحالي كما أن مخزون البلاد من البنزين يكفي لأكثر من 35 يوماً وإنه بمجرد استئناف سوف تبدأ عملة التصدير البنزين عبر خط نقل المنتجات الجديد الذي اكتمل فيه العمل تماماً وهو الآن جاهز ، ولا بد من استدراك نقطة هامة وهي ان العاملين في شركة خطوط الأنابيب قاموا بربط خط الأنابيب القديم آنف الذكر والذي يقوم بنقل الجازولين بمحطة قري لتوليد الكهرباء حتى ينساب الوقود لمحطة التوليد مباشرة دون توقف وذلك خلال أربعة أيام فقط كما تجدر الإشارة الي أن الأمطار الغزيرة والرياح التي أصابت مدينة بورتسودان قبل يومين أثرت تأثيرا كبيراً على محطة الضخ الرئيسية الملحقة بخط الأنابيب الا أن العاملين بجهود جبارة ومتواصلة قد استطاعوا أن يعيدوا المحطة للتشغيل في زمن قياسي وبالرغم من ظروف اختناقات النقل التي يعلمها الجميع نتيجة للطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها البلاد وبعد المسافة بين الميناء ومناطق الاستهلاك إلا أن الجهود المبذولة بعد توفيق الله وعونه سوف تضمن انسياب المواد البترولية لكل مستخدميها دون نقص أو إنقطاع وعلى الله قصد السبيل د. عمر محمد خير الأمين العام نقلاً عن سونا