500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كرة القدم النسائية في السودان بين «الدين» وطبيعة المرأة

الفقهاء اشترطوا بأن تكون رياضة غير تنافسية ولا يشاهدها الرجال.. اتحاد الكرة السوداني يرفضها من واقع الإمكانات والخرطوم تضم فريقاً وحيداً في الكمبوني كابتنة «المنتخب» تؤكد حصول السودان على مركز متقدم وتقول: مستوى البنات في العالم متواضع ظهور ثلاثة فرق جديدة في الجامعات والطالبات يعبّرن باستغراب عن لعب البنات للكورة { مع اقتراب فعاليات كل جمعية عمومية للاتحاد الدولي تنشط أجندة جديدة تتجاذب فيها القوائم أصوات المقترعين وقد شهد العام قبل الماضي تجاذباً من نوع آخر ليس بعيداً عن تجاذب الأصوات وذلك بعد التجربة التي اقترحها الاتحاد الدولي «فيفا» لبعض دول أوروبا وأمريكا اللاتينية بتفعيل كرة القدم النسائية وقامت الجمعية العمومية بتعميم الفكرة على الدول الأعضاء في الفيفا بإلزامها بتكوين فرق ومنتخبات نسائية لممارسة كرة القدم وربطت الفيفا ذلك بالدعم وإنفاذ بعض المشاريع وتفعيلاً من الاتحادات القارية أصدر الاتحاد الأفريقي مؤخراً قراراً قضى بتكوين هذه الفرق في الدول المنتمية له وتمّ اختيار الأستاذ رودلف أندريه عضو إتحاد الكرة السوداني مُمثلاً لهذا المنشط وبعد مرور سبعة أشهر تم استبداله بالاستاذ طارق عطا صالح مساعد سكرتير اتحاد كرة القدم السوداني وعضو مجلس إدارة الاتحاد، رلاّ أنّ الحال ظل على ما هو عليه بلا ترتيبات ملحوظة أو تحرك نحو أرض الواقع، مراقبون قَلّلوا من حماس الاتحاد السوداني تجاه الفكرة من واقع استحالة تنفيذ الأمر، ومتفاؤلون ذكروا أنّ كرة القدم النسائية يمكن ان تمارس في نطاق محصور «عليهن».. «smc» فتحت ملف كرة القدم النسائية ما بين الدين وطبيعة المرأة السودانية والتقاليد الاجتماعية فكانت هذه الحصيلة:- رئيس اتحاد عطبرة { مولانا جمال حسن سعيد رئيس نادي الأمل «العطبراوي» ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة السابق بولاية نهر النيل ذكر إنّه قام بإصدار قرار عام 2000م بإنشاء الهيئة النسوية بولايته من أجل تفعيل رياضة المرأة وممارسة كافة الأنشطة الرياضية، وأضاف أنّ التجربة بدأت فاعلة ولكنها سرعان ما مَاتَت بسبب الإهمال لعدم القناعة بعد ذهابه من المجلس وذلك لغياب التخصص، مشيراً إلى أن الولاية كانت تسير نحو تطبيق كافة متطلبات المؤسسات الرياضية العليا مُبيِّناً إنشاء «22» فرعاً للرياضة النسوية كان من ضمنها كرة القدم، وقَالَ إنّها بدأت ممتازة واستقطبت الدعم الشعبي والرسمي وقامت بالفعل مناشط جادة شَارَكَت في المنافسات المحلية كالماء، الريشة الطائرة والكرة الطائرة وتم وضع لائحة لممارسة النشاط النسوي بالولاية. أما عن كرة القدم فذكر جمال حسن سعيد إن استشار الفقهاء واتفقوا إلى أن النشاط النسوي وكرة القدم تحديداً يجب أن تكون محصورة على جمهور النساء فقط وأن يكون اللبس بمواصفات معينة، وأضاف إن كرة القدم لعبة جماعية لا تمارس الاّ أمام جمهور ويجب أن لا تكون هذه الرياضة تنافسية وأن يكون الغرض منها فقط هو ترويض الأجسام. كيف ابتعدت «الحكمة» منيرة؟ { هذا الرأي يقاطعه مؤيداً المدرب المعروف سيد محمد صالح قائلاً: إنّ كرة القدم النسائية وكافة المناشط الأخرى كانت تمارس في السودان حتى مطالع الثمانينات، وقال إنّ التحرير، الموردة والاتحاد البحراوي كانت لها فرق نسوية تمارس كرة القدم ولكنها تَحَوّلَت تدريجياً إلى ألعاب القوى لأنّ الفكرة لم تكن مُقنّنة وظهر ممتع «خاص» نتاج الدولة الدينية اندثرت على اثره رياضة كرة القدم من السودان. وقال هذا يعني ان كرة القدم النسوية لا تصلح في الدول الإسلامية رغم ممارستها في بعض هذه الدول مثل إيران وأندونيسيا ولكن في السودان تكمن الصعوبة في ثقافة الرجل ونظرته للمرأة، مشيراً في هذا الصدد إلى ظهور بنت تهوى التحكيم وسيرها في هذا المجال واستطاعت أن تدير مباراتين في الدوري المحلي لكرة القدم للرجال «كحكم مساعد» حيث وجدت استقبالاً ممتازاً من البعض واستقبالاً فاتراً وتهكماً من البعض الغالب، فغابت تلقائياً عن هذا الجانب.. هذا يعكس إن الإنسان السوداني له حساسية ضد عمل المرأة في مجال الرجال. يوالي سيد محمد صالح حديثه قائلاً: من ناحية فسيلوجية فَإنّ التركيب الجسماني للبنت السودانية هي زيادة حجمها عند وصولها لسن البلوغ ولذلك لا تستطيع ممارسة الرياضة الاّ عدد بسيط وهذا مازال متواصلاً حتى اليوم وفي المناشط الأخرى غير كرة القدم حيث لا يوجد منهن في هذه المجالات سوى 3% . ويضيف سيد محمد صالحك: إذا أردنا قيام كرة قدم نسائية علينا أن نبدأها من مرحلة الأساس والعودة للحصص الرياضية كما كان يفعل في مدارس الأولاد في السابق، وأشار في هذا الصدد إلى أنّ الفكرة واحدة إلاّ أنّ الاختلاف يكمن في تمتع الأولاد «بالحرية» دون البنات ولذلك يجب أن تكون الحصص المدرسية الرياضية هي المراقب للأجسام وفق رؤى عالمية وتحت إشراف مختصين، لكن لا يمكن على الإطلاق أن نختار «بنات» بصورة عشوائية ونقول إنّهن يمكن أن تشاركنّ في منافسات محلية أو تمثيلها في الخارج حتى لو منْ أجل المشاركة. واختتم محمد صالح حديثه قائلاً: لذلك أشك أن تكون في السودان كرة قدم نسائية أو نسوية وذلك لصعوبة إنزال الفكرة لأرض الواقع بعد أن قتل مناخها الأول. وثانياً لصعوبة وجود أندية تشرف على هذا المنشط. وثالثاً لاستحالة إلباس البنات الزيّ المخصص لكرة القدم وخلاف ذلك أي «زيّ آخر» من حقه أن يعوق الحركة وهذا ما يجعلها تمارس رياضة أخرى غير كرة القدم. كرة القدم النسائية لا تناسب التركيبة السودانية { وبدوره اختصر المدرب المعروف صلاح مشكلة قيَام كرة قدم نسائية في السودان على أنها مرفوضة نسبةً للتركيبة السودانية كما قال، وأضاف إن قيامها يعتبر من رابع المستحيلات للفهم القاصر لرياضة المرأة كما قال وللظروف التي جعلت السودان في مجال كرة القدم الرجالية واقفاً في إنجازات السعبينات. ماذا قالت لاعبات كرة القدم؟ وفي استطلاع وسط بعض لاعبات كرة القدم أكد بعضهن إنّهن يرشحن لتجربة رياضية مثلها مثل المناشط الأخرى، فيما أكّد غالبهنّ أنّ هذه الرياضة في السودان لا مستقبل لها، حيث تقول «سَماهر الرشيد» إنّها تشاهد كرة القدم النسائية ولها أشرطة مُسجّلة لمباريات عالمية ولكنها تُصاب بالإحباط حينما تقارن ذلك بما يجري في السودان، وأضافت انها ترتدي ملابسها وتبحث عن زميلات يعشقن اللعبة، وتكمن الصعوبة في إيجاد مكان صالح لممارسة الكرة وأضافت مؤخراً شهد المنشط إقبالاً كبيراً لكن لظروف البنت السودانية لا يوجد هناك انتظامٌ في وجود أكثر من سبع لاعبات كأكثر حد تصله التدريبات، فظهر أمام أقراننا في العالم الذي يمارس اللعبة، وأضافت المدربة أنّ النظرة السودانيّة لرياضة البنت فيها إجحافٌ في حقها، مُشيرة إلى أن هناك مناشط أكثر مناسبة مع تركيبة البنت، لكن قليلاً جداً منهن هن الذين يبرزن ويصلن لمراكز متقدمة. وقالت إنّ كرة القدم النسائية منشط محارب في السودان ومغيب بفعل فاعل، لكن الشرارة القليلة التي ظهرت فيه من حقها أن تجعل اللعبة تنهض لكن ذلك يحتاج لوقتٍ طويلٍ. { أستاذة التربية الرياضية أسماء عوض قالت إنّ أي رياضة يمكن أن يُمَارسها الإنسان والبنت يمكن أن تهيئ نفسها بنفسها أي برغبتها يمكن أن تلج المجال الرياضي الذي تَود، ولكن غالب بنات السودان لا يمكن أن يكن لاعبات كرة القدم. وبدورها ذكرت لاعبة المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية «سوسكا» إنّ الصعوبات التي تُواجه هذه الرياضة في السودان تتمثل في حصد الممارسة على فئة مُعيّنة من البنات هُنّ بنات الأطراف فلا توجد بنات من قلب العاصمة يمارسن هذه اللعبة وذلك لأنّ الظروف الاجتماعية تختلف، مُشيرة إلى أنهن يلعبن مع الرجال وفي تقسيمة كاملة، وقالت إنّها اكتشفت أنّ هناك كثيراً من الفتيات مستواهن أفضل من الأولاد بكثير. وقالت إنّ السودان به منتخب لكن ليس جاهزاً للمُنافسات لأنّه لا يؤدي مُباريات تنافسيّة أو إعدادية بالداخل لعدم وجود فرق وبالخارج للظروف الإقتصادية المعروفة لذلك توقعت أن لا يشهد هذا المجال نهضة في القريب العاجل. وبدورها ركّزت مدربة مدارس بنات فضّلت إخفاء اسمها أنّ الصعوبة تكمن في سياسة الدولة. وقالت إنّنا نحتاج لسنين حتى لأسباب واضحة أجملها في التركيبة الجسمانية، فالبنت عندنا لا تعرف قيمة الرياضة واهتمامها ينصب على أشياء أخرى ليس على الإطلاق من بينها الرشاقة فإذا كانت البنت السودانية لا توجد حتى الآن في مدرجات المتفرجين لكرة القدم كيف تصبح لاعبة لها؟ هذا احتمال ضعيف وحتى الموجود لا يعبر عن إمكانية أن يكون السودان صاحب فريق في هذا المجال اللهم إلاّ بعد نيف وثلاثين عاماً بعد أن تكون الجهات الرياضية المختصة قد اتجهت نحو مدارس الأساس ورياض الأطفال وأخذت المبرزات من البنات الصغار إلى الخارج وإخضاعهن لتدريبات جسمانية مُعيّنة وفق نظام غذائي معروف وهكذا أما غير ذلك فأقول إنّ الناس ستعيش في وهمٍ كبيرٍ. اللاعبة جواهر فيليب ذكرت إنّ كرة القدم هي رياضة شعبية يجب أن يمارسها أيِّ إنسان وقالت إنها تمارس اللعبة منذ أربع سنوات في الحي والمدرسة، وأضافت إنّها عاشت في إحدى دول الجوار وتَعَوّدت على ارتداء الازياء الرياضية وأنّها تلاحظ أن غالب لاعبات الكرة في السودان لا يعرفن التعامل مع «الحذاء الرياضي» ويُفَضِّلن الأحذية الأخرى التي لا تَتَنَاسَب مع كرة القدم. وقالت إن الفارق كبير جداً بين اللاعبات في الدول الأخرى والسودان ولكنها أقرت بازدياد المنظمات للرياضة. كابتنة أول منتخب: نسعى لتمثيل السودان { وفي الإطار الفعلي لصاحبات الرغبة الحقيقية لممارسة منشط كرة القدم النسوية بل المشاركة بها خارجياً دون اعتبار للتنافس الداخلي والإعداد تقول كابتنة «المنتخب السوداني» سارة إدوارد انها فخورة بأن تكون ضمن أول منتخب سوداني ولها أسهم في إجبار كثير من المرافق على إنشاء فرق نسوية لكرة القدم، وأضافت سارة التي تلعب لمدرسة الكمبوني إنّهنّ يمارسن كرة القدم منذ «5» سنوات وخضن العديد من المباريات ضد فرق الأولاد للناشئين وكانت آخر مباراة في هذا الصدد بدار الرياضة بأم درمان كسبها البنات بهدف، وأضافت سارة إن هذا مؤشر إذا وجدت البنات العناية والاهتمام فسيكن أفضل بكثير من الأولاد لأنّ مشاركاتهن كثيرة في الخارج في ظل غياب مشاركات الناشئين. وأضافت سارة إنها تلعب في وظيفة الثيرباك وتجد نفسها ميّالة للعب في هذه الوظيفة من واقع أنها وظيفة رقابية كانت تظن في البداية أنها كقائد للمجموعة لابد أن تكون في آخر الصفوف ولكنها اكتشفت أن العديد من البنات يفوقنها دراية بلعب كرة القدم، وقالت الآن هناك كشف يحوي ثلاثين لاعبة كل واحدة تنافس الأخرى في الخانة، وإنهن يؤدين التدريبات بصورة دورية تشمل تدريبات لياقة وجري حول الملعب وتكتيكاً لا يختلف أبداً عن التكتيك الذي يجريه المدربون الأجانب لأندية القمة. وأشارت كابتنة المنتخب الوحيد بالسودان إلى أنهن يسعين للمشاركة في الخارج مؤكدةً سهولة حصولهن على نتائج مشرفة من واقع تواضع اللاعبات في جميع انحاء العالم، كما قالت إنّ من نشاهدهن في التلفزيون لا يتفوقن علينا بأي شئ.. وقالت سارة إن مدرب المنتخب يوليهن عناية خاصة ورقابة في الحفاظ على اللياقة البدنية ورشاقة الجسم، وهذا سر مواصلتهن لمدة خمس سنوات متواصلة، مُشيرة إلى إمكانيتهن اللعب لعشرة أعوام قادمات. اتحاد الكرة يَتَخَوّف من المنصرفات وليس الأ يدولوجيا { وفي الوقت الذي يغض فيه الاتحاد العام الطرف على تكوين فريق نسوي لكرة القدم إستجابةً لتوجيهات الفيفا ظهرت ضغوط واضحة من بعض الجهات وغالبها جامعات، فبجانب كلية كمبوني الجامعية ظهرت منتخبات في جامعة السودان كلية «التربية الرياضية» ومنتخب في جامعة الأحفاد للبنات ومنتخب رابع في جامعة الخرطوم «انطلق نشاطه حَديثَاً»، فاتحاد الكرة السوداني اختار رودلف أندريه عضو مجلس الادارة بصفته من الولايات الجنوبية لاختيار فريق على وجه السرعة من هذه الولايات لسهولة الاختيار فيها ووجود فرق تمارس نشاطها في المدارس والأحياء، إلاّ أنّ الاتحاد سرعان ما أعفى رودلف من هذه المهمّة بعد أن رفع تقريراً يفوق في احتياجاته منصرفات كرة القدم الشئ الذي جعل الفكرة تحدث حتى ظهرت مخاطبات الفيفا وتم اختيار طارق عطا الا ان الحال ظل أسوأ مما هو عليه. في هذه الأثناء تحتشد
لاعبات الفرق المذكورة إسبوعياً في مكاتب الاتحاد ويسعين لأخذ تفويض يخول لهم تكوين فرق وقيام منافسات، هذه المجموعات ذهبت للجنة الأولمبية وفشلت وتحاول مع الاتحاد السوداني في أعقاب نشر تعاليم الفيفا الأخيرة في هذا الصدد. ولكن الواضح أن ميزانية الاتحاد لا تسمح بالإشراف على منشطين جماعيين بالإضافة لمهامه الجسام تجاه الاتحادات التابعة له، هذه المعضلة حاول اتحاد كرة القدم حسمها عبر اتحاد المرأة وهيئة الرياضة النسوية لكن الفكرة لم ترق عندهن فتجددت اتصالات اللاعبات بالاتحاد لأنّه الجهة الوحيدة المسؤولة عن كرة القدم في السودان. وفي دوائر الاتحاد يرفض دائماً المسؤولون الحديث، ولكن السكرتير الأستاذ مجدي شمس الدين يقول إنّ الاتحاد سعيد بوجود فتيات يسعين لممارسة كرة القدم وقال إنّ الفيفا واتحادي سيكافا والكاف في طريقهم لتقنين هذا المنشط حتى يمارس كل فرد راغب في الرياضة دون النظر للون والجنس وأخيراً «الجسم». وأشار إلى أنّّّ صعوبات تُواجه انطلاق المنشط منها الأيدولوجي ومنها الحادي ولكنه أشَار لإمكانية انطلاق نشاط نسائي لكرة القدم بسهولة مُبيِّناً إنّهم قد وجّهوا لجاناً مختصة لعمل دراسات وإحصائيات تمهيداً لانطلاق هذه الرياضة وفق مفهوم الفيفا واعترف ببطء هذا الاتجاه إلاّ أنّه ذكر أنّ القائمين على المنشط متابعون لتفاصيله الدقيقة ويعملون على تذليل كافة الصعاب. نجوى كندة: التعقيدات الدينية وراء بطء انتشار كرة القدم النسائية { القيادية بالمنتخب نجوى كندة محمود مصطفى تقول إنّ كرة القدم النسائية تمارس بشكل أفضل في الولايات خاصةً الجنوبية، وأضافت إنها اعتادت على لعب الكرة منذ الطفولة وبدأت ذلك في كردفان، وقالت إنّ «العاصمة» بتعقيداتها «الدينية» ليست المكان المناسب لانطلاق كرة القدم النسائية وأوصت بنقلها للولايات مُشيرةً إلى أنهم ظلوا يَتَجمّعون بالاتحاد العام دون جَدْوَى مبينةً أنه رغم الضغوط التي يمارسها الاتحاد الدولي بتكوين منتخبات لكرة القدم النسوية فإنّ الظروف الاجتماعية والدينية تحول دون ذلك، وأبانت إنه بإمكان القائمين على الأمر البداية من الولايات الأقل تأثيراً بهذه العوامل، وأضافت أن ذلك على ما يبدو هو منحى اتحاد الكرة من خلال متابعتنا له، وألمحت نجوى الى أن هناك مبلغ 250 ألف دولار يمنح للدول التي تهتم بكرة القدم النسائية من قِبل الاتحاد الدولي وهذا مبلغ كافٍ لنشر اللعبة وتأسيسها تأسيساً جيداً. ازدياد ملحوظ في انتساب البنات لكرة القدم { وذكرت نجوى كندة لاعبة الطرف الأيسر في منتخب البنات لكرة القدم المرشح كنواة لمنتخب وطني إنّها تلاحظ قدوم وجوه جديدة من البنات في كل يوم وأضافت إنها تمارس كرة القدم بشكل مُنظّم مع «الأولاد» في الحواري وفي الآونة الأخيرة لاحظت أكثر من سبع بنات يبدين المشاركة وبدأت بالفعل في الدخول التدريجي لهذا المجال هذا في حي واحد ناهيك عن بقية الاحياء كمال قالت. الملاعب والمعدات الرياضية أهم المعوقات { وعن المصاعب التي تَعتَرضْ كرة القدم للبنات ذكرت نجوى كندة إنها تتركز في الملاعب، حيث يعاني الأولاد في مجالات الناشئين ولذلك طبيعي أن تكون الملاعب بالنسبة لنا كنساء أو بنات مشكلة مزدوجة، فالملاعب المكشوفة هي مشكلة كثير من البنات وهناك لاعبات مميزات لهن مستقبل فضّلن الابتعاد عن المشاركة وأداء التدريبات في ملاعب مكشوفة أو مع الرجال والاولاد وهذه النقطة من حقها أن تُؤثِّر في فقد السودان لكوادر مقتدرة وموهوبة وهذه الناحية إذا لم تُعَالجهَا الدولة واتحاد الكرة سيعاني منها السودان كثيراً في اكتشاف المواهب وإيجاد لاعبات سابقات للوقوف بجانب البراعم والناشئين، وقالت إنّ معدات كرة القدم باهظة التكاليف لذلك نجد بعض البنات يمارسن اللعبة بأدوات بالية وهذا عائق أساسي. واتفقت نجوى مع كابتن المنتخب سارة إدوارد بأنّ الحركة نحو ترسيخ فرق كرة القدم النسائية يسير ببطء إلاّ أنّ الجهات المسؤولة وهي الاتحاد العام على قناعة بهذه الفكرة.. إذاً لا خَوْفَ عليها كما قالت نجوى. الخرطوم غير صالحة للعب كرة البنات والحل في الولايات الجنوبية { بدورها ذكرت اللاعبة رنا أحمد إنّها تعشق كرة القدم وتمارسها في الجامعة وكانت آخر مشاركة لها ضد الأولاد في افتتاح ملاعب اللجنة الأولمبية، ولكن ليس في كرة القدم إنّما في السلة، وأضافت أن المشكلة الحقيقية التي تواجههن كبنات هي حداثة التجربة في ظل الظروف المُعقّدة والتراجع الذي تشهده كرة القدم الرجالية هذه انعكست سلباً على استمرارية التجربة، فكل مسؤول تطلب منه دعماً محدداً يقول لك «الرجال عملو شنو!؟» هذه النظرة جعلت البعض منا يتساقط وتلاحظ معي عدم وجود قيادات من عنصر النساء في ظل توجُّه المنظمات النسائية المنتمية للحكومة فهي كثيرة الحديث والرفض لمشاركة بنات السودان في المحافل الخارجية إلاّ وفق شروط محدّدة. هذه النظرة كما تقول رنا افتقدتنا الكثير بالإضافة للعامل المهم المتمثل في عدم وجود نساء مدربات مؤهلات لتدريب كرة القدم وحتى الحائزات على شهادات عليا في الرياضة يفضلن المناشط الأخرى والتدريس في الجامعات لندرة التخصص. وترى رنا أنّ المخرج هو تكوين فريق قومي من الولايات الجنوبية والمشاركة به في المحَافل الخارجية من أجل الاحتكاك ثم إخضاع هؤلاء اللاعبات لكورسات تدريب تُمكِّنهن من العناية بأجيال لاحقة بعد نشهرهن على الولايات وأن يكون ذلك تحت إشراف الاتحاد العام دون الاعتماد على دعم الدولة لأنّها ضد هذا المشروع.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.