منصات حرة أعلن جهاز المخابرات الوطنى بولاية نهر النيل القبض على شبكة متخصصة تعمل فى الإتجار بالآثار وتهريبها وضبط بحوزتهم خمسة قطع لتماثيل أثرية منقوشة وحوالى أثنان وسبعون قطعة من الأحجار التى تحمل نقوشاً وكتابات أثرية نادرة قدرت قيمتها الأولية بثمانمائة مليون جنيه (قديم) إنتهى الخبر، هذا إخوتى ماتم ضبطه وما خفي أعظم ومن المعلوم تاريخياً أن المنطقة من وادى حلفا شمالاً وحتى سوبا جنوباً هى مناطق آثار لتاريخ مملكة كوش وهذا تاريخ يعتز به كل السودانيين ،ولكن المأساة تكمن فى ضياع هذا التاريخ على أرض الواقع ألا يكفينا التقصير فى تدوين هذا التاريخ وتدريسه لطلابنا فى المدارس بدل هذه المناهج التى تدرس اليوم والتى لا تتحدث عن تاريخ هذه البلاد المهم ،مايهمنا هنا هذا التاريخ الذى لا يجد إهتمام رسمى من الدولة فكل يوم يهرب تاريخنا إلي خارج البلاد ويباع بملايين الدولارات والدولة لا تريد حتى مجرد حماية هذه الأثار من اللصوص والعصابات العالمية المتخصصة فى سرقة الآثار فالعالم عندما يكتشف أثر قديم يحتفل بهذا الحدث ويعلنه على الملاء والعلماء يعرفون تماماً أن تاريخ السودان الحقيقى مايزال فى باطن الأرض ..ولاية الشمالية ونهر النيل والخرطوم هى من المناطق التى كانت بها أعرق الحضارات التى سادت وكان لها شأن ،فبدلاً من أن تصبح قبلة للسياح والباحثيين والوفود العلمية هى الآن وكر لللصوص وعصابات التهريب التى تجنى ملايين الدولارات من وراء تهريب آثارنا وتاريخ جدودنا فالتاريخ لا يقيم بالمال والشعوب التى تحترم تاريخها وتحافظ علية هى تلك الشعوب التى تجد الإحترام والتقدير أما تلك التى تحتقر تاريخها ولا تحافظ عليه هى شعوب غير جديرة بالإحترام ..والمؤسف أن معظم آثارنا اليوم تقبع فى المتاحف العالمية دون أن يصدر أى صوت إحتجاج من دولتنا ودون أى مطالبة بإعادة هذا التاريخ ..والمحزن أن هذه الآثار تستخدم لطمس حضارتنا وتاريخنا وتزييفه فالحضارة النوبية فى شمال السودان هى من أقدم حضارات الدنيا ..وكل المراكز البحثية والعلمية تدرس هذا التاريخ وتهتم به إلا نحن ..نحن لا نتذكر أن لنا تاريخ وحضارة إلا بعد أن تضبط بعض الأثار المهربة للخارج بالصدفة ،تاريخنا زاخر وحافل فلماذا يجد هذا التجاهل الرسمى والشعبى معاً .. مع ودى ..