* أن ترضخ الحكومة للضغط الجماهيرى وتتهيب نتائجه الوخيمة فتعلن عن تكوين آلية لمكافحة الفساد وتقوم هى نفسها بتسريب الوثائق التى تدين بعض أعوانها الاقربين بغرض تقديمهم ك(كبش فداء) لا شك انه أمر طيب جدا لأنه يطمئننا على اقتراب الربيع !! * ففى تونس رعى الرئيس المخلوع زين العابدين بن على قبل سقوطه بعشرة اشهر فقط دورة الانعقاد السابعة والعشرين لوزراء الداخلية العرب فى الخامس عشر من مارس 2010 بالعاصمة التونسية، وألقى كلمة عصماء عن ضرورة مكافحة فساد القطاع العام فى العالم العربى ووجه الأجهزة التونسية بتعرية وكشف الفساد فى تونس وتقديم اى مسؤول تحوم حوله شبهات الفساد للتحقيق الفورى، ثم قام بعزل الحكومة امام الضغط الجماهيرى فيما بعد ولم يكن يتخيل وهو يفعل ذلك أن سيكون هو أكبرالساقطين والملاحقين بتهمة الفساد بعد قيام الثورة وهروبه الى السعودية ..!! * وحدث نفس الشئ فى مصر التى أعلن نائبها العام عبدالمجيد محمود فى شهر ديسمبر 2010 قبل شهر واحد من انفجار الشارع المصرى عن انشاء لجنة قومية لمكافحة الفساد المالي والاداري، وقبل ذلك قال المخلوع المصرى فى الجملة الافتتاحية للبرنامج الانتخابى لانتخابات مجلس الشعب 2010 "إننا نخوض الانتخابات القادمة وأعيننا علي الشعب.. ونطرح برنامج الحزب للسنوات الخمس المقبلة من أجل المزيد من النمو وفرص العمل وتحسين الدخول.. نطرحه من أجل المزيد من التصدي للفساد" وقبل ان تنقضى بضعة اشهر غرق الفرعون فى بحر الفساد الذى كان يسبح فيه. * وفى الجماهير الليبية العربية لاشتراكية العظمى فلقد كان الشعار المرفوع على جدران المبانى الحكومية طيلة 42 عاما من الحكم الشمولى هو ( نعم للنزاهة.. ونعم للتنمية)، ولم يسكت القائد الاممى لحظة واحدة فى محاضراته الهزلية الطويلة امام المؤتمرات الجماهيرية عن شتم الفساد والفاسدين ومطالبة الشعب الليبى بفضحهم، قبل ان يتبين للعالم انه كان الفاسد الأكبر ..!! * أما فى اليمن السعيد، فلقد أمر الرئيس على عبدالله صالح الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بتحريك كل الملفات المجمدة للفاسدين وإحالتهم للقضاء وفى مقدمتهم (أولئك الذين يدعون الطهارة وهم غارقون فى الفساد) وكان ذلك فى 2 سبتمبر 2010، ولم يمض سوى عام حتى شهد الناس فضيحة سقوطه وتوسله للبرلمان اليمنى كى يمنحه حصانة تتيح له الهروب من جحيم الدنيا الذى الذى كان سيتقلب فيه .. ولكن اين يهرب من جحيم الآخرة ..!! * ما أجمل الآليات .. وما اطيب الكباش، وما أحلى طيور الربيع ..!! الجريدة 15 فبراير 2012 !-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:3 0 0 0 1 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; font-size:10.0pt; mso-ansi-font-size:10.0pt; mso-bidi-font-size:10.0pt;} @page WordSection1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:35.4pt; mso-footer-margin:35.4pt; mso-paper-source:0;} div.WordSection1 {page:WordSection1;} --