يا بني يعرب هبوا وانصروا قدسكم هذا وذودوا عن حماه واستعيدوا ما بناه الاولون لم اجد أنسب من افتتاح مقالي على شرف المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس تنفيذا لقمة سرت وبرعاية جامعة الدول العربية بفندق ريتز 26/27 فبراير إلا استعارة أبيات من قصيدة كتبتها قبل سنوات بعيدة الاستاذة شيخة احمد المحمود وزيرة الدولة ووزيرة التربية والتعليم الاسبق بعنوان " ابناء يعرب " قالت في مطلعها : ماذا جرى أبناء يعرب هل فقد الآباء لديكم معناه أين الشهامة والرجولة والشمم أين الكرامة أين وآمعتصماه صرخة من فتاة العرب انطلقت تطلب الغوث تنادي يا حماه صرخة من أقاصي الأرض جاءت فاذا القائد والجند رجالا وأباة في سبيل الحق ساروا نهضوا لاحت لي القصيدة لأن مفرداتها تتناسق تماما وما التف حوله المؤتمرون وكأني ب " المحمود " تلغيها حية في حضرة اللذين جاءوا من شتات الارض لنصرة المدينة المباركة ونسجت حروفها فثقبت بها جدارالمستقبل الذي تعيشه القدس الان حيث يتمدد الاستيطان " وتتفجر " الانتهاكات في سباق همجي غير مسبوق لتهويد بوابة السماء للارض معراج سيد البشرية المصطفى ولطمس معالمها العربية ولخلخلت ارثها وتراثها من جذوره بالحفر تحت قبة الصخرة لهدم المسجد الاقصى واظهار الهيكل المزعوم . · المؤتمر شهد حضورا لافتا للقادة السياسيين لعرب 48 ورجال دين من الديانات الثلاث توزعوا في ورش عمل متخصصة لبناء خط دفاع قانوني وعلمي ولجنة لمنظمات المجتمع المدني حضرت غالبية مداولاتها لانها تمثل النبض الانساني والدماء الحارة التي ستتدفق في شرايين الانفس للتحريض الايجابي وقد لفت نظري التقرير الدقيق الذي قدمه رئيس الجلسة د. وليم فندلي عن قدرة الاعلام الامريكي الفائقة لمخاطبة الوجدان العالمي بطمس حقائق الاشياء وتجييرها لصالح الخروقات الاسرائلية في مقابل ضعف الآلة الاعلامية العربية وقصور ادواتها . · ان الاقتراح الذي دفع به سمو الامير لاستصدار قرار مجلس الامن لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الخروقات الاسرائيلية منذ احتلال عام 48 لتغيير معالم القدس ولاجبارها للتراجع عن تهويدها إن قبض عليه بالنواجذ وبالعزيمة التي لا تلين لاتي أكله كما ان مداخلة سموه حينما قال اجدادنا العظام هم من ذهبوا للقدس واوقدوا سراجها بالزيت تعقيبا على كلمة الرئيس الفلسطيني أبو ماذن شكلت حوارات ثنائية وجماعية بين اروقة المؤتمر فغير خفي انحياز قطر لنصرة الحق العربي والاسلامي ورعايتها للجنة الدائمة التي تقر المساعدات للمؤسسات المقدسية الصحية والتعليمية وعلى سبيل المثال " وقفية القدس " لبناء برج يتكون من 106 طابق بالدوحة . · وإن كان الجهد الرسمي القطري هو التزاما مستداما فان قصيدة " ابناء يعرب " لسعادة المحمود تبقى انموذجا للحس الشعبي الانساني الذي ينداح هنا وهناك وهو اعتدادا بعروبية القدس وتشبثا محمودا بسيرة الرسول الكريم قالت ميمونة مولاة النبي "ص " يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس قال : أرض المنشر والمحشر ، ائتوه فصلوا فيه ، فان صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه قالت : أرأيت من لم يطق ان يتحمل اليه او ياتيه ؟ قال : فليهد اليه زيتا يسرج فيه ، فان من أهدى له كان كمن صلى فيه " ابو داود وابن ماجه واحمد " عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : وسيبقى " الزيت القطري سراج دائم للمقدسيين " طالما صب في مواعين انفكاك أسر اول القبلتين .