اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    جون مانو يقترب من اهلي بنغازي    رئيس بعثة منتخبنا الوطني الى جوبا يضع النقاط فوق الحروف…محمد سيد أحمد: الشكر لسعادة الرئيس سلفا كير والمستشار توت    مجزرة ود النورة... هل تسارع في تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية؟    المدير العام لقوات الشرطة يؤكد ان قوات الاحتياطي المركزي قدمت تضحيات كبيرة في معركة الكرامة    البرهان يؤكد عزم القوات المسلحة القضاء على المليشيا الإرهابية وأعوانها    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي وفد هيئة شورى الفور    مصدر دبلوماسي : الخارجية السودانية لم تتواصل مع نظيرتها السعودية بشأن إيقاف المواطن (المصباح أبو زيد طلحة)    ️ الهلال يكون غرفة لمتابعة مطلوبات لجنة التراخيص    قرار ولائي باغلاق المدارس بجميع المراحل الدراسية بالولاية    وصلت 50 درجة مئوية.. ما وراء موجة "الطقس شديد الحرارة" في مصر؟    محتال يُقلق نجم منتخب السودان قبل جولات الحسم لكأس العالم 2026    منتخب مصر يواجه أزمات قبل موقعة غينيا بيساو بتصفيات المونديال    تحقيق أوروبي.. استثمارات ل"اتصالات الإماراتية" في بلغاريا والمجر وصربيا وسلوفاكيا    ماكرون وبايدن يعبران عن مخاوفهما إزاء عمليات نقل الأسلحة من إيران وكوريا الشمالية    حبس عمرو دياب.. محامٍ يفجر مفاجأة عن "واقعة الصفع"    اتحاد الكرة السوداني يشيد بحكومة جنوب السودان    تحديات تنتظر رونالدو في يورو 2024    انقطاع الكهرباء والموجة الحارة.. "معضلة" تؤرق المواطن والاقتصاد في مصر    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تضع زميلتها ندى القلعة في "فتيل" ضيق: (هسا بتجيك نفس تحملي في أوضة وبرندة وسط 13 نفر وفي ظروف الحرب دي؟)    شاهد بالفيديو.. شاب من أبناء "الشوايقة" يتوعد القائد الميداني للدعم السريع "جلحة": كان فضلت براي في السودان ما بخليك (جاك الوادي سايل أبقى راجل عوم والمطر البدون براق جاك يا الشوم)    نصائح مهمة لنوم أفضل    أديب: الحكومة الجديدة تحتاج "سوبر مان" لمواجهة التحديات    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    الجزيرة تستغيث (4)    انتظام حركة تصديرالماشية عبر ميناء دقنة بسواكن    "كعب العرقي الكعب" .. وفاة 8 أشخاص جراء التسمم الكحولي في المغرب    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    "إكس" تسمح رسمياً بالمحتوى الإباحي    حادث مروري بين بص سفري وشاحنة وقود بالقرب من سواكن    تونس.. منع ارتداء "الكوفية الفلسطينية" خلال امتحانات الشهادة الثانوية    السعودية.. البدء في "تبريد" الطرق بالمشاعر المقدسة لتخفيف الحرارة عن الحجاج    وفد جنوب السودان بقيادة توت قلواك يزور مواني بشاير1و2للبترول    صدمة.. فاوتشي اعترف "إجراءات كورونا اختراع"    بنك السودان المركزي يعمم منشورا لضبط حركة الصادر والوارد    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزرة (باغز باني) الشعبية وفجلة (دونكي شِريك) الانقاذ و جرجير حركات(الضباع الضاحكة الرقطاء) 1-3
نشر في سودانيزاونلاين يوم 07 - 03 - 2012


1- جزرة (باغز باني)
من قصص الفساد الإنطباعية عن الشخصية الجنوبية التي أستحضرها دائما وتشكل قناعة عامة عن الإنسان الجنوبي الذي لاتتغير جيناته ابداً هي قصة طريفة عن السياسي المخضرم من جيل الاستقلال المحامي بوث ديوث الذي عرف بشخصيته القوية الملتزمة وعفته ونفوذه القوي في الجنوب ضمن الرعيل الأول لجيل الإستقلال ،لكن وقتها وصلت أخبار للحاكم العام الانجليزي عن تلقيه لرشوة قدرها 5 ألاف جنيه مصري من عملائها في السودان وشاع خبرها بعد أن ظهرت عليه ملامح الثروة خاصة و أنه لم يكن يتلقى وقتها راتب يتعدى الثلاثون جنيه (مصري) في الشهر كرئيس لمجلس محلي في الجنوب وكنائب برلماني (وبوث ديوث أول نائب برلماني عمل كخادم في منازل الموظفين الأنجليز في وقت سابق قبل أن ينتقل عصامياً بجهد شخصي خالص ليلتحق بالخدمة المدنية الادارية ويترشح لاحقا باغلبية للإدارة المحلية) وعندما وصل خبر الرشوة للحاكم العام الإنجليزي طلب الاميرلاي عبد الله خليل يستفسره عن حقيقة الأمر متحسراً أن الرجل عرف عنه نظافة اليد وحسن الخصال ، فإندهش عندما اخبره عبد الله خليل أن بوث ديوث فعلا تلقى رشوة من المصريين وانه بالفعل حسن الخلق والخصال لانه لاحقا قد بعث له بمذكرة يخبره بها ويعتذر عن فعلته موضحاً فيها أن وضعه المالي كان سيئ وقتها وفي حوجة للمال لذلك قبل رشوة المصريين واعداً في نفس الوقت بأنه لن يستخدم المبلغ الذي تلقاه في اي أعمال دعائية ضد جبهة الإستقلال ،كما وعد أنه عند إنعقاد جلسة البرلمان سيكون موقعه والنواب التابعين له بجانب المعارضة!! ، فاستفسر مندهشا الحاكم الانجليزي العام عن تناقض ذلك؟ فضحك عبد الله خليل وقال مقولة مأثورة بالنسبة لي تختصر هذه القصة وما سأتناوله لاحقا بقوله التعميمي :"أن الجنوبيين دائما في حوجة للمال وأنهم إذا لم يتحصلوا عليه من طرف بجانبهم سيتحصلوا عليه من الطرف الأخر بغض النظر ، لكنهم في نفس الوقت من الصعب أن تضمن ما يؤمنون به وما يمارؤنك ويبيعونك حوله بسهولة" مضيفا بسخرية (ولها قصة اخرى) ربما كان السبب "عجز السيد عبد الرحمن المهدي مواجهة تكاليف دفع فاتورة بيرة بوث ديوث الباهظة في حانات الخرطوم وقتها " ثم اضاف في مزح مقولة ماثورة منه كذلك عن بوث ديوث "أنه شخصية محبة إلإفراط في شرب الخمر لكن أطمئنك أنه بغض النظر عن الكمية الضخمة التي يتجرعها لاتؤثر فيه او في مقدرته كمحامي في الإقناع" وقد شاعت هذه المقولة عن عبد الله خليل حتى في التلكسات الرسمية وفي المأثر التاريخية لتصبح مثلا عاما متداولا وقتها حتى في المكاتبات الرسمية عن صفات الجنوبي المخلص
(He is a powerful Drinker as a powerful Orator)
(راجع تحقيقي الاستقصائي عن خفايا القصة الحقيقية لسيف المَهدي المٌهدي)
وهنالك الكثير من الأمثلة التي يمكن أيرادها في مقال رآي الخاص هذ عن شخصية أشقائونا الجنوبين لا غاية من ذلك للإعلام عنها بعد ان فات أوانها او في هذه المرحلة غير مصلحتهم وساورد هنا قصة اخرى من الإنطباعات التاريخية قد تحسب للتأثير التسويقي لإستمالة القارئ أتمنى أن ينتبه هو الأخر أنها إنطباعات عامة ، وهي عن تلك القصة المشاعة لقبيلة الدينكا عندما زارها الحاكم العام السير هاو ، فإحتفى زعيمها ضمن إحتفال بهي بزيارة الرجل الأبيض فيه (حكمة موغلة) حيث قدم له ثور ضخم هدية واعلنه رئيس للقبيلة مطلقاً عليه إسم صقر السمك ذو المنقار الاحمر (The red mouth Fish Eagle) فانتبه السير هاو للورطة وأعتذر بدبلوماسية الحاكم العام (الثنائي ) على عكس طبعا عن قصة الطاقية التي البسوها بوش الإبن!!
العظة أن كسب ود السياسيين الاجانب او خداعهم قد يكون ساهلا لكن عندما يكون هؤلاء رجال أعمال وخاصة شركات تجارية مشبوهة يصبح الصائد بالنسبة لهم طريدة حيث قانون الربح المادي لا الخسارة هو مايحكم اللعبة وكل الاسلحة مشروعة من خداع اوغيرها ،ويصبح دهاء السياسي الجنوبي خاصة اذا كان (عسكري مليشيا سابق) مجرد شخص باحث عن متاعب بنفسه حيث ماطفح حتى الأن من القصص التي حبكتها الشركات التجارية لسياسيه و من غرابتها ومدى خيال من يحبكونها له تفوق بجدارة السيناريوهات التي يضعونها لشخصيات أفلام (وآلت ديزني) الكارتونية الساخرة ،وقد يذكر القارئ منها سيناريو الجزرة وذلك الأرنب "الداهية" (باغز باني) او متاعب الحمار "الغشيم" (دونكي شريك) بسبب فصاحته ، والاثنان هنا يجسدان واقع لسيناريو فخين أٌعِدا بحذق احدهم ل(باغز باني) الحركة الشعبية في الجنوب المعروف بلهثه خلف جزرته الشهيرة فيكتشف انه يحمل اصبع ديناميت! والأخر ل(دونكي شريك) الإنقاذ وهي لاتحتاج اكثر من فجلة ليلهث بغباء خلفها وساترك جانباً الأن فهلوانية حركات (الضباع المرقطة الضاحكة) فهي لاتحتاج حتى لجرجير لتقع في اي فخ!!، كما سأعود لصاحب "الفجلة" الذي لايحتاج لعصاة لاحقاً في الجزء الثاني من هذا المقال المطول الذي ارجو ان لايمله القارئ.

اولا: عن المخفي خلف الجزرة "المدلدلة" أمام (باغز باني) الحركة الشعبية
ففي يوم الجمعة الماضية إستغربت عدم ورود اسم باقان أموم فمهمته إشغالهم في محادثات اديس حين كنت اتابع مجريات إنزال (سيناريو وآلت ديزني لشرق أفريقيا والبحيرات) على ارض الواقع وقد وقفوا يتوسطهم المحتفى بثروته رئيس جنوب السودان (الكاثوليكي المتدين حاليا على عكس جون قرنق المتقلب بين الانجيليكانية و الشيوعية) وبيمناه الرئيس الكيني مواي كيباكي (الكاثوليكي- المعمد بأسم ستانلي اميليو من قبل البعثة التبشيرية الايطالية في شبابه) وعن يساره الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي (الأرثوذكسي الكاثوليكي حالياً-ومؤسس فرع الحزب الماركسي اللينيني في منطقة التغراي سابقاً) ،كان يحمل كل منهم علم دولته بنفسه وليس حرس الشرف المرافق له في إصطفاف أشبه بحملة الرايات المذهبية الزاهية الالوان التي كانت تجوب شوارع بلفاست في مواسم صراع الطوائف الدينية الايرلندية ، و(ساعود لسبب هذه الاشارة لمذاهبهم الدينية الخاصة كذلك لاحقاً) ، وقفوا أمام كاميرات الصحفيين ،معلنيين بذلك الإستعراض للرايات تدشين إنطلاق العمل في إنشاء خط الأنابيب الذي سينقل بترول الجنوب الى ميناء لامو جنوب شرق كينيا بالقرب من الحدود الصومالية المضطربة وسيضم المشروع الذي يعد الاضخم في تاريخ افريقيا و بتكلفة أولية قدرها 23$ بليون دولار أمريكي حوالي( 1.5ترليون شلن كيني) ، بناء ميناء جديد لكينيا سيكون حجمه أكبر بخمسة اضعاف مقارنة بحجم ميناؤها الوحيد في ممباسا وسيتم بناء مصافي تكرير للبترول وخط للسكة حديد؟! وطريق معبد دولي يمر بجانبه لتواصل سكانها ولنقل البضائع التجارية بينهما ولنقل موارد أخرى خفية أهم بكثير جداً وهي صلب الموضوع وسبب انشاء خط السكة حديد كما سوف ابين هنا كما سيساهم المشروع في خلق 500 الف وظيفة لمواطنها.
و مناسبة هذا الاحتفاء لم تكن للإعلان عن توقيع إتفاقية التفاهم حوله اوبداية الشروع في دراسة المشروع الضخم الذي تحتاج أي مؤسسة للدراسات و التخطيط سنوات لإعداده ، فهذه المرحلة التي مازال يخوض فيها أشباه السياسيين لدينا وإعلامنا السلحفائي تم إنجازها نيابة عن صاحب المشروع منذ سنتين تقريبا حتى قبل الإعلان عن ماسيتمخض عنه الاستفتاء (المضمون) وقد لمحت لذلك في مقالة رآي سابقة وقتها وعن المداخيل والخسائر في حالة عدم انفصال الجنوب التي ستتكبدها بعض دول الإيقاد(راعية إتفاقية السلام بجدارة!) وأعربت عن إحباطي عندما ذهب البشير لحضور الاحتفال بفصل جزء من وطنه ممثلا لها رغم عدم تنفيذ بنود الاتفاقية كاملة وقتها!.
المشروع الحقيقي غايته الأساسية ليست البترول ولكن اولا دعونا نحسب جزرة بترول (باغز باني) التي ستدخله الشراك المنصوبة له ، فبارقام تقريبية نجد من تقسيم عائدات النفط في الفترة الانتقالية وفقا لاتفاق السلام الشامل حيث كانت حصتة 50% من جميع العائدات قد تحصل الجنوب حسب الارقام المعلنة على 8 بلايين من الدولارات في الفترة بين 2005 الى 2010 تقريبا أي بواقع 1.6 بليون دولار في السنة فاذا كانت اجمالي عائدات النفط حسب هذا الرقم التقريبي المعلن هي 16 بليون دولار في الخمسة أعوام منذ الاتفاقية وحتى الاستقلال رسميا اي بواقع 3.2بليون دولار في العام ومعروف ان الجنوب ينتج 85% من ذلك الاجمالي بالتالي ستكون عائدات الجنوب من نفطه بعد إستقلاله في حدود 2.7 بليون دولار في العام.
وهنا بحساب ما اعلنته حكومة الجنوب نفسها وكثير من الاقتصاديين ان هذه الايرادات من النفط تذهب لتغطية 98% من ميزانية الدولة الاساسية اي ان ما ستوفره من ابار النفط الحالية اقل من نصف مليون دولار في العام ،وحتى وان نجحت توتال التي بدات بصماتهاواضحة فيما يجري الان من كنس وتهجير لسكان المناطق من المربعات الواعدة التي دخلتها وتلك الشركات الاخرى التي في إنتظار اجلاء مدن كبيرة لأن الاحتياطي الاضخم يقع تحتها وتمكن الجنوب من انتاج ضعف ما ينتجه وهو ممكن حسب كمية الاحتياطي الذي يحويه ووفر افتراضياً بعد الانتهاء من مد خط الانابيب بليون دولار اخرى في العام من دون خصم قيمة ما سيدفعه لكينيا لمرور البترول وخدمة الانابيب والتصفية وغيرها مستقبلا فسيحتاج الى عشرة أعوام اخرى فقط لدفع نصيب هذه الشركات العاملة لتغطية فترة التوقف ودفع قيمة وفوائد الاستثمار لنسبة مشاركته في ال23$ بليون دولار امريكي المستثمرة في الخط والتي ان كانت بواقع عشرة في المئة فقط في العام كتمويل من مؤسسات تجارية ستكون هنالك اضافة قدرها 40% في الاربعة اعوام وكل ذلك تقريبي و كذلك ممكن لكن لن يكون للجنوب أي فوائد ضخمة من عائدات بتروله لعشرات الاعوام وسيجد نفسه قد دخل في نفس الفخ الذي وقعت فيه دول بترولية افريقية عدة منها تشاد التي لم تجني او مواطنها منه شيئ حتى اليوم وسيرضخ طبيعيا لمذيد من شروط مؤسسات التمويل التي نصبت له شراكها.
ولكن المخطط الحقيقي لنهب الجنوب ليس من أجل الاستثمار في النفط فعائداته التي لاتغطي حتى ميزانية جوبا لن تملاء خزائن حي او ميزانية مقاطعة ثانوية في واشنطن كما يعتقد دهاقنة الحركة الشعبية و(باغز بانيها) او (همباتة) السودان فهنالك ثروة أكبر يسيل لها لعاب الشركات الدولية فمن الميزات الطبيعية النادرة التي ظلت مقصد مصالح الدول الكبرى في منطقة البحيرات وجنوب السودان منذ قرن وحرمته والسودان من الاستقرار حتى وصلت لغايتها بجانب الاراضي الخصبة أنه يحتوي أيضا على العديد من الموارد الطبيعية الأخرى ، أربح من النفط وبكميات ضخمة مثله مثل الكنغو الذي يجاوره الذي ظل ينهب (على عينك ياتاجر)على مر العصور من دون وجيع لأن مواطنه تم بالتمويل المادي الخفي لمتفلتة وسذج منهم شغله بحروب وصراعات سياسية عبر مليشيات مطلبية مثله مثل السودان، فالجنوب يحوي على كمية ضخمة من خام الحديد والنحاس، وخام الكروم، والزنك، والتنجستن، والميكا، والفضة، والذهب، بجانب ثروة طبيعية من المنتجات الغابية غير المحصودة والاراضي الزراعية الخصبة التي لاتحتاج سوى معاول.
والضمانات الحقيقة المادية لهذه الاستثمارات في المغامرة المشبوهة التي وضعت من أجل عودة الاحتلال الفعلي عبر شركات وهمية للمنطقة لم تأتي من الحكومة الأمريكية او الغربية مباشرة لانها تدري حجم المغامرة بل عبرأيادي خفية لشركات كبرى بها لاعلاقة لها بقطاع النفط وقد إنكشف ذلك منذ الوهلة الاولي حتى قبل اعلان نتائج الاستفتاء عندما قامت قيادات من الحركة الشعبية بتغيير قوانيين ملكية الاراضي في الجنوب في ما عرف بقانون اراضي عام 2009 لإرضاء هذه الشركات.
وصاحبه إعلان من شركة (لاعب الكريكت) نايل بتروليوم التي شاع انها دفعت تكاليف الاسلحة وتمويل الحركة الشعبية طوال سنوات الحرب و حظيت فيما بعد كترضية وإمتنان لها بجزء من (كيكة) قطاع النفط فيه رغم انه ليس من حقها كما لم يكن غايتها الحقيقية من تمويل الحرب فبمجرد تمرير قانون الاراضي او في الحقيقة قانون نهب الاراضي هذا اعلنت الشركة عن تحويل استثماراتها الى شراء اراضيه تحت غطاء توجهها نحو الزراعة بعقودات ملكية للارض تصل لمئة عام و التي تعطيها لاحقا حق التنقيب فيها وفعلت شركات عديدة اخرى كذلك منها شركة التبغ البريطانية الامريكية الكينية وهذه استثماراتها الحقيقية هي في الثروات المعدنية بالمنطقة وتحظى بحماية خفية وظلت تعمل كغطاء للعديد من الشركات المشبوهة في المنطقة من قبل الاستقلال ومتهمة بضلوعها في ما يحدث في الكونغو من نهب وبنفس القدر اندفعت بالمثل شركة جارشا كابيتول الامريكية لشراء 850.000 ميل مربع قبل ان تكتشف ان تماسيح الحركة الشعبية التي باعتها الاراضي لاتملكها فكان لابد والاستيلاء عليها عبر سماسرتها في برلمان الحركة الشعبية التي هي الاخرى لن تستطيع ضمان تمتع شاريها بها مالم تعمل كعصابة نيابة عنهم وكشرطي مسلح تسجن القبائل التي بها او تفتعل معارك قبلية بينهم لإبادتهم وتهجيرهم وهو بالضبط ما اقدمت عليه في وقت سابق تحت غطاء نزاع الجولو مع النوير واغمضت توتال التي تمتلك 90الف ميل مربع منها اعينها عن ما يدور ان لم تكن الشبهات تدور حولها هي الاخرى فلها تاريخ قذر في المنطقة!! اما قصة فضيحة شركة النيل للتجارة والتنمية الامريكية التي وقعت اتفاق لإستئجار ما يصل إلى مليون هكتار من الأراضي في عام 2008 هذه تحت غطاء إنتاج الوقود الحيوي في ما وصف بأكبر عملية نهب لاراضي الجنوب حتى من قبل الولايات المتحدة نفسها رغم ذلك اغمضت اعينها عنها رغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن الشركة تستخدم مشروع الزراعة هذا كوسيلة لدفع مصالح تعدين أخرى في جنوب السودان ، وقد إنتفض سكان منطقة اللادو ضدها حتى ان رئيس قبيلتها هدد بقتل من وقع إتفاق الاراضي ذلك من دهاقنة الحركة الشعبية، ثم ظهرت قصة شركة سايتاديل كابتول التي ذكر انها مسجلة في مصر و اشترت 250.000هكتار كذلك من اراضي منطقة البحيرات بمبلغ سنوي لايذيد عن 125الف دولار في العام بعقد لمدة ثلاثون عاما وهنالك دلائل كثيرة تشكك حول طبيعة ما تنتجه تحت غطاء الزراعة بينما اختارت ان يكون كل عمالها من زيمبابوي البعيدة التي ستدفع مستقبلا بالجنوب ليقع في نفس ورطتها!!
ورغم ان الحركة قالت انها ستعيد النظر في جميع الصفقات من قبل الشركات الأجنبية ومحاولة سد الثغرات القانونية العديدة التي سمحت للشركات الأجنبية إلى "انتزاع" مساحات كبيرة من الأراضي من دون علم الحكومة والمجتمعات المحلية ان لم تكن كل اراضي الجنوب الأن قد رهنت او بيعت الا أن متنفذيها الذين هم خلف المشروع الاخير والداهية (باغز باني) هم من دعوا المستثمرين المشبوهين عبر مصالحهم خاصة وعلاقاتهم الدولية المشبوهة المفضوحة ويعلمون تماما ان امثال هذه الشركات تبحث عن عوائد سريعة أو شراء للاراضي للمضاربة في اسواق المال كمشاريع محتملة تعيد فيها اولا رأس مالها الذي غامرت به وماتبقي سيكون مسمار جحا الحقيقي لاحتلال المنطقة التي هي الغاية الحقيقية الخفية لهذه الشركات وقد انكشفت بعضها في الكنغوا مؤخراً بفضل تحقيق صغير إستقصائي وقتها كاد أن يعصف بصاحبه ومازالت الصحافة الغربية تتناقل اخباره عندما فطن لخدعتها للسلطات في الكنغو في ما يشبه من طرافتها وسبهللية الحكومة الكنغولية تلك القصة المازحة التي تدور حول مكسيكي ظل يقطع الحدود الامريكية عبر البوابة الرئيسية وهو يركب عجلة (بيسكلته) وعلى كتفه جوال ملئ بالرمل وفي كل مرة يخضعه حرس الحدود للتفتيش ويبعثوا بمحتويات الجوال من الرمل للتحليل الجنائي وتاتي النتيجة ان محتوياته رمال عادية وظل يكرر ذلك وحرس الحدود يكرر ارسال محتويات الجوال للتحليل وتاتي نفس النتيجة حتى إلتقاه في احدى الايام لاحقا احد افراد حرس الحدود في حانة بالمكسيك وإستحلفه أن يخبره بسر جوال الرمل عندها قال له المكسيكي بعد أن إرتشف جرعة بتلذذ من كأس جعته ومسح شاربه: كنت أهرب العجلات (البيسكلته)!
ما حدث في الكنغو ان ما أشيع عن تهريب الماس وهو ثروة معروفة يتمتع بها الكنغو كان من خلفها يتم تهريب خامات كخام الكولتان الذي لاتعرفه حتى معامل الكنغو او كينيا التي كانت مسجلة بها الشركات وهو خام يحيط بعينة من الصخر العادي اوالحصاص ولايمكن التفريق بينه وبين الصخر العادي الا من قبل خبراء لهم دراية حوله وعبر ملاحظة الفرق في وزنه وهو نادر جدا يستخدم في كل أجهزة الهاتف المحمول او في شرائح الاجهزة الإليكترونية و مسطحات خلايا صفائح الطاقة الشمسية وخاصة مهم للصواريخ الموجهة حيث يحمي انظمتها من تشويش الغلاف الجوي والعديد من الاسلحة المتطورة وغيرها ويمكنك ان تحسب حجم تجارته وظلت تلك الشركات تهرب خامه ذلك تحت غطاء استثمارات التنقيب في معادن أخرى ودول مثل الكنغو مشغولة او تم شغله بمذابح مليشاتها المطلبية بينما حراس حدودها مثل حارس الحدود الامريكي في تلك الطرفة!!.حتى دول مثل فنزويلا إنتبهت مؤخراً للخدعة عندما سمحت لشركات إيرانية وروسية اعربت عن نيتها للتنقيب فيها عن البترول ومعادن اخرى لتكتشف حقيقة تعدينها!
اما ما لايدركه (باغز باني) الحركة الشعبية و(دونكي شريك) الانقاذ ان منطقة أبيي التي أرادت أن تبيعها الحركة كما باعت اراضي الجنوب والان تم تمويل حركاتنا المسلحة "المغفلة" لإشعالها تم مسحها بخصوص معادن معينة منذ فترة الادارة البريطانية منذ عام 1930 في مسح منشورة وثائقه وكان المقصد النحاس فيها وفي منطقة حفرته المعروفة ولكن ماتم الكشف عنه هو المقصد الخفي لكل هذه الزوبعة حولها وعندما تم توقيع إتفاقية السلام المؤسفة كان تعويض ممولي الصراع الذين خسروا أموالا طائلة طوال اربعين عاما هو المعضلة للدول التي رعتها والجنوب وحده وبتروله لايكفيان للتعويض من دون بترول ومعادن النيل الازرق وكردفان وهي الغاية الحقيقية الآن لهذه الشركات ولاعزاء لمن لهث خلف الجزرة وهذا ليس غير (باغز باني) الحركة الشعبية الذي في نهاية الأمر سيتم تعيينه فقط كشرطي يحرس مجريات نهب أرضه!!. يتبع
حاتم المدني*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.